الجريدة: فاتن العيادي أثارت دعوة رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي ليلة أمس، الشعب التونسي إلى الخروج في مسيرات حاشدة بمختلف ولايات الجمهورية يوم الجمعة على الساعة العاشرة مساء للتعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة في العدوان الصهيوني الذي يواجهه والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي، العديد من الانتقادات والتعاليق حيث استغرب الكثير من عقلية مؤسسة رئاسة الجمهورية اتخاذ مثل هذا القرار الذي لا يصدر عن رجل دولة وليس من تصرفات رئيس الجمهورية الدعوة إلى التظاهر. ويرى بعض الملاحظين في تعليق على دعوة المرزوقي أن رؤساء الدّول لا يدعون إلى التّظاهر لنصرة قضيّة وأن مثل هذه القرارات تصدر عن الأحزاب ومكونات المجتمع المدني وأن الشعب التونسي وحده من يقرّر الخروج من تلقاء نفسه لنصرة القضية ولا يكون ذلك بدعوة من رئيس الدولة. وتحدّث البعض الآخر عن قرار المرزوقي ووصفه ب"العهر السياسي" فكيف لرئيس جمهورية أن يتحدث عن نصرة غزة ومساندة جرحاها ومداواتهم في حين أن جرحى ثورة تونس الذين أوصلوه إلى الحكم لم يتمكنوا بعد من الشفاء وهو ما اعتبروه نفاقا، وأن هذا القرار إن كان صادرا عن المنصف المرزوقي كحقوقي أو كرئيس حزب سياسي فإن هذا يعدّ متاجرة بالقضية وخطابا انتخابيا ومناورة حزبية لأن الدعوة للمسيرات لا تصدر عن رئيس جمهورية وإنما تصدر عن الأحزاب والجمعيات. كما رأى آخرون أنه كان الأجدر بالمرزوقي أن يعلن التضامن مع الجيش والأمن الوطنيين في تصديهم للإرهاب وأنه يريد بذلك التغطية علي مذبحة الشعانبي وتجاهل عيد الجمهورية والركوب علي أحداث غزة إلى جانب كون الوضع الأمني لا يسمح بتنظيم مظاهرات ليلية وأن التركيز يجب أن يكون على استقرار الأمن حتى لا تمنح الفرصة لبعض الأطراف أثناء انشغال الأمن بالمسيرات ليلا. ويبدو أن دعوة المرزوقي وبعد أكثر من أسبوعين من العدوان على غزة أثارت الشك والريبة في هذه الفترة خاصة وأن الجبهة الشعبية أعلنت احتفالها بالذكرى الأولى لاغتيال الشهيد محمد البراهمي وهو ما اعتبره البعض سحبا للبساط من الجبهة الشعبية من جهة ودعوة تزامنت مع احتفال التونسيين بعيد الجمهورية في محاولة لتجاهل لهذه الذكرى الوطنية التاريخية من جهة أخرى. ودعت العديد من التعاليق المرزوقي إلى الكف عن الرقص على الدمّ الفلسطيني لأنه لم ينصرها والمجلس التأسيسي من خلال تجريم التّطبيع مع الكيان الصّهيوني الغاشم.