الجريدة : نجلاء الرزقي انشغال واضح للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بقضية الإرهاب و تطوّرها بمنطقة الشرق الأوسط، بدى واضحا خلال اجتماعه السنوي اليوم بالسفراء الفرنسيين و الذي حدّد خلاله الخطوط العريضة لدبلوماسيته في المرحلة القادمة. حيث قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالتأكيد على موقف فرنسا الثابت و الداعي الى مكافحة الإرهاب و ضرورة التعاون الدولي لضرب بؤره المتمركزة حاليا بالعراق و سوريا و ليبيا و قال '' فرنسا أطلقت أمس مبادرة ترمي إلى التنسيق الدولي على الصعيد الأمني والغذائي والعسكري لمحاربة تنظيم داعش''. وهو ما يؤكّد ضمنيا مساندة هولاند للمساعي الأمريكية التي تعمل على بناء ائتلاف دولي لضرب تنظيم الدولة الإسلامية ''داعش'' و لن يكون مستبعدا بعد هذا التصريح أن تنضمّ فرنسا الى الائتلاف التي تحدّثت عنه ''جين ساكي'' المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ليلة أمس و التي أعلنت فيه عن ولادة ائتلاف أمريكي، بريطاني و أسترالي لضرب ''داعش''. وبذلك ستضرب فرنسا عرض الحائط كلّ التخمينات التي استبعدت مؤازرتها للمخطط الأمريكي بعد تجربتها الأولى في حرب الخليج سنة 2003 حيث أكّد محلّلون أنّ لفرنسا ذكريات مريرة عن انضمامها للتحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة لغزو العراق و لن يكون سهلا عليها خوض التجربة من جديد. وفي سياق متّصل أوضح هولاند أنّ فرنسا ستعمل على ضرب الإرهاب في جميع البقاع القريبة منها جغرافيا كليبيا أو البعيدة عنها كسوريا و العراق و لبنان. فعلى المستوى الليبي طالب هولاند الأممالمتحدة تنظيم دعم دولي و استثنائي من أجل بناء الدولة في ليبيا و تقوية دعائمها الإقتصاديّة و الأمنيّة و الداخليّة قائلا ''اذا لم نقم بشيء جدّي، شيء سياسي، شيء دولي، فإن الإرهاب سينتشر في المنطقة برمّتها''. وفي لهجة صارمة وواضحة بيّن هولاند أنّ موقف فرنسا من الرئيس السوري لايشوبه تردّد و لا ظلاميّة فهو موقف واضح و جليّ ''الأسد حليف للإرهاب ''ولايمكن أن يكون شريكا في الحرب عليها. وهو ما يعني رفض فرنسا القيام باتصالات دبلوماسية مع الحكومة السورية وأنّها لا تعتزم إحياء العلاقات مع سوريا بسبب التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية. يذكر أنّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكّد سابقا عن استعداد بلاده للتعاون إقليميا ودوليا في الحرب ضد الإرهاب مع تزايد التهديد الذي يمثله الجهاديون و شدّد على أن أي جهود للتعامل مع الإرهاب يجب أن تكون بالتنسيق مع الحكومة السورية مما يعني اعترافا بسيادته.