جريدة : نجلاء الرزقي ما فتئت قناة الجزيرة القطرية تلعب أدوارا مشبوهة قسمت المنطقة العربية وألّبت الشارع العربي وأشعلت فيها النيران وتصر عديد الأطراف في اليمن ومصر والعراق وسوريا وليبيا على اتهام قناة الجزيرة بإثارة الفتنة في بلدانهم. كل هذه المعطيات جعلت العديد من التونسيين ينظرون بعين الريبة والشك للوثائقي الذي تعتزم الجزيرة بثه بعد غد الخميس 23 أكتوبر الجاري حول اغتيال الشهيد شكري بلعيد وما يمكن أن يبثه من سموم ساعات قليلة قبل موعد الانتخابات التشريعية. لصالح من سيعمل هذا التحقيق؟ ومن سيخدم من الأطراف السياسية؟ وللإجابة عن هاته التساؤلات قمنا بالإتصال بمجموعة من قيادي الجبهة الشعبيّة الذين عبّروا عن تخوّفهم من أن يكون التقرير الذي ستبثّه قناة الجزيرة حول اغتيال شكري بلعيد محاولة للتأثير على المشهد الإنتخابي و السياسي في تونس 3أيام قبل انطلاق عملية الإقتراع بالنسبة للإنتخابات التشريعيّة. كما أنّه حسب القيادي بالجبهة ''مراد العمدوني'' تعبير غير مباشر لأطراف سياسيّة تونسيّة عن تخوّفهم من الإمتداد الشعبي للجبهة و قدرتها على كسب قاعدة كبيرة من الموالين لها قبيل الإنتخابات. هذا وانتقد زياد الأخضر التوقيت الذي اختارته القناة لبثّ التحقيق وقال ''التوقيت خطير و غير محايد بالمرّة'' وهو محاولة جديدة من قناة الجزيرة التي عرفت بارتباطها المشبوه بأطراف سياسية في تونس مصادر تمويلها متأتية من قطر، للتدخّل في الشأن السياسي الداخلي لتونس. كما أنّها محاولة لتلميع صورة النهضة ومحاولة للتأثير على الناخبين ممن يحاولون التراجع عن التصويت لصالحها في هاته الإنتخابات. يذكر أنّ قناة الجزيرة القطرية استغلّت من قبل حادثة اغتيال القيادي شكري بلعيد للتلاعب بالرأي العام التونسي حيث عمدت خلال تغطيتها لمراسم دفنه إلى تركيب أصوات بعض من الموالين لحركة النهضة المجتمعين أمام مقر المجلس التأسيسي وأمام مقر الحركة في المروج، على صور جنازة الشهيد لتظهر بأنّ التونسيين متشبّثون بشرعية النهضة" بينما كانت أعداد غفيرة من التونسيين الحاضرين بالجنازة تنادي برحيل الحكومة وبشعارات معادية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. كما عبّر قياديو الجبهة عن ثقتهم في القضاء و الأمن لكشف أسرار اغتيال الرفيق شكري بلعيد و عن مخاوفهم من محتوى التحقيق الذي ستبثّه الجزيرة و ما سيحتويه من مغالطات يمكن لها أنّ تؤثّر في أمننا و مسارنا الإنتخابي. ولمعرفة مدى تأثير مثل هذا النوع من التحقيقات على أمننا خلال فترة الانتخابات اتصلت ''الجريدة'' بالخبير في الشؤون الأمنية و العسكرية مازن الشريف الذي أوضح أنّه يستبعد أن يكون للتحقيق التي ستبثّه قناة الجزيرة تأثيرا على الوضع الأمني بما أنّ نسب مشاهدة الجزيرة في تونس تراجعت إلى أدنى المستويات حتى أنها باتت مرفوضة ومكروهة من عديد التونسيين الذين باتوا مشكّكين في مصداقيتها و غير متابعين لتحقيقاتها حول تونس. ننوّه أخيرا أنّه خلال تقديمها للتحقيق على موقعها على الإنترنت تصرّ القناة على أنّها ستكشف تفاصيل وصفتها بالخطيرة حول حقيقة تورّط التيار السلفي في قضية مقتل شكري بلعيد وعلاقة أحمد الرويسي المتهم الرئيسي في القضية برموز نظام بن علي. هذا وأراد كاتب النص الإشهاري للتحقيق الإستقصائي ''اغتيال شكري بلعيد'' أن يوهم القرّاء أنّ قناة الجزيرة لاقت العديد من المضايقات و التهديدات خاصة من قبل الأجهزة الأمنية التونسيّة و جهات وصفتها الجزيرة على أنّها '' جهات يبدو أنها ما زالت متنفّذة في الدولة حتى بعد الثورة ولا تريد للحقيقة أن تظهر''.