أعلن خميس كسيلة رسميا استقالته من حزب التكتل من أجل العمل والحريات وذلك ب"سبب موقف القيادة وتخليها عن الدور المنتظر من الحزب". كما افرد كسيلة الجريدة بحوار بين فيه حقيقة الخلافات مع الناطق الرسمي للتكتل محمد بالنور وتحدث عن الدور المستقبلي الذي سيضطلع به داخل المجلس التأسيسي. وفيما يلي نص الحوار: ما حقيقة ما اشيع حول استقالتك من حزب التكتل؟ - فعلا تسرب خبر الاستقالة ولكني أعلن بصورة رسمية في صحيفتكم الغراء خبر استقالتي من حزب التكتل ومن عضوية الكتلة النيابية داخل المجلس التاسيسي وبالتالي سأصبح نائبا مستقلا منذ أول جلسة قادمة. أعلنها بألم شديد باعتبار صدق الانتماء وصدق التمشي عندما انخرطت في الحزب ولكن في نفس الوقت لدي شعور براحة كبيرة لأني سألتحق بموقف الآلاف من ناخبات وناخبي التكتل وبمئات المستقيلين من منخرطيه وإطاراته. وهذا النزيف تسببت فيه القيادة بعد الاعلان عن نتائج انتخابات 23 أكتوبر. ماهي خلفيات ودوافع هذه الاستقالة؟ - ما دفعني للاستقالة هو تخلي قيادة الحزب عن الدور المنتظر من التكتل والذي كان في انتظارات الناس أن يلعب دور الضمانة والحارس لقيم الحداثة والمشروع المدافع عن قيم الجمهورية وكل التطورات التي عرفناها بعد ذلك سواء في التفاوض حول الحكومة أو ما يتعلق ببرنامج الحكومة أو الموقف المطلوب من كل التطورات التي شهدتها الساحة السياسية في تونس بالخصوص الجناح السلفي التكفيري المحمي من طرف النهضة في كل هذه المسائل حيث غاب الموقف الحازم والمستقل للتكتل والمتوافق مع ما أعلنه من شعارات وقيم طيلة الحملة الانتخابية. هذا إلى جانب غياب الديمقراطية داخل الحزب حيث القرار الفعلي وفي كل ما يهم القضايا الحساسة لا يخرج عن إطار 3 أو4 أشخاص حول مصطفى بن جعفر. كيف تفسر موجة الاستقالات والانسحابات داخل هذا الحزب؟ - لم يبقى في التكتل إلا جهاز تنظيمي ضعيف ومجموع منخرطيه غير مضطلعين بحقيقة تصرفات القيادة ومواقفها. إلى جانب آخرين انتهازيين متعلقين بما يمكن أن يجنوه من موقع الحزب في السلطة. اتهمك محمد بالنور بأنك تقف وراء موجة الاستقالات في التكتل كيف ترد عليه؟ - ربما على العكس من ذلك، هذا السيل من الاستقالات من خيرة إطارات التكتل قد كان لهم دور في اقناعي بضرورة اعلان استقالتي. كما أني أرفض ان اكون وراء استقالة اي مناضل لما في ذلك من احتقار وتقزيم غير مبرر وغير واقعي تجاه هؤولاء، لكن أحافظ واتشرف بالعلاقة المتينة التي تربطني بهؤولاء المستقيلين وبغيرهم من اللذين يفكرون جديا في الاستقالة وهم بالعشرات من مختلف الجهات. هل ستكون استقالتك من التكتل استقالة من الحياة الحزبية ام اننا يمكن ان نجدك في حزب او جبهة أو تحالف سياسي آخر؟ - استقالتي ليست استقالة من الحياة العامة والسياسية بل على العكس من ذلك لدي مشاورات جدية وواسعة مع كفاءات استقالت من التكتل وغيرها من قيادات الحركات الاجتماعية والأوساط الثقافية والابداعية ونشطاء الجمعيات المدنية للتفكير جماعيا في مبادرة تجميعية تنجح في التأليف بين التيار الجمهوري العريض والتيارات الديمقراطية التقدمية وسأكون من موقعي كعضو في المجلس التاسيسي مسيرا بين مختلف الاطراف الديمقراطية والتقدمية للدفاع على دستور يحفظ المكاسب ويفتح الطريق نهائيا إلى التأسيسي لجمهورية ديمقراطية كانت في صلب نضالات الأجيال السابقة وفي قلب مطالب ثورتنا المجيدة. هل سنجد خميس كسيلة في كتلة المعارضة داخل المجلس التأسيسي؟ - ستكون لي علاقات بمختلف الكتل وحتى كتلة النهضة لانني واثق من بروز اصوات الاعتدال داخلها وواثق انه ستبرز منها وجوه تضع حدا لسياسة "التغطية" التي يمارسها بعض قيادات الحركة لحد الآن على المجموعات السلفية التكفيرية. إذ لا أتصوّر تأمينا للانتقال الديمقراطي السلمي بدون هذه العلاقة العقلانية بحزب حركة النهضة.