مباشرة بعد تسلها لمهامها، يوم الثلاثاء الماضي ، قامت السيدة مامية البنا الزياني وزيرة البيئة بزيارة لمختلف مصالح الوزارة وإداراتها حيث تعرفت... على الإطارات العاملة بها، قبل أن تعقد جلسة عمل ضمت المديرين العامين بالوزارة والمؤسسات تحت الإشراف، خصصت لاستعراض واقع الجهاز البيئي وسير برامجه ، والتوجهات التي يجري العمل على بلورتها للنهوض بالبيئة في الفترة القادمة. وبينت الوزيرة بالمناسبة الحرص على أن تكون توجهات الوزارة متناغمة مع سياق أهداف الصورة، و العزم على القيام بالمجهود المطلوب لإعادة تشكيل السياسات وطرق التدخل والنشاط، وفقا لرؤية جديدة تعتمد على اللامركزية الجهوية والحوكمة البيئية الجهوية والمحلية، وكذلك بالتأكيد على روح العمل الجماعي. وفي تدخلها بإذاعة شمس إف إم ، وهو أول حضور إذاعي لها ثلاثة أيام بعد توليها الوزارة، مساء الجمعة، تحدثت عن علاقتها الوطيدة بالمجال البيئي منذ مرحلة الدراسة الجامعية ومشاركتها في عديد الأنشطة الجمعياتية العلمية والبيئية وحضورها في فعاليات القمة البيئية العالمية بريو سنة 1992، كما أكدت استقلالها وعدم انتمائها الحزبي، وأشارت الوزيرة لتأكد العمل على فض بعض الإشكالات وفي مقدمتها توقف نشاط مركز جرادو للنفايات الخاصة والصناعية، والذي هو حاليا من أنظار القضاء، غير أن الحاجة تؤكد فتحا ظرفيا للصيانة وإجراء بعض التدخلات الفنية لتلافي بعض الاخطار وتجاوز مضاعفات خزن النفايات دون أية إحتياطات للسلامة الصحية والبيئية. ولاحظت الوزيرة أن المقاربة التي ستعتمدها تقوم على الشراكة مع مختلف الفاعلين وفي مقدمتهم المجتمع المدني، وأنه سيتم قريبا بعث مجلس وطني للبيئة يكرس التعاون والشراكة في رسم السياسات والخطط ومتابعة البرامج والمشاريع البيئية. وفي تعليقها على وقفة إحتجاجية نظمها ناشطون من المجتمع المدني يوم الجمعة الماضي حول الصيد المحظور، بينت الوزيرة أهمية نشاط الجمعيات، ومساندتها لمبادرة النسيج الجمعياتي البيئي، والمراهنة على مشاركة هذه الأطراف في دفع العمل البيئي وتأطير الوعي والسلوك البيئي الجمعي. كما بينت أنها ستعمل على رسم سياسة بيئية جديدة واضحة تساعد على تحسين الوضع البيئي والٍتقاء بالمحيط، وأشارت إلى ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة الأوضاع المتصلة بتناثر النفايات، ودعم المجهود البلدي نظرا لما يلاحظ من نقص الإمكانيات والتجهيزات المتوفرة لدى البلديات. كما أشارت ضمن برنامج"ملا نهار" بنفس الإذاعة، إلى ضرورة إعتماد خطة تحسيسية ناجعة ومتكاملة لتوعية المواطنين، وتوخي صيغ متطورة ومركزة لضمان نشر الحس البيئي لدى مختلف شرائح المواطنين. وشددت الدكتورة مامية البنا على أهمية النهوض بالطاقات المتجددة، واستغلال الإمكانيات المتاحة في بلادنا ولا سيما في مجالي الطاقة الشمسية والهوائية، والعمل على إحكام إستثمار الطاقات المتوفرة للنهوض بالتشغيل الأخضر. وبينت الوزيرة من جهة أخرى أنها بصدد مواصلة التعمق في استكشاف مختلف الملفات ومكونات المنظومة البيئية الراهنة، وأنها ستعمل على مواصلة الإصغاء لكافة الأطراف على غرار الأحزاب والنقابات، والحرص على اعتماد الشفافية في الإصلاح وتطبيق القانون في ملفات الفساد الذي عرفه المجال البيئي في السنوات الأخيرة.