أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، أن التحضير للقمّة الفرنكفونيّة بتونس (بجزبرة جربة، ولاية مدنين) يجري على قدم وساق وعلى مدار الساعة لإنجاح هذا الحدث، مشيرا إلى أن وفودًا من المنظمة الفرنكفونيّة زارت جزيرة جربة لمعاينة الأطر المتوفرة و الوقوف على كل الاستعدادات. وشدّد في ردّه عن سؤال النائب مبروك كرشيد (الكتلة الوطنية) بخصوص تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد بوجود أطراف تريد تعطيل و منع انعقاد القمة الفرنكفونيّة بتونس، على أن التحضير للقمّة قائم الذات ويسير بخطى حثيثة. وأبرز ان العلاقات الدبلوماسية بين تونس ومختلف البلدان الإفريقية المنضوية تحت المنظومة الفرنكفونية مستمرّة، مؤكدًا أن هذه العلاقات لا تنتظر المناسبات لتدعيمها وتقويتها. وقال في ردّه عن سؤال للنائب ياسين العياري (غير منتمي) بخصوص مدى تحضير تونس لاتفاقيات ومجالات تعاون بين تونس و البلدان الإفريقية بمناسبة احتضان تونس للقمة الفرنكفونية « لا نترقب مناسبات معينة لعقد اللقاءات الثنائية مع الدول الأفريقية أو غيرها من الدول والتعاون مستمر دائماً وليس مناسباتيا ». وفي معرض ردّه كذلك أيضا عن سؤال ثان للنائب مبروك كورشيد بخصوص تشكيات من تونسيين مقيمين بالخارج بسبب رفض السفارات التونسية بالخارج تمكينهم من جوازات سفر بسبب شبهات أو قضايا عدلية مرفوعة ضدّهم بتونس، أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أنه سيتم إعادة النظر في هذه المسألة، معتبرا أنّ قرار المنع المستند إليه في السفارات يعود لقانون قديم « ومن غير المنطقي أن يمنع تونسي من جواز سفر رغم أنه يتمتع بجميع وثائقه ويعمل بطريقة قانونية في دولة الإقامة »، وفق تعبيره. وقال « لابد من إعادة النظر في مسألة حرمان تونسيين مقيمين في الخارج من جوازات سفر وسوف ننظر مع السلط المعنية في وضعية التونسيين الموجودين في المهجر وقاموا بتسوية وضعياتهم في بلدان الإقامة ويعملون بصفة طبيعية ولكنهم لم يتحصلوا على جوازات سفر بسبب شبهات أو قضايا تتعلق بهم في تونس »، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الخارجية ستطرح الموضوع على السلط المعنية لتدارس الأشكال القانونية الممكنة لحلّ هذا الموضوع، مؤكدًا أنه سيتم تناول هذا الموضوع من الجوانب الإنسانية والعقلانية والمنطقية ». ولاحظ أن المواطن التونسي الذي حرم من الحصول على جواز سفر وهو مقيم في الخارج لم يتم حرمانه من العودة إلى تونس حيث يتم تمتيعه ببطاقة عبور تمنح لكل شخص إن لم تتوفر له الإمكانية للحصول على جواز سفر عادي ». يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد، التقى في 17 ماي الماضي، بمقر السفارة التونسية بباريس، لويز موشيكوابو ، الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية. وتطرقت المحادثة إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم قمة الفرنكفونية والتنسيق بين تونس وهذه المنظمة لحسن الإعداد لهذا الاستحقاق الهام. وأكد رئيس الدولة التزام تونس بانعقاد القمة في موعدها. وجدير بالتذكير فإن موعد انعقاد القمة الفرنكوفونية المحدد في شهر نوفمبر 2021، تم تأجيله مرتين في السابق حيث كان من المقرر أن تنعقد القمة في شهر ديسمبر 2020 ثم تأجلت إلى مارس 2021 واستقرت حاليا في موعد نوفمبر 2021 وذلك لاعتبارات صحية. وكانت المستشارة لدى رئيس الجمهورية المكلّفة بملف التعاون الدبلوماسي، سارة معاوية، قد صرحت سابقا بأن هذه القمة ستكون « أكبر حدث هام تنظّمه البلاد التونسية »، وقالت إنه يمثل « تحديا جديدا لتونس وموعدا بارزا بالنظر إلى حجم الوفود المشاركة فيه »، إذ أن منظمات دولية والعديد من البلدان غير الفرنكوفونية ستكون حاضرة في قمة هذه المنظمة الدولية التي تضم 88 بلدا وحكومة (54 بلدا عضوا و7 دول شريكة و27 بلدا بصفة ملاحظ).