حسب مصدر "أسوشيتد برس" أمريكا أرسلت مساعدات عسكرية بقيمة 25 مليون دولار لكلّ من تونس ومالطا، ذلك لدعم الديمقراطية حسب رأيها طبعا . فهل قامت الثورة التونسية على النقص في الأسلحة ؟ صحيح أن تونس مقبلة على فترة حرجة ألا وهي الفترة الانتخابية في شهر أكتوبر القادم . هذه الفترة التي تستوجب استعدادا أمنيا لتفادي ما حصل في جانفي الفارط من قتلى وجرحى وتخريب ونهب . لكن هذا لا يعني أنها تستحق دعما عسكريا بقيمة 25 مليون دولار . فالثورة التونسية قامت على البطالة والخصاصة وغياب العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الثروات بين الجهات . ولم تقم على نقص في المعدّات العسكرية . لو مدّتنا أمريكا بنصف هذا المبلغ لاستطعنا توظيفه في أشياء كثيرة من شأنها أن تهدئ الشعب وأن تخمد نار الثورة التي لا تزال تلتهب إلى يومنا هذا . كما نستطيع بمثل هذا المبلغ أن نوفّر مواطن شغل جديدة ونستطيع استغلاله في التنمية الداخلية بأقرب ما يمكن من العدالة بين كل الجهات. أليست هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق الديمقراطية ؟ ربما إن قبلنا مثل هذه المساعدة نكون بذلك قد قبلنا تجديد الثورة وأعلنا عن إحداث حرب جديدة نحن في غنى عنها, لو ساعدتنا مثل هذه الدول بشكل آخر كأن تشجع رجال أعمالها على الاستثمار في تونس، أو أن تشجع على السياحة التونسية ...نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى الخبز والمال، و في أمسّ الحاجة كذلك للدعم المادّي وليس للدعم العسكري. ك. عريوة