من المستفيد من هذه التهديدات وهل بمثل هذا الأسلوب نخدم البلاد ؟!... منذ اندلاع ما عرف بقضية نسمة لم تهدأ الأمور خاصة على المواقع الاجتماعية رغم أن مدير هذه القناة اعتذر للشعب التونسي بأسره واعتبر أن ما جاء بالفيلم الإيراني " غلطة" غير مقصودة . فقد راجت هذه الأيام على بعض المواقع الاجتماعية ، ومنها "فايس بوك" بالخصوص وجرى نقاش أو لنقل تحريض على مقاطعة اتصالات تونس وتونيزيانا إذا لم تفسخ هاتان الشركتان عقود الإشهار التي تربطهما بنسمة . وطلب الداعون إلى المقاطعة كافة مشتركي هاتين الشركتين أن يقوموا بفسخ عقودهما معهما إذا واصلتا التعامل مع نسمة من خلال الإشهار . ويبدو أن هذه الدعوات لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الكثير من المشتركين الذين اتصل بعضهم بمصالح الشركتين مهددين بفسخ عقودهم مثلما أشرنا . لا وجود لعقود ؟ ومتابعة لما يحدث إتصلت " الخبير" بمصدر من شركة تونيزيانا ومصدر من "تليكوم" فلم ينف المصدران وجود تهديدات صادرة عن بعض مشتركيهما . وفي المقابل أكد المصدران بصفة قطعية أنه لا توجد عقود إشهار تربطهما بقناة نسمة . لذلك تصبح الدعوة إلى مقاطعتهما لا معنى لها بما أنه لا يوجد عقد يربطهما أصلا . وعلى هذا الأساس دعا المصدران كافة حرفائهما إلى التعقل وعدم الانسياق وراء هذه الدعوات التي لا تستند إلى أي شيء من الواقع . من المستفيد ؟ بكلّ تأكيد فإن ما قامت به نسمة هو استفزاز لمشاعر كافة التونسيين وإن وراء بث الفيلم أيادي خفية حرّكت خيوط اللعبة قصدا لجسّ نبض الشارع ومعرفة ردود الفعل المنتظرة وغير المنتظرة . وبكل تأكيد أيضا فإن الاعتذار الرسمي لم يطفئ نار الفتيل ...لكن السؤال المطروح الآن : من المستفيد من دعوات مقاطعة اتصالات تونس وتونيزيانا ؟ الجواب طبعا تعرفونه ولا فائدة في " التكعرير" ...أما المطلوب اليوم فهو شيء من الاتزان والتعقل حتى لا تختلط الأمور فيذهب شعبان " في جرّة ڨعبان"...! ج .م