عديدة هي الأخبار التي راجت بخصوص أداء ومواقف الأحزاب السياسية في تونس منذ ابنثاق المجلس الوطني التأسيسي وصولا إلى اعتصام باردو... الأخبار شملت إمكانية إعادة هيكلية للأحزاب الأكثر تمثيلا في المجلس وعلى رأسها حزب التكتل إلا أن الإجماع كان سيد الموقف بخصوص مساندة اعتصام باردو. كثر الحديث مؤخرا حول إمكانية لجوء حزب التكتل لإعادة هيكلته نظرا لتولي رئيسه مصطفى بن جعفر لمهام رئاسة المجلس الوطني التأسيسي وفي اتصالنا بالسيد محمد بالنور الناطق الرسمي باسم الحزب الذي فند هذا الحديث واستنكره، هذا وقد أعرب عن أسفه لرواج مثل هذه الأخبار التي ليس لها أي أساس من الصحة وأشار أن الحزب متمسك بالسيد مصطفى بن جعفر رئيسا إلا أنه استدرك قائلا إن الحزب يعيش نقاشات بين أعضائه في صلب اجتماعات مكثفة للنظر والتشاور في المعطيات الجديدة التي يعيشها حزب التكتل وأضاف أن نتائج هذه الاجتماعات ستعلن عند الاتفاق على جميع النقاط. من جهة أخرى أكد السيد محمد بالنور أن حزب التكتل يساند اعتصام باردو ويجرم أي اعتداء بالعنف على المعتصمين وكان الحزب قد دعا جميع الأحزاب السياسية ومختلف مكونات المجتمع المدني للتصدي لمثل الاعتداءات التي حصلت آخر الأسبوع الفائت على معتصمي باردو وخاصة السيدة التي تعرضت للتعنيف الشديد مؤكدا حق التونسيين في التعبير بكل حرية وأمان عن آرائهم ومواقفهم. "العين المفتوحة": مقترح الحزب لديمقراطي التقدمي لتسمية اعتصام باردو وفي نفس السياق أكد السيد فرحات حمودي ,عضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي والأمين الوطني لشباب الحزب ,في مقابلة مع الجريدة ,أن الديمقراطي التقدمي مع حرية التعبير ,واعتبر أن حركة اعتصام باردو هي حركة مهمة من حيث الضغط على أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ليكونوا أوفياء للمهمة التي أوكلها لهم الشعب التونسي ,وأكد أن الاعتصام يمثل حالة من الضغط المتواصل لصياغة دستور ديمقراطي حقيقي ,هذا الدستور الذي سيكفل بضمان مبدإ الفصل بين السلط والقطع مع أي وجه من وجوه الاستبداد والديكتاتورية. وأشار السيد فرحات إلى أن اعتصام باردو كان سلميا وحضاريا,رغم بعض المحاولات التي أرادت إجهاضه,لا يعطل سير الحياة الطبيعية ,وأن المجال مفتوح لإبداء جميع الآراء وأن اختلفت فيما بينها 'لكن دون اللجوء إلى العنف. وأضاف عضو المكتب السياسي, أنهم بصدد انتظار حتى تبلور المطالب النهائية للمعتصمين أمام قصر باردو فالمطالب جمعت الجانب السياسي من جهة ,والجانب الاجتماعي من جهة آخري,وأكد أن الحزب يسعى إلى خلق نوع من التوافق, ففي نهاية المطاف, من حق جميع المعتصمين الدفاع عن مطالبهم. وأشار السيد فرحات إلى أن الحزب الديمقراطي التقدمي, تقدم بمقترح لتسمية اعتصام باردو ب "العين المفتوحة " نظرا لطبيعة المطالب السياسية التي ينادي بها المعتصمون فهذه المطالب تندرج في إطار مهمة أعضاء المجلس ألا وهي ضمان الحريات والسير نحو الديمقراطية وصياغة دستور ديمقراطي للبلاد. بغض النظر عما تعيشه الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي من إعادة هيكلة أو مراجعة في القيادات ,فقد حصل اجماع وطني بخصوص المطالب التي يرفعها المعتصمون أمام مقر قصر باردو ورغم أحداث العنف التي رافقت الاعتصام ,فإنه يمثل نقطة مضيئة للسير نحو الديمقراطية, فالمطالب هي بالأساس الأحداث التي قامت من أجلها ثورة الكرامة والحرية.