أطلقت مكونات المجتمع المدني ببنزرت صيحة فزع وردت من كل من جمعية صيانة مدينة بنزرت و جمعية درب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- فرع بنزرت وجمعية رياض الغوص والبيئة ببنزرت وجمعية حماية وصيانة الشريط الساّحلي ببنزرت في بيان جماعي لهم. مفاد صيحة الفزع ما تسجل من تجاوزات قانونية وإخلالات فنية مرتكبة بعد التقدم الملحوظ في إنجاز مشروع مارينا بنزرت كاب 3000 وانه مشروع إنتصب في وجه المدينة، دون إستشارة لأبنائها ومنظماتها الفاعلة، وعلى الصورة التي هو عليها الآن ، جسمٌ غريبٌ توشك المدينة وأهلها وتاريخها العريق أن تلفضه . وورد في البيان أن مشروع مارينا بنزرت كاب 3000 ، هو مثله مثل كثير من المشاريع التي روّج لها رجالها على أنها إستثمارية تخدم المصلحة الوطنية فيما كانت في الواقع تمرر جبراًعبر إستغلال نفوذ رجال النظام السابق حين كان يغدق عليهم الامتيازات ويحميهم بالحصانات ويقتسم معهم الإيتاوات . وأضاف البيان أن إنشاء ميناء ترفيهي يظل ضرورة ملحة يستدعيها الموقع الجغرافي لبنزرت والتطلعات التنموية لأبناء الجهة، إلا أن مشروع مارينا بنزرت كاب 3000 على النحو الذي هو عليه الآن، ببنايته ذات "الطوابق الثمانية" تحوّل إلى مشروع تجاري ربحي لايعبىء بالمدينة حين يحجب أسوارها ويُفقد قيمتها التاريخية العالمية و لا يكترث لإعدام المرفىء العتيق ببنزرت( ذو 3000سنة) حين تقطع شرايينه بغلق منافذ التيارات المائية التي تُجدد حياته ولا يكترث لنحو 100 من بحّارة المدينة توارثوا ركوب البحر كابراً عن كابر، حين يُقطع عليهم اليوم البحر في طلب قوت عيالهم . وأشار البيان أن الهدف من صيحة الفزع هو تنبيه الرأى العام المحلي والوطني إلى أن الأشغال البحرية المتعلقة بالميناء الترفيهي وهي الأصل في هذا المشروع، قد توقفت منذ فترة فيما يجري الآن الإسراع بإعلاء طوابق البناية حتى تبلغ الطابق الثامن ليتم بها فرض أمر واقع على المدينة، أهلها ومعالمها وتاريخها، واستنكرت مكوّنات المجتمع المدني ببنزرت ما كان سببا في مشروع مارينا بنزرت كاب 3000 على النحو الذي هو عليه الآن لتدفع المدينة كلفته من تاريخها ومعالمها الآثرية، ومن بيئتها البحرية ومن القوت اليومي لأبنائها .
