الرسالة التي كتبتها مؤخرا سمية الغنوشي إبنة زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وزوجة وزير الخارجية رفيق بوشلاكة تتهجم فيها على المعارضة بمناسبة مرور عام على انتخابات 23 أكتوبر ما انفكت تثير ردود فعل عديدة بسبب ما خلّفته من شعور بالاستياء لدى الناشطين السياسيين ولدى عديد المواطنين. وقد حرّك كلام ابنة الغنوشي موجة من انتقادات والتعاليق الساخرة تجاه ما يحصل، وتساءل كثيرون عن أسباب حشر ابنة الغنوشي نفسها في الشأن السياسي بما أنها لا تملك أية صفة للتهجم على الناشطين السياسيين.
وتنتشر هذه الأيام على المواقع الالكترونية والاجتماعية صورة مركبة تداولها كثيرون بآلاف التعاليق الساخرة. وهي صورة تجمع كل من بن علي والغنوشي ومعهما صخر الماطري وزوجته نسرين بن علي ورفيق بوشلاكة (وزير الخارجية) وزوجته سمية الغنوشي، كما ظهرت صورة ابنة الغنوشي بدلا من صورة ليلى بن علي على واجهة كتاب "حاكمة قرطاج".
الصورة يتداولها كثيرون وهم يستحضرون ما كان يحصل سابقا في ظلّ حكم الطاغية بن علي وسطوة عائلته وأصهاره وبناته والمقربين منه، وأصبح الجميع خائفا من أن يتكرّر ذلك اليوم في ظل حكم النهضة عن طريق الأصهار والمقربين من رموز الحركة.
ويخاف كثيرون من أن يعود الوضع في تونس إلى ما كان عليه أيام حكم بن علي عندما كان المقربون والأصهار والبنات هم الحاكمون الحقيقيون في تونس بعد أن حشروا أنفسهم في الشأن السياسي والاقتصادي وهمشوا أدوار البقية.
وكان تعيين رفيق بوشلاكة (زوج ابنة راشد الغنوشي) وزيرا للخارجية في شهر ديسمبر الماضي قد أثار ردود أفعال مختلفة وغضبا شعبيا، واتهم كثيرون حمادي الجبالي رئيس الحكومة بأنه سعى بهذا التعيين إلى نيل رضا زعيم الحركة راشد الغنوشي، وقالوا إن زمن تقاسم السلطة بين المقربين من النظام لم ينته مع بن علي بل مازال متواصلا...
وازدادت على مدى العام المنقضي حدة الانتقادات تجاه تعيين عبد السلام على رأس وزارة الخارجية بما أن كثيرين يرون أنه تنقصه الخبرة والكفاءة لوزارة سيادية بحجم الخارجية.
غير أن الأمور لم تقف عند ذلك الحد بل تضاعفت الانتقادات والغضب السياسي والشعبي هذه الأيام من تواجد رفيق عبد السلام في موقع سياسي حساس بعد أن برزت على الساحة السياسية منذ يومين زوجته سمية (ابنة راشد الغنوشي) لتتوجه عبر موقعها على الفايس بوك برسالة فاجئت الناشطين السياسيين والملاحظين والشعب.
حيث كتبت تهاجم الأحزاب التي خسرت انتخابات 23 أكتوبر 2011، وقالت بالخصوص "يحق للشعب التونسي أن يحتفل بذكرى انعقاد أول انتخابات حرة وديمقراطية، كما يحق لضحايا تلك الانتخابات من خائبين وخاسرين أن ينكسوا أعلامهم ويندبوا حظهم و أن ينتحبوا على يوم أسود أغبر، عرى ضآلتهم، وهامشية حضورهم، وكشف حقيقتهم" ووصفت المعارضة بأنها أقليات معزولة كثيرة الصخب والهرج والمرج، وافرة العدة وأدوات التضليل والدعاية الإعلامية زهيدة العدد والسند الشعبي.
وجاء في آخر الرسالة "كل انتخابات، وانتم كالحو الوجوه أصفار اليدين، خاوو الصناديق يائسون خائبون".
وأجمع كثيرون أن الرسالة فيها تطاول على رموز المعارضة التونسية بأسلوب اعتبروه غير لائق ويفتقر لأبسط مقومات الأخلاق الحميدة. وعبرت المعارضة التونسية على استيائها من هذا الكلام وقال بعضهم أنه لا يليق بعائلة زعيم حركة النهضة.
وقال سمير الطيب عضو المجلس الوطني التأسيسي وممثّل حزب المسار الاجتماعي أن هذا الكلام فيه تأجيج للأجواء السياسية داخل البلاد ويحرض على العنف ومن غير المعقول ان يصدر كلام كهذا يوم ذكرى انتخابات 23 أكتوبر.
واعتبر النائب محمد الحامدي رئيس الكتلة الديمقراطية في المجلس التأسيسي أن ما قالته سمية الغنوشي فيه الكثير من "الجاهلية" وفيه سعي لتقسيم التونسيين إلى رابحين وخاسرين والحال أن الجميع في هذه البلاد سيخسر عندما تسير البلاد نحو الهاوية.
وردت الأديبة والناشطة ألفة يوسف ردا اعتبره الملاحظون قاسيا على ابنة الغنوشي وذلك في شكل رسالة مطولة.
وفي الحقيقة ليست المرة الأولى التي تتكلم فيها سمية الغنوشي وتحشر نفسها في السياسة رغم أنها ليست بشخصية سياسية .
فقد سبق أن لوحت بمقاضاة الإعلاميين الذين كتبوا عن منح راشد الغنوشي (والدها) لرخصة "ماكدونالدز" لأحد إخوته.. وسبق أن هددت بمقاضاة من ادعى أن زوجها رفيق بوشلاكة يمثل دولة قطر في مؤتمرات حلف الناتو بما أنه حامل للجنسية القطرية.
وقالت بالخصوص "ليعلم هؤلاء و كل الأفاكين من أمثالهم أننا سنتتبعهم قضائيا ونجرهم إلى المحاكم حتى ينتهوا عن ممارسة ألاعيبهم القذرة. ليعلموا أننا قد تعقبنا صحفا أعرق وأكبر منهم في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت تتلقى أموالا ودعما من المخلوع لتشويه النهضة وقيادتها فأفلس بعضها واضطر إلى الإغلاق تحت طائلة هذه المحاكمات و القضاء. ليعلم هؤلاء أنهم قد ارتقوا مرتقا صعبا وأن زمن الغاب حيث كانوا يصولون و يجولون دون حسيب أو رقيب قد ولى وانتهى".
كما سبق لها أن انتقدت في موقعها على الفياس بوك بشدة ما راج من أخبار في العديد من المواقع والصفحات بشأن والدها. وأكدت أن والدها لم يسافر قط في حياته على نفقة الحكومة لا إلى دافوس ولا إلى غيره، مشيرة إلى أن والدها يصر على الركوب في الدرجة السياحية في أسفاره كغيره من أبناء شعبه.
كما نفت ابنة الغنوشي أن تكون قد حضرت أصلا إلى دافوس بمعية زوجها وزير الخارجية وجاء رد ها على خلفية ما راج بشأن سفرها إلى دافوس على نفقة الحكومة وتمتعها بإقامة في نزل 5 نجوم .