غاب رونق مهرجان قرطاج السينمائي العريق والتاريخي الذي اعتاده الجمهور العربي والإفريقي في دورته الرابعة والعشرون والأولى بعد ثورة14 جانفي بعدما عرفت فعالياته التي تتواصل ليومه الرابع سوء تنظيم وزحمة كبيرة وتدافع وتراشق بالألفاظ النابية بين المشاهدين مللا من الانتظار. وضاق فضاء الكوليزي بالعاصمة المكان الذي خصصته وزارة الثقافة لافتتاح الدورة بالمدعوين والمشاهير والصحفيين والمشاهدين ولم يستوعب حجم الحدث الثقافي التاريخي البارز على مستوى المهرجانات الإفريقية والعربية، مما دفع ببعضهم إلى الرحيل دون مشاهدة فيلم "ارحل" لمحمد زرن الذي تم اختياره لتدشين أيام قرطاج السينمائية2012.
كما عرفت أغلبية قاعات العرض السينمائي تأخر في بث بعض الأفلام السينمائية الذي تجاوز في بعض الأحيان نصف الساعة إلى جانب التغيير المفاجئ في توقيت بثها دون الإعلام المسبق مما أربك المشاهدين.
ومن السهل ملاحظة عدم الحنكة في اختيار القاعات المناسبة للأفلام التي عرضت باعتبار أن هناك أفلام استقطبت أعداد كبيرة من المشاهدين لأهمية السيناريو أو المخرجين فتم عرض أفلام في قاعات صغيرة في حين بثت أفلام أخرى لم تستقطب العديد من المشاهدين في قاعة الكوليزي أكبر قاعات العرض بالعاصمة والتي تستوعب حولي 2000 شخص.
كما أصيب الجمهور بخيبة أمل لعدم عرض فيلم "منموتش" للنوري بوزيد عندما ظهر لهم على المسرح ليعلن تعذر العرض لأسباب تقنية بحتة حالت دون إمكانية العرض قائلا "اسم الفيلم مانموتش، لكنني أموت اليوم...".
وعلى غرار الدورات السابقة التي شهدت حضور كبير لعدد من الوجوه الفنية البارزة التونسية والعربية مثل منى نور الدين ومنصف لزعر وفتحي الهداوي ويسرى و نور الشريف وخالد ابو النجا، غابت هذه الوجوه ولم يحضر منها إلا عدد قليل في الدورة الحالية.
كما عرفت الدورات الفارطة خاصة الدورة 23 لسنة 2010 تنظيم محكم وسهرة افتتاحية تضاهي ساهرات افتتاح المهرجانات العالمية.
ورجح بعض السينمائيين أن أحد عوامل هذا التدهور في جودة التنظيم هو الخفض الذي عرفته ميزانية المهرجان والتي طالت العديد من القطاعات الأخرى في البلاد التي تمر بأوضاع اقتصادية صعبة.