شهدت بعض محطات النقل العمومي بالعاصمة تونس صباح اليوم الجمعة حالة من الاستنفار الأمني تمثلت في قيام قوات الشرطة بحملة تمشيط وتفتيش بواسطة الكلاب داخل عربات المترو الخفيف في محطتي برشلونة الجمهورية (البساج)، إضافة إلى محطة القطار ببرشلونة قبل أن تعود الحركة عادية. وأثارت حملة التمشيط استغراب المواطنين الذين لم يتعودوا على مثل هذه حملات، في وقت عبّر فيه البعض عن مخاوفه من إمكانية وقوع عمليات إرهابية خصوصا وأنّ البلاد شهدت في الآونة الأخيرة سلسلة من الاشتباكات على الحدود التونسية الجزائرية.
هذا ويعقد على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال وزير الداخلية علي العريض مؤتمرا صحفيا بثكنة الحرس بالعوينة للكشف عن مستجدات الاشتباكات الأخيرة على الحدود مع المسلحين والتي أوقعت ضحية في صفوف قوات الحرس الوطني منذ أيام (الوكيل أنيس الجلاصي).
وسيلقي الضوء على آخر ما توصلت إليه التحقيقات والأبحاث الأمنية بخصوص هوية المسلحين، الذين يعتقد بأنّ لهم صلة بتنظيم القاعدة بشمال المغرب العربي.
وقد تمكنت الوحدات الأمنية من الكشف عن شبكة إرهابية لتجنيد عناصر متشددة دينيا وإرسالها نحو معاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتشير وسائل إعلامية إلى أن المتورطين في هذه الشبكة ينتمون إلى التيار السلفي أو ما يعرف بالسلفية الجهادية.
وقامت قوات الأمن من إيقاف 7 من عناصر هذه المجموعة ويتواصل السعي إلى إلقاء القبض على بقية العناصر وهو ما يرجح بان هذه المجوعة قد تتكون من عدد كبير.
وكانت قوات الأمن قد قامت بإيقاف سيارة مكتراة يوم 06 ديسمبر 2012 بالمكان المعروف بسويلم، عمادة العاذر من معتمدية فرنانة بولاية جندوبة كانت متجهة نحو الشريط الحدودي التونسي الجزائري الذي يبعد عن تلك المنطقة حوالي 12 كلم حيث تم القبض على سائقها ومرافقه فيما لاذ نفران من راكبيها بالفرار.
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أنه "بتفتيش السيارة تم العثور على أربعة حقائب تحتوي على مواد مشبوهة من أسلاك وصواعق كهربائية ومتفجرات وبارود إضافة إلى بعض الوثائق ومواد غذائية"، على حدّ تعبيره، ملاحظا أنه بتعميق التحريات مع الشخصين الموقوفين، اعترفا بانخراطهما في هذه الشبكة التي تضمّ عددا من العناصر المتشددة دينيا (مما يعرف عادة بالسلفية الجهادية) بجهتي جندوبة والكاف.
وأضاف أنه تم إثر الحملات الأمنية المكثفة، إيقاف 05 عناصر أخرى من هذه الشبكة، كما أمكن "حجز مسدس و25 طلقة عند أحدهم إلى جانب 10 طلقات لسلاح كلاشنكوف وأزياء قتال وأسلحة بيضاء وخرائط بمنزل عنصر من المجموعة متحصن بالفرار".
وتتواصل المساعي لحراسة الحدود مع ليبيا والجزائر لتعقب المجموعات المسلحة.
