تشهد مختلف مناطق ولاية قبلي منذ يوم السبت الماضي والى اليوم هبوبا متواصلا للرياح الرملية القوية والمثيرة للاتربة والتي ازدادت حدّتها خلال اليومين الاخيرين ممّا تسبّب في عزلة بعض المعتمديات على غرار معتمدية رجيم معتوق جرّاء تكدّس الرمال بالطريق الوطنية عدد 20 التي تمثّل المنفذ الوحيد لهذه المعتمدية في اتجاه باقي مناطق الولاية فضلا عن انسداد الطريق التي تربط هذه المعتمدية بولاية توزر مرورا بالمطروحة وحزوة من الجهة الغربية. وتواصل مصالح الادارة الجهوية للتجهيز والاسكان منذ يوم امس معزّزة بمعدّات تابعة لبلدية رجيم معتوق إزالة الرمال عن الطرقات لتمكين العربات من الدخول والخروج من هذه المعتمدية سواء من الناحية الشمالية في اتّجاه باقي مناطق ولاية قبلي او من الناحيبة الغربية في اتّجاه ولاية توزر وفق ما أكّده معتمد المنطقة منير بن رمضان"في تصريح ل(وات)، مشيرا الى ان هذه التدخّلات تكاد تكون بصفة يومية خلال فصل الربيع نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة خلال هذا الفصل وهو ما يقتضي على حد تعبيره تركيز فرع للادارة الجهوية للتجهيز والاسكان بمعتدية رجيم معتوق لتوفير المعدات والزّاد البشري الكافيين لانجاز مختلف التدخلات طيلة السنة. وتسبّبت هذه الرياح القوية في توقّف شبه تام لعملية تلقيح عراجين التمور بالكثير من الواحات وهو ما آثار مخاوف الكثير من الفلاحين من إمكانية تضرّر الصابة وكثرة الشيص بالعراجين نظرا للظروف المناخية غير الملائمة التي تزامنت مع موسم تلقيح العراجين او المعروف لدى الفلاحين بموسم "الذكار" وذكر عدد من الفلاحين على غرار عبد الله بن عمار وعلي بن محمد اصيلي معتمدية قبلي الجنوبية أنّه ورغم التقدم الكبير الذي شهدته عملية تلقيح العراجين بالكثير من الواحات حيث تمّ الفروغ نسبيا من تلقيح الطّلع الاول من العراجين او ما يسمونه "البطن الاولى" الا ان الهبوب المتواصل للرياح القوية تسبّب في تعطّل إتمام هذه العملية ببعض الواحات الاخرى التي شهدت تأخّرا في ظهور الطّلع هذه السنة كما ان هذه الرياح عطّلت الشروع في تلقيح عراجين الطلع الثاني او ما يسمونه "بالبطن الثانية" بالكثير من الواحات التي كادت عملية التلقيح ان تتمّ فيها او ما يسمونه بعملية "التخريج" اي الفروغ نهائيا من تلقيح كافة العراجين. يشار الى ان رئيس قسم الارشاد والنهوض بالانتاج الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بلقاسم عمار كان قد أكّد في تصريح سابق ل(وات) أن الظروف المناخية التي تشهدها الجهة منذ مطلع شهر افريل الجاري وخاصة منها هبوب الرياح القوية والرطوبة تسبّبت في التأخّر النسبي في تقدّم موسم تلقيح العراجين الذي تجاوز 60 بالمائة، داعيا الى الحرص على انجاح هذه العملية المفصلية في ضمان جودة الصابة عبر تجنب القيام بعملية الذكار اثناء الظروف المناخية الغير ملائمة مع اختيار اجود انواع اللقاح.
