كشفت إدارة منتدى غار الدماء الدولي للاستثمار والتنمية المستدامة، اليوم الثلاثاء، عن برنامج الدورة الأولى للمنتدى، التي ستنتظم أيام 11 و12 ماي الجاري بالفضاء الصناعي لتحويل وعرض المنتوج الحرّ الكائن بطريق فج حسين بمدينة غار الدماء من ولاية جندوبة. واعتبر رئيس المنتدى ومدير مجمع " أجيكو" للاستثمار وتنظيم المعارض، عبد الرحمان علالة الجامعي، أن المنتدى الدولي للاستثمار والتنمية المستدامة يمثّل نافذة جديدة ونوعيّة على مستقبل الهلال الحدودي التونسي الجزائري انطلاقا من منطقة غار الدماء التي تتمتع بثروات طبيعية ومشاهد سياحية لافتة، كما يمثّل فرصة للنّبش في المخزون الطبيعي والبيئي لهذا الهلال وتراثه المادي واللامادي والعمل على تحويله الى منتجات قابلة للاستهلاك وفق الطابع البيئي والصحّي، وااستغلال مدّخراته من المنتجات الطبيعية والبيولوجية وتحويلها على عين المكان باستخدام التقنيات الحديثة وفي مقدمتها تلك الصديقة للبيئة وترويجها في الاسواق المحلية والدولية. وأضاف الجامعي، وهو أكاديمي مختص في مجال التنمية المستدامة، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الملتقى الدولي ينتظم بالشراكة مع الغرفة الفتيّة الاقتصادية بغار الدماء، وسيشارك فيه، الى جانب مستثمرين وعارضين تونسيين، عدد من المستثمرين الأجانب من دول جنوب البحر المتوسط وشماله، ويهدف الى دعم سياسة التنمية المتبعة في تونس، وإلى النهوض بالمناطق الحدودية والداخلية التي لم تنل بعدُ حقها في التنمية رغم ما تمتلكه من إمكانات طبيعية وبشرية. كما يهدف المنتدى الى تنمية مهارات الشباب والنساء عبر برامج تدريب تعتمد القيمة المضافة، وبرامج تحسيسية ميدانية تستغل وفق رؤية هادفة تضمن توفير فرص الشغل والتعويل على الذات، وتهيئة الأطفال من خلال ابراز مزايا التعامل مع مكونات المحيط بما يحمله من ثراء متنوع من خلال ورشات وزيارات ميدانية، وخلق بيئة مشجّعة على الاستقرار والاستثمار المحلي، وخلق اطر شراكة مع الاستثمار الأجنبي وروّاد الأعمال والباحثين عن فرص وشراكات عابرة للحدود، وتوفير الأرضية المناسبة لتطوير آليات وحلقات الاقتصاد التضامني الاجتماعي، وشدّ الشباب الى مواطنهم الاصلية عوض الهروب عبر قوارب الموت او الارتماء في أحضان الجرائم وخاصة منها العابرة للحدود واستعادة ثقتهم في وطنهم بعيدا عن الأوهام، وفق نفس المصدر. ويعتبر هذا الملتقى الأول من حيث توجهه لتثمين المقدّرات التي لم تحظ باهتمام على غرار الزعرور، والخرّوب، والخرشف، والرّند، وزيت التّين الشوكي، والكبّار، والعسل البري، والتّين، والتوت البريّ، و"اللنج" و"العذارى" و"امّ الروبية" و"الملّية" و"البوحاليبا" و"البكّ" و"التّالمة" و"الكزّ" و"القرين جدي"، والحلزون، وزيت الزيتون، وحليب الماعز، والرمّان، و"العود الأصفر"، والسّواك، و"الّديس" والصنوبر، والفطر، والبلّوط، وأنوع من الطّين، والخشب، ومواد التنظيف الطبيعية (الطّفل)، وعدد من مخلفات الحيوانات، والاسمدة البيولوجية. ويتضمّن برنامج الملتقى الدولي للاستثمار والتنمية المستدامة مداخلات علمية ولقاءات مع الفاعلين والفاعلين المحتملين من العاطلين عن العمل ومن أصحاب الشهائد العليا، إضافة الى عروض لمنتجات طبيعية وأخرى تحويلية، وعرض خاص لقصص ناجحة، وعروض لمنتجات تقليدية وعصرية، وتكنولوجيات حديثة ومتطورة قادرة على الاستجابة الى حاجيات المنتج والمستهلك وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالمجال الفلاحي والصيد البحري والاقتصاد في مياه الري والاستعمالات المدنية من خلال استغلال العيون الطبيعية والضباب وقطرات الندى والجيوب المائية المنتشرة على طول الشريط، إضافة الى عروض موسيقية وترفيهية ستحتضنها فضاءات خاصة بمدينة غار الدماء. وأوضح مدير المنتدى أن المنتجات المطلوبة في السوق بشقيّها المحلي والعالمي باتت تعتمد على دقة المكوّنات التي تخضع لمواصفات عالمية في كامل مراحل التحويل والخزن والتعليب، وصولا الى توفير جودة عالية قادرة على خلق شبكات استهلاكية واسعة عبر العالم، وهو ما يرمي المنتدى إلى ترسيخه. وأضاف أن هذه التظاهرة تمثّل فرصة لتوفير منصّة خصبة للتواصل والتعاون وتطوير المشاريع الواعدة عبر الحدود، وسيواكبها مربون ومنتجون زراعيون يتمنون استكشاف أسواق وتقنيات جديدة، إضافة إلى ومسوقين لمشاريع مبتكرة يسعون لجذب الاستثمارات، وممولين جاهزين لدعم المبادرات. الى ذلك اعتبرت رئيسة الغرفة الفتية الاقتصادية بغار الدماء، شيماء عديلي، أن المنتدى يعتبر فرصة أمل للشباب العاطل عن العمل والذي تعوزه الإمكانات المادية، ومجالا لدعم روح المبادرة والمرافقة والاستثمار في الطاقات الإبداعية، ويمثّل إضافة في جهة تزخر بعشرات الالاف من الشباب وبإمكانات قادرة على تحويل صورتها التنموية.
