قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد امس احالة عون التراتيب فادية حمدي على المحاكمة بتهمتي اعتداء موظف عمومي على مواطن اثناء مباشرته لوظيفه والقذف العلني. وكان قاضي التحقيق رفض الثلاثاء الماضي الإفراج المؤقت عن فادية حمدي المتهمة بالوقوف وراء إقدام محمد البوعزيزي على حرق نفسه. وقد تم إيقافها منذ اندلاع الثورة الشعبية في سيدي بوزيد وظلت في حالة إيقاف حتى قررت قبل أيام الدخول في إضراب عن الطعام داخل سجنها المدني بقفصة وتعالت الأصوات منادية بالإفراج عنها ولو مؤقتا بدعوى أنها مجرد كبش فداء فيما تمسكت اطراف اخرى بضرورة محاكمتها. وقد دافعت المتهمة عن براءتها امام قاضي التحقيق وساندها في ذلك لسان الدفاع الذي طعن في شهادات شهود الاتهام لكن قاضي التحقيق قرر منتصف نهار الجمعة احالة المتهمة على الدائرة الجناحية بسيدي بوزيد لمحاكمتها بتهمتي اعتداء موظف عمومي على مواطن اثناء مباشرته لوظيفه والقذف العلني. وانبنت التهمتان على اتهام عون التراتيب المذكورة بصفع محمد البوعزيزي والتوجه نحوه بعبارات تسيء اليه لكن قاضي التحقيق لم يتجاوز (وفق صلاحياته) حد توجيه التهم اي ان المتهمة لا تزال الى حد الساعة بريئة من وجهة نظر قانونية ويمكن للمحكمة المختصة ان تحكم ببراءتها او بادانتها حسب ما ستقتنع به. وحسب الرواية التي تم تداولها إبان الاحتجاجات الشعبية في سيدي بوزيد فان عون التراتيب المذكورة كانت ظلمت الشاب محمد البوعزيزي وأهانته ودفعته بالتالي إلى إضرام النار في جسده. لكن رواية مغايرة شاعت لاحقا مؤكدة ان فادية حمدي لم تقم إلا بما هو مطلوب منها في نطاق عملها وان البوعزيزي الذي اختلف معها اسمعها كلاما منافيا للحياء فردت الفعل بصفعه. وقد قرر اشتكاءها لكنه لم يجد أذانا صاغية فلجأ إلى حرق نفسه.
