من ضمن المشاريع الكبرى المتصلة بتعصير القطاع التجاري في تونس خاصة على مستوى خاصة على مستوى إكسابه النجاعة والمردودية اللازمتين، تأهيل منظومة اللحوم الحمراء التي ظلت لعديد السنوات محل أخذ وجدل على عدة أصعدة لا سيما منها الجودة والتحكم في الأسعار والعرض والطلب. وحرصا على إكساب هذه المنظومة القفزة النوعية المرجوة والقطع مع كل ما من شأنه أن يطّل سيرها والتوق إلى مرحلة جديد تؤسس لواقع جديد على غرار ما معمول به في الدول المتقدمة في تعاطيها مع هذه المادة، تعكف مصالح وزارة التجارة والسياحة منذ عدة سنوات على تأهيل منظومة اللحوم الحمراء وفق المواصفات العالمية من خلال العمل على تجسيم مشروع قطب اللحوم الحمراء بتونس بتحويل شركة اللحوم حاليا إلى قطب مركزي متكامل العناصر والمكونات.
ولتسليط الأضواء على هذا المشروع جمعنا لقاء بالسيد علي الغربي ر م ع شركة اللحوم الذي بيّن أن المساحة الجملية للشركة والمحيط الدائر بها يبلغ 14 هكتارا موزعة على عدة أقسام منها 3 مسالخ ( للخيل والأبقار والأغنام ) وسوق للدواب (رحبة تونس) والتي يتم فيها سنويا تداول، بين بيع وشراء، حوالي 600 ألف رأس غنم بين 500 ألف خروف و50 ألف بقرة و15 ألف حصان وتشهد هذه السوق ذروة البيع والشراء أيام الاثنين والأربعاء والجمعة فضلا عن تواجد مأوى للسيارات.
وبيّن محدثنا أن الشكة تحتوي على فضاء مخصص لمخازن التبريد بسعة تبريد بين 3350 و4300 متر مكعب إلي جانب توفر ورشات لتسمين العجول والقيام أيضا بعمليات التوريد اللحوم المجمّدة والمبرّدة ووضعها على ذمة المتدخلين في السوق وتشغل حاليا الشركة 130 إطار وعامل.
وسعيا إلى إعطاء قيمة مضافة لمنظومة اللحوم الحمراء في تونس على المدى المتوسط والبعيد في نطاق خطة متكاملة العناصر والأهداف لتأهيل القطاع، أبرز السيد علي الغربي أنّه تمّ رصد برنامج استثماري لتأهيل الشركة لاحقا إلى قطب للحوم الحمراء لتونس الكبرى.
ومن بين المشاريع الاستثمارية لمبرمجة تأهيل مسالخ الشركة إذ أنه حان الوقت للتفكير جديا في إعداد مسالخ نموذجية تستجيب للشروط الصحية والمواصفات العالمية وخاصة الأوروبية من خلال تجديد المسالخ وإعادة هيكلتها مسيرا إلى أنه تم تجهيز ملف في الغرض في إطار تشاركي مع أكبر الأخصائيين الأوروبيين، وألمح محدثنا إلى أن الغاية الأساسية من تأهيل المسالخ هو التفكير في قادم السنوات في الحصول على شهادة اعتراف من السلط الصحية والبيطرية للإتحاد الأوروبي وتمهيدا لإمكانية التصدير نحو الاتحاد الأوروبي، وتم في هذا الإطار رصد اعتمادات أوّلية بقيمة 6 ملايين دينار.
وبالنسبة إلى تأهيل سوق الدواب فقد بيم محدثنا أنه تم رصد استثمارات بقيمة 1.2 م د من خلال تجديد وتعصير التجهيزات ومن ورائها الخدمات ويرمي برنامج تعصير هذا الفضاء إلى إعطاء قدرة كبر للأنشطة بأن تكون أكثر شفافة ومريحة علاوة على العمل على توسيع السوق في اتجاه تنويع العرض.
ويتضمّن القطب كذلك إحداث ورشة لتحويل وتصنيف اللحوم الحمراء في اتجاه إعطاء قيمة مضافة على مستوى مسألة تصنيف اللحوم الحمراء ومنح مجال أوسع للمستهلك بأن يكون العرض أكثر تنوعا والتماشي مع قدراته الشرائية.
وحسب السيد علي الغربي لم يقع التغافل عند دراسة قطب اللحوم الحمراء بتونس الكبرى إيلاء جانب العناية بالمحيط والبيئة الأهمية التي يستحقها من خلال إنجاز وحدة للنفايات العضوية والصلبة لامتصاص الفضلات والسوائل إلى جانب إحداث وحدة أخرى لإنتاج السماد البيولوجي ووضعه على ذمة المربين بأسعار معقولة ومناسبة وتتطلب هذه الوحدات استثمارات في حدود 200 ألف دينار.
وشدد محدثنا على أن قطب اللحوم الحمراء يبقى تجسيمه من مشمولات وزارة الإشراف.
