غص مطار تونسقرطاج يوم أمس بالآلاف من شباب حركة النهضة وجمع من المواطنين بهدف استقبال الرئيس الوزراء التركي رجاء الطيب اردوغان الذي قدم لتونس في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين تلبية لدعوة الوزير الأول الباجي قايد السبسي و من ابرز الوجوه التي كانت تنتظر في المطار رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وهذا ليس بالغريب باعتبار ان الغنوشي من اشد المعجبين بسياسية و شخص اردوغان الذي يعتبره رمز من رموز الكفاح السياسي في العالم . ورفع شباب حركة النهضة والعديد من المواطنين صور عملاقة ولافتات كتبت عليها شعارات مختلفة احتفاء بقدوم اوردغان الذي يعتبر في تونس وفي العالم العربي رمزا من رموز الصلابة و الصمود وشوكة في حلق إسرائيل بإقدامه على قطع مختلف علاقاته معها. كما كان من المتوقع وصول الطائرة في حدود الساعة السابعة مساءا لكن طال انتظار الغنوشي رفقة أنصاره و لا حياة لمن تنادي... آذ أن المفاجأة الغير سارة بنسبة له أنه في الوقت الذي هو بصدد الانتظار وسط جمع غفير من المواطنين يقوم الوزير الأول الباجي قايد السبسي باستقبال اوردغان بمطار العسكري بالعوينة حسب الأعراف الدبلوماسية التي لا تسمح باستقبال شخصية سياسية معروفة وخاصة في هذا الوقت الحساس بهذا الشكل أي ان يخضع للتفتيش و يمر من الأماكن المخصصة للمسافرين العاديين. هذه الحادثة أثارت استياء الغنوشي وأنصاره والكثير من المواطنين الذين طال بهم الانتظار دون جدوى واعتبروا أن مثل هذه التصرفات اهانة لرجل سياسي كبير و رفيع المستوى باعتبار أن الاستقبال لم يكن في المستوى المطلوب أو ربما في المستوى الذي أراده الغنوشي أن يكون متناسيا ان مثل هذه الزيارات الرسمية لشخصيات سياسية بارزة يتم استقبالها من طرف أعضاء الحكومة الحالية و ليس من طرف رؤساء أحزاب. وتجدر الإشارة إلى أن الغنوشي اغتنم الفرصة واجتمع بأنصاره في المطار مؤكدا لهم ان الحكومة التونسية أساءت استقبال الرئيس الوزراء التركي وامتنعت عن إظهار واجب الاستقبال و الفرح البالغ للعديد من المواطنين التونسين لزيارته تونس الواجب إعلانه باعتباره وجه محبوب عند الشعب التونسي وكامل الشعوب العربية. كما استغرب الغنوشي عدم قيام الحكومة التونسية بتعليق أعلام الجمهورية التركية كما جرت العادة عند استقبال رؤساء و ملوك الحكومات الأجنبية. ملخصا قوله أن هناك سوء نية ناتجة عن علاقته الطبية التي تجمعه باردوغان وهناك خوف من أن تجتمع صورة النهضة مع صورة اردوغان. كما أثارت هذه الحادثة روح السخرية لدى شباب الفيس بوك لتكثر التعاليق و الصفحات والصور والفيديوهات التي تبعث على الضحك من هذا الموقف المخجل...
