يتواصل بولاية سوسة جنى محاصيل الزيتون الذى انطلق موسمه الرسمى فى نوفمبر الماضى وسط توقعات بصابة تقدر ب 100 الف طن أى ما يعادل 20 الف طن من الزيت مقابل 21670 طن فقط من الزيتون و4000 طن من الزيت فى الموسم الفارط. وقدر المنصف العمرانى المندوب الجهوى للتنمية الفلاحية بسوسة حاجيات الموسم الحالى من اليد العاملة المختصة ب 8300 عامل على مدى فترة الجنى والعصر التى تتواصل 4 أشهر دون اعتبار التقاليد المعتمدة بجهة سوسة فى الجنى التى عادة ما تكون عائلية. ومن المنتظر حسب فتحى بلخيرية رئيس غرفة أصحاب المعاصر توفير 210 معصرة قابلة للاشتغال بطاقة تحويل يومية تبلغ ب 4920 طن موزعة الى 96 معصرة تقليدية و44 معصرة ذات ضغط عال و70 معصرة ذات سلسلة مسترسلة. وكانت اللجنة الجهوية لمتابعة موسم جنى الزيتون وضعت قبل انطلاق الموسم خطة قصد تأمين الصابة وحمايتها تنطلق بتوفير الحراسة الكافية لغابة الزيتون وتوفير اليد العاملة ومراقبة نقل الزيتون الى المعاصر وتنتهى بعمليات التحويل والعناية بشجرة الزيتون فى اطار الاعداد للموسم القادم. وتعمل اللجنة الجهوية لتنظيم سير موسم جنى الزيتون وفق ما ذكره المندوب الجهوى للتنمية الفلاحية بسوسة على الاحاطة بالموسم والاجتماع دوريا لغاية متابعة سيره على مستوى الجنى والبيع والعصر والتحويل والترويج والخزن مع دراسة الاشكاليات التى قد تعترضه واقتراح الحلول الملائمة. وبغرض الحصول على زيوت رفيعة وللمحافظة على القدرة الانتاجية للزيتونة أوصت المصالح الفلاحية المختصة الفلاحين بالخصوص بالاسراع فى الجنى لتمكين الشجرة من مواصلة نموها فى أحسن الظروف وعدم استعمال العصى عند الجنى وذلك للحصول على ثمار ناضجة ونقية وسليمة من الشوائب كماحثتهم على استعمال الفراش البلاستيكى عند الجنى وصناديق البلاستيك عند النقل والخزن ومنع استعمال أكياس البلاستيك عند نقل الزيتون الى المعاصر. فى المقابل تبقى العديد من الاشكاليات التى يواجهها موسم جنى الزيتون بمختلف معتمديات ولاية سوسة مطروحة لعل أهمها تفاقم ظاهرة السرقةالتى طالت جل غابات الزياتين بالجهة اضافة الى رفض عدد من المعاصر قبول كميات الزيتون التى يجنيها الفلاح بسبب الاكتظاظ وتراكم الانتاج. ومن ضمن الاشكاليات أيضا تعمد بعض المعاصر القاء مادة المرجين بأماكن ومصبات عشوائية لا تتوفر فيها الشروط البيئية والصحية اللازمة خاصة بمعتمديتى النفيضة وبوفيشة اللتين تفتقران الى مصبات منظمة وقانونية. ويطالب رئيس الاتحاد المحلى للفلاحة والصيد البحرى ببوفيشة محسن رحومة بالاسراع باحداث مصبات منظمة جديدة بكل معتمدية باستثناء معتمدية القلعة الكبرى وسيدى بوعلى لاحتوائهما على مصبات تفى بالغرض. وفى نفس الاطار شرعت اللجنة الجهوية لتنظيم ومتابعة سير موسم جنى الزيتون فى تفقد مصبات المرجين المتوفرة بالجهة والتى تقدر طاقة استيعابها ب 65 الف متر مكعب والعمل على صيانتها مع البحث عن امكانية احداث مصبات جديدة لمجابهة حاجيات موسم التحويل. ومن جهتها دعت خلايا الارشاد الفلاحى بالجهة الفلاحين الى تثمين مادة المرجين عبر استغلالها فى تسميد غابة الزيتون لاسيما بعد أن أثبتت البحوث العلمية جدوى هذه العملية بالنسبة لاشجار الزيتون. ويذكر أن قطاع الزيتون بولاية سوسة يحتل مكانة متميزة حيث يلعب دورا هاما فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية اذ تمثل غابة الزيتون حوالى 55 بالمائة من المساحة الجملية للولاية كما تساهم ب 8 بالمائة من مساحة الزيتون الجملية بالبلاد التونسية. وتغطى غابة الزيتون بولاية سوسة حوالى 78000 هك و تعد حوالى 4281860 أصل زيتون منها 474052 أصل زياتين فتية و3445412 زياتين فى طور الانتاج و362396 زياتين هرمة. وبلغ معدل الانتاج السنوى بالجهة للعشرية الاخيرة 60 الف طن من الزيتون.
