المراسل-عواصم وكالات-على عكس المشهد السياسي السوري المتأزم يسير الوضع القتالي الميداني في حلب وفي سائر التراب السوري نحو الحسم العسكري لصالح الجيش السوري الذي بدأ حملة برية وجوية كاسحة ضد معقل المسلحين في حلب. أعلنت السلطات السورية امس الأربعاء أن الجيش السوري أحكم السيطرة على حي صلاح الدين في مدينة حلب، مشيرة إلى القبض على عشرات المسلّحين. إحكام السيطرة على حلب وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) إن «قواتنا المسلّحة الباسلة أحكمت سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين بحلب، وكبّدت المجموعات الإرهابية المسلّحة خسائر فادحة، وأوقعت في صفوفها عدداً كبيراً من القتلى والجرحى». ونقلت عن مصدر رسمي قوله إنه «تم إلقاء القبض على العشرات من الإرهابيين، بينما استسلم آخرون بعد إلقاء أسلحتهم». وأشار المصدر إلى «مصادرة كميات مختلفة من الأسلحة التي كان يستخدمها الإرهابيون في الاعتداء على الأهالي وعمليات القتل والتخريب واستهداف قوات حفظ النظام»، مشيراً إلى أن «قواتنا المسلحة تلاحق فلول الإرهابيين في منطقة صلاح الدين». كما نقلت وكالة «رويترز» عن مقاتل من المعارضة المسلحة بحي صلاح الدين أمس قوله «لقد انسحبنا.. اخرجوا من هنا». في أمر لرفاقه. وأزيلت نقطة تفتيش كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة طوال الأسبوع الماضي، وقال مصدر امني في الحكومة السورية لتلفزيون «المنار» اللبناني إن القوات السورية تسيطر الآن على حي صلاح الدين. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق مركز للشرطة كان في أيدي مقاتلي المعارضة على بعد كيلومتر من صلاح الدين، وبدأ مقاتلو المعارضة وفقاً ل«رويترز» يجرون هنا وهناك محذرين عبر أجهزة اللاسلكي «لقد دخل الجيش.. لقد دخل الجيش». وقال قائد للمقاتلين ذكر إن اسمه أبو علي إنه تلقى معلومات عن أن دبابات الجيش دخلت صلاح الدين، مضيفا «أنه ليس لديه المزيد من المعلومات بسبب تدني الاتصالات». هذا وبدأ الجيش السوري هجومه البري على مدينة حلب فجر أمس الأربعاء بدخول حي صلاح الدين بحسب ما ذكر مصدر امني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر «بدأ الهجوم فعليا»، مضيفا أن الجيش «يتقدم من اجل تقسيم الحي إلى شطرين»، و«استعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة». لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش الحر النقيب واصل ايوب قوله «اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات». وأكد أن الجيش الحر «لم ينسحب من الحي»، موضحا أن الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15 بالمئة من صلاح الدين». حسب قوله. في حي باب النيرب بحلب، قالت «سانا» «إن الجهات المختصة لاحقت أمس مجموعة إرهابية مسلحة تستخدم ثلاث سيارات «بيك اب» مزودة برشاشات «دوشكا» كانت تقوم بعمليات قتل وتخريب». كما نفذت الجهات المختصة صباح أمس عملية نوعية ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقوم بارتكاب الجرائم وترويع الأهالي في منطقة «دوار اغيور» وشارع «السجن» بمدينة حلب. ونقل مراسل «سانا» عن مصدر بالمحافظة قوله «إن العملية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين وتدمير 3 سيارات بيك آب مزودة برشاش دوشكا وسيارة فان». سام 7 ميدانيا أيضا, كشفت المعارضة السورية المسلحة لأول مرة عن امتلاكها صاروخ سام 7 المضاد للطائرات في صورة نشرها ما يسمى ب«لواء التوحيد» التابع للجيش السوري الحر. وصاروخ سام SAM هو صاروخ ارض جو مضاد للطائرات على كافة أنواعها وهو جزء من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي بالجيوش ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة. في هذه الأثناء , قال مقاتلو المعارضة في حلب إن ذخيرتهم قاربت على النفاد بينما حاصرت قوات الرئيس بشار الاسد معقلهم عند المدخل الجنوبي لاكبر مدينة في البلاد. ونقلت مصادر إعلامية ميدانية محلية عن «أبو جميل» قوله «ليست لدينا ذخيرة كافية نرسلها الى خط الجبهة». وأردف شيخ توفيق وهو قائد للمعارضة «كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة.» وتابع «يعتقد النظام انه سيكون محرجا اذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين... انه البوابة الى حلب. اذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فان كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والاماكن الاخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم.»
