المراسل-وكالات -اتهم عبد الرحيم الكيب، رئيس الوزراء الليبى، من أسماهم ب"القوى اليائسة الحاقدة" من عناصر النظام الليبى السابق، بمحاولة تعكير صفو مسيرة الشعب الليبى، ووضع العراقيل أمام جهود بناء ليبيا الجديدة. وأهاب الكيب فى كلمة له عبر التليفزيون، بالليبيين بأن يقفوا صفاً واحداً، ويتعاونوا مع أجهزة الأمن فى كشف ما وصفها بالبؤر المظلمة، موجهاً الشكر لأجهزة الدولة والثوار الأحرار على الجهد الجبار الذى يقومون به فى التصدى لهذه المحاولات. إلى ذلك، أعلنت اللجنة الأمنية العليا في ليبيا أنها ألقت القبض على جميع المشتبه بمسؤوليتهم عن التفجيرين اللذين نفذا بسيارتين مفخختين في قلب العاصمة طرابلس فجر يوم العيد وأديا إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. وقال مسؤول من اللجنة التي تتولى الاشراف على الامور الامنية منذ الاطاحة بنظام القذافي ان هؤلاء الاشخاص جزء من شبكة منظمة. واضاف انه تم التأكد من وجود صلات بين هذه المجموعة والهجمات التي وقعت قرب مراكز امنية ووزارة الداخلية. وكان رئيس جهاز الامن فى طرابلس العقيد محمود الشريف قد اتهم "مؤيدي نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي" بالوقوف وراء الهجومين. وقال العقيد محمود الشريف إن الانفجارين نجما عن هجوم بسيارتين مفخختين فجرتا عن بعد. وفي وقت سابق قال وكيل وزارة الداخلية عمر الخضراوي فى تصريحات صحفية إن التفجيرات تحمل نفس بصمات التفجير الأخير حيث استخدمت فيها المواد المتفجرة ذاتها. وأضاف الخضراوي "خيوط اللعبة واضحة وهناك تتبع لها"، مشيرا بأصابع الاتهام لمن أسماهم أزلام النظام السابق، وقال إنهم ارتبطوا ارتباطا عضويا بنظام القذافي وقد هالهم ما يرونه من نجاح الانتخابات والانتقال السلمي للسلطة، واصفا هذه العمليات بأنها محاولة يائسة لبث الرعب في قلوب الليبيين. واتهم محلل سياسي ليبي التكفيريين وفلول النظام السابق بالتورط في التفجيرات والتصعيد الامني في بلاده، معتبرا ان ليبيا اليوم تقع بين سندان التدخلات الخارجية ومطرقة التكفيريين وفلول القذافي. وقال المحلل السياسي الليبي اشرف القرة بوللي ان الليبيين استهلوا العيد بالدم في العاصمة طرابلس جراء التفجيرات الاخيرة، وهذا يدل على ان المسؤولين الامنيين ليسوا محترفين. واضاف القرة بوللي: لا توجد جهة تبنت التفجيرات، كما ان المسؤولين لم يعثروا عليها حتى الان، لكن الوضع الداخلي في ليبيا والتطورات خلال الايام الماضية تبين ان الفاعلين هم من بقايا النظام السابق. واشار الى القاء القبض على شبكة كانت تخطط للقيام بتفجيرات في العاصمة، منوها الى ان التفجيرات وقعت في محيط الكلية العسكرية للبنات في شارع عمر المختار وكذلك امام مبنى وزارة الداخلية في العاصمة، والذي اسفر عن سقوط قتيلين. وحذر من ان ليبيا اليوم تقع بين سندان التدخلات الخارجية والتيار التكفيري الذي بدأ بخطف الناشطين السياسيين والمدنيين وعمال الاغاثة واعضاء مؤسسات المجتمع المدني، بدعوى انهم يتعاملون مع كفار ويتم تكفيرهم واحيانا اعدامهم. ويقول مراقبون إن الوضع الأمني بليبيا مرشح لمزيد التأزم في ظل تأخر تكوين المؤسسات بعد انتخابات المؤتمر الوطني وتعثر جهود المصالحة والحوار بين مختلف الأحزاب وممثلي القبائل. ونشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الجمعة تقريراً عن حوادث قتل ضباط في ليبيا خدموا في عهد القذافي بينهم اربعة عشر تمت تصفيتهم في مدينة بنغازي.