المراسل-بيروت - قالت قطر السبت ان اي شخص يخلف كوفي عنان كوسيط دولي بشأن سوريا لابد وان يتبع استراتيجية جديدة بسبب ما وصفته باخفاق خطة سلام عنان المؤلفة من ست نقاط. وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وزير خارجية قطر "يجب ان يكون هناك تعديل واضح لهذه الخطة لان قضية النقاط الست انتهت لم ينفذ منها اي شئ." "يجب ان يكون هناك ارادة دولية لعمل شئ اذا مجلس الامن استمر في طريقة التعطيل التي هي الان فيه بسبب اختلاف الدول الكبرى والتي هي على حساب الشعب السوري". وقال عنان يوم الخميس انه استقال من منصبه كوسيط مشترك للجامعة العربية والاممالمتحدة بشأن سوريا. وتركزت خطته للسلام على وقف لإطلاق النار في ابريل نيسان بين حكومة الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة كخطوة اولى نحو اجراء حوار سياسي. ولم يتماسك وقف اطلاق النار ابدا وقتل الاف المدنيين والجنود ومقاتلي المعارضة منذ الاتفاق عليه. وانحى الشيخ حمد باللائمة في اخفاق الخطة على "المماطلة في الجانب السوري" وتزايد وتيرة القتل. واضاف الشيخ حمد لقناة الجزيرة "نحن كدول عربية لن نقبل ان يكون هناك مندوب اخر يمثل العرب مع مجلس الامن لان الظروف تغيرت تماما". وقال "نحن نرى ان اي مهمة لاي مندوب جديد اذا كانوا يريدون الدول العربية ان تساهم يجب ان يغير مهمته وتكون مهمته لنقل سلمي للسلطة في سوريا". وامام غياب أي تقدم سياسي في الازمة السورية، صرح سفير فرنسا في الاممالمتحدة جيرار ارو السبت ان باريس ستنتهز فرصة رئاستها لمجلس الامن الدولي في جويلية لتطوير المساعدة للشعب السوري في غياب تقدم سياسي بسبب موقف روسيا، محذرا موسكو من "كارثة نهائية". وقال ارو لاذاعة اوروبا-1 انه بشأن "التقدم على الصعيد السياسي، علي الاقرار بانني اعتقد ان الامر سيكون صعبا". واضاف "لكن هناك امورا يمكننا تحقيقها من وجهة النظر الانسانية لاننا ننسى انه وراء العراقيل في مجلس الامن الدولي او استقالة (كوفي) انان، هناك معاناة السوريين". وتابع "سنحاول العمل لنجذب روسيا والصين حول المسائل الانسانية على الاقل"، مذكرا بان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ينوي عقد اجتماع وزاري في نهاية الشهر الجاري في نيويورك في مجلس الامن الدولي. وقال الدبلوماسي "هناك ثلاثة ملايين سوري حاليا تنقصهم الادوية والغذاء. لا منفذ انسانيا لهم سوى الهلال الاحمر السوري الذي يقوم باعمال رائعة لكنها تتجاوز قدراته". واضاف "نأمل ان يصغي هذان البلدان للاسرة الدولية" بعد استقالة الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الذي وجد نفسه "عاجزا" بدون دعم مجلس الامن. من جهة اخرى، عبر السفير الفرنسي عن اسفه لغياب الضغوط على اعلى مستوى دولي على نظام بشار الاسد. وقال ان "الروس يقولون انه بالنسبة لهم، اما الاسد او الاسلاميون وانهم ليسوا متمسكين بالاسد لكنهم لا يريدون اسلاميين. ونحن نرد عليهم انه بسياستهم سيكون الاسد ثم الاسلاميين لان الاسد سيسقط ونتوقع ان تصبح المقاومة اكثر تشددا". وتابع ارو "اننا نشهد اصلا ظهورا للقاعدة في سوريا وفي نهاية المطاف سنصل الى النتيجة التي يخشاها الروس". واوضح السفير الفرنسي "علينا اقناع الروس والصينيين بانهم على طريق خطأ وانهم يجروننا الى الكارثة النهائية والحرب الاهلية والفوضى وربما انتصار المتشددين بينما حاليا الشعب السوري هو الذي يقاتل لا متشددين". ميدانيا قام معارضون مسلحون السبت بمهاجمة مبنى الاذاعة والتلفزيون في مدينة حلب (شمال) فيما دارت اشتباكات عنيفة بين "مقاتلين من الكتائب الثائرة" والقوات السورية في حي يقع على اطراف العاصمة السورية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان "مقاتلي الكتائب الثائرة" قامت بتفجير عبوات ناسفة في مبنى الاذاعة والتلفزيون في العاصمة الاقتصادية حلب قبل ان ينسحبوا من محيطه اثر القصف من الطائرات الذي تعرضت له المنطقة المحيطة بالمبنى. واكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها ان "مجموعات من المرتزقة الارهابيين هاجمت المدنيين والمركز الاذاعي والتلفزيوني في منطقة الاذاعة بحلب وتصدت قواتنا المسلحة الباسلة لهم". واشار التلفزيون السوري في شريط اخباري الى "مقتل واصابة عدد كبير من الارهابيين خلال محاولتهم اقتحام المركز الاذاعي والتلفزيوني في حلب". وفي حلب ايضا، دارت "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية" في محيط حي صلاح الدين الذي يسيطر عليه المتمردون، بحسب المرصد. وفي دمشق، اضاف المرصد في بيان ان "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية"في حي التضامن الذي "يتعرض لقصف هو الاعنف" حسبما نقل المرصد عن نشطاء في الحي. كما دارت اشتباكات في حي جوبر وحي دمر حيث شوهدت سحابة دخان. وكانت سانا افادت عن ملاحقة القوات السورية "لفلول الارهابيين المرتزقة في حي التضامن واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة". وأسفرت العملية عن مقتل واصابة عدد من "الارهابيين والقاء القبض على عدد اخر اضافة الى مصادرة أسلحة وذخيرة متنوعة وأدوية وتجهيزات طبية مسروقة" بحسب سانا. ياتي ذلك فيما قتل السبت 13 شخصا خلال اعمال عنف في سوريا بينهم ستة في دمشق وريفها وستة في دير الزور (شرق) واخر في اللاذقية (غرب).