تجددت المواجهات بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق السبت في اقصى شمال مالي بعدما اسفرت اعمال عنف الخميس عن سقوط ثمانية قتلى بينهم خمسة مدنيين وبعد خطف المتمردين 33 عسكريا ما انهى هدنة من ستة اشهر. ويأتي هذا التدهور المفاجىء في الوضع الامني قبيل انتهاء المهلة المحددة مساء الاحد للافراج عن رهينتين نمسويتين خطفهما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في 22 شباط/فبراير في تونس ويرجح انهما مع الخاطفين في شمال مالي. غير ان المواجهات انتهت عصر السبت بعد اندلاعها صباحا على ما افاد اعيان من المنطقة رفضوا الكشف عن اسمائهم. وافاد اعيان المنطقة ان متمردين هاجموا صباح السبت ببنادق رشاشة احدى دوريات الجيش على بعد ثلاثين كلم شمال بلدة ابيبارا الواقعة بين مدينة تنزاوتين المحاذية للجزائر وكيدال كبرى مدن المنطقة. وتعذر الحصول على حصيلة مباشرة. وشهد اليوم باكمله اطلاق نار متقطع تحول الى تراشق بعيد دون حدوث مواجهات مباشرة بحسب المصادر التي اضافت ان المتمردين ارادوا منع القوات الحكومية المتمركزة في تنزاوتين من الانسحاب الى كيدال. وكانت مواجهات وقعت الخميس في منطقة تنزاوتين بين متمردين طوارق والجيش الذي بدأ قبل ايام عملية نزع الغام زرعها المتمردون ممهدا لهجوم. وقال احد اعيان المنطقة ان المتمردين بقيادة ابراهيم اغ باهانغا اسروا اربعة عسكريين. وفي اليوم نفسه انفجر لغم لدى مرور آلية للجيش المالي في المنطقة نفسها مخلفا ثلاثة قتلى بين الجنود على ما افادت وزارة الدفاع المالية. وافاد مصدر مستقل من الشمال في اتصال هاتفي عن مقتل خمسة مدنيين في انفجار لغم لدى مرور شاحنة كانت تقلهم قرب تنزاوتين فيما اوضح مصدر طبي ان "طفلا كان بين القتلى الخمسة". وفي اليوم نفسه خطف المتمردون 29 عسكريا قال مسؤول حكومي في كيدال السبت انهم "كانوا ضمن قافلة جنود جرحى آتين من كيدال" لتلقي العلاج وذلك بعد المعارك التي اندلعت الجمعة في منطقة تنزاوتين. واكد مصدر مستقل ان "المتمردين اوقفوا القافلة وجرت مفاوضات مع الاعيان لكنها فشلت فاحتجز المتمردون العسكريين". من جانب آخر اعلن هذا المسؤول لوكالة فرانس برس ان "تسعة عسكريين جرحوا خلال الاشتباك في تنزاوتين الخميس وصلوا الى كيدال". ومنطقة تنزاوتين الوعرة المسالك والتي تشكل مركزا لعمليات تهريب بالجملة في منطقة ادرار ايفوراس الصحراوية الجبلية على بعد اكثر من الفي كلم شمال باماكو تعتبر معقلا لرجال ابراهيم اغ باهانغا. وعمد باهانغا المتمرد السابق من الطوارق الى حمل السلاح مجددا في اب/اغسطس 2007 رغم توقيع اتفاق سلام في الجزائر العام 2006 وضع رسميا حدا للتمرد. وكان خطف خمسين عسكريا ومدنيا وافرج عن اخرهم قبل اسبوعين بفضل وساطة ليبية. وقد تعرقل اعمال العنف التي اندلعت المفاوضات الجارية من اجل الافراج عن النمسويين فولفغانغ ابنر (51 سنة) واندريا كلويبر (44 سنة) اللذين خطفا عندما كانا يتجولان في جنوبتونس ويرجح ان خاطفيهما اقتادوهما الى شمال مالي. واعلن زعيم اليمين المتطرف النمسوي يورغ هايدر السبت لوكالة اي.بي.اي ان سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي على اتصال بخاطفي النمسويين وهو متفائل بالافراج عنهما قريبا. من جهته كرر وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني السبت ان بلاده "غير معنية" بقضية الرهينتين "لان الاحداث جرت خارج اراضيها" في حديث عبر الاذاعة العامة. ورجحت مصادر عدة ان يتم للمرة الثانية تمديد المهلة التي تنتهي مساء الاحد.