أثار معرض تونس الدولي للكتاب، الذي سيلتئم يوم الجمعة المقبل بأحد ضواحي العاصمة التونسية، انتقادات عديدة في الأوساط الثقافية والفكرية، بعد التصريحات التي أدلى بها مدير المعرض، أبوبكر بن فرج، عندما أشار إلى أن الدورة السادسة والعشرين للمعرض، ستشهد "استبعاد العناوين الرديئة والمتعارضة مع القيم الجوهرية التى انبنت عليها السياسة الثقافية في تونس"، على حدّ تعبيره. وأحالت هذه العبارة على "صنصرة" منتظرة من قبل القائمين على المعرض، لبعض العناوين والكتابات، خصوصا تلك التي تهتم بمحور الإسلاميات والعناوين ذات العلاقة بالحركات الجهادية، والتي تشجع على الفكر الديني ذي الصبغة السلفية المتطرفة، إلى جانب الكتب التي تروج للسحر والشعوذة وقراءة الحظ، وهي الكتابات التي تخشى الأوساط المسؤولة على الثقافة في تونس، من تداولها أو ترويجها في أوساط الشباب التونسي. وكانت وزارة الثقافة التونسية، منعت العام المنقضي ترويج كتب من هذا القبيل في معرض الكتاب الدولي، مما أثار العديد من الانتقادات والملاحظات، وتسبب في تراجع الإقبال على المعرض الذي يشهد عادة حضورا مكثفا من قبل الأوساط الدينية بوجه خاص. ومن المنتظر أن يشهد المعرض الدولي للكتاب في نسخته الجديدة، عرض أكثر من100 ألف عنوان في مختلف الحقول المعرفية، الفكرية منها والعلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ستوفرها ما تزيد عن ألف مؤسسة ودور نشر من نحو32 دولة في العالم، وخمس منظمات دولية متخصصة في شؤون الفكر والثقافة، بينها حوالي427 ناشرا يسجلون مشاركتهم لأول مرة في فعاليات المعرض.. وقررت الحكومة التونسية، توسيع رقعة المعرض بنسبة10 بالمائة قياسا بالدورة السابقة، ليكون معرض تونس الدولي للكتاب، ثاني أكبر معرض عربي من حيث الحجم بعد معرض القاهرة. وستسجل دولة فلسطين حضورها لأول مرة من خلال جناح خاص بها، فيما تقرر تخصيص فضاء لدول الاتحاد الأوروبي لأول مرة في شكل جناح مشترك، تماهيا مع العلاقات التي تربط تونس بالأوروبيين. وقال أبوبكر بن فرج، مدير معرض الكتاب في تصريح ل «الشرق»: إن الندوة الدولية التي ستنتظم على هامش فعاليات المعرض، ستتناول موضوعاً حيويا تحت عنوان "من ترجمة الكلمات إلى حوار الثقافات"، بالتعاون بين المركز التونسي للترجمة وعدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية، بالإضافة إلى عقد ندوة حول "تصدير الكتاب التونسي : الواقع والآفاق"، ولقاء فكري بخصوص "الجوائز الأدبية ودورها في التشجيع على الكتابة". وسيخصص المعرض الدولي للكتاب، يوماً للشعر الشعبي سيشارك فيه عدد من الشعراء العرب المتخصصين في هذا الحقل الأدبي، بينهم الشاعر المصري المعروف سيد حجاب، الذي من المتوقع أن يقدم وصلات غنائية لشعره. وفي خطوة هي الأولى في تاريخ المعرض بتونس، قررت وزارة الثقافة التونسية، تنظيم لقاءات خصوصية مع عدد من كبار الكتاب العرب والأجانب، سيتم خلالها محاورتهم حول كتاباتهم والقضايا التي يطرحونها، ومن أبرز الأدباء الذين تقررت دعوتهم، الكاتب المصري، بهاء طاهر، والكاتبان الفرنسيان، إيريك إمانويل سميث وجلبرت سينويه، بالإضافة إلى الكاتب التونسي المقيم في السويد، يونس حسن الخميري.