مع دخوله الاسبوع الثاني، بدأ أصحاب الأمراض المزمنة خاصة من المصابين بداء السكري أو أمراض القلب واضطرابات في ضغط الدم في إدراك عواقب عدم أخذهم برخصة الفطر التي أجازها لهم الشرع في شهر الصيام. وزاد حال المناخ من تفاقم معاناتهم على ما يبدو. الشهر الكريم جاء هذه المرة وسط خريف شديد الحرارة تراوحت درجتها بين 44 و46 درجة مئوية في مختلف المدن التونسية. ويشتكي العديد من الصائمين من طول فترة الدوام في العمل على الرغم من التحويرات التي أجرتها الحكومة التونسية على توقيت الدخول الى العمل لينطلق من الساعة التاسعة صباحا بدلا من الثامنة. وقالت صحف إنه خلال الأيام الأولى لشهر الصيام، شهدت المراكز الطبية للحالات الاستعجالية إصابة الكثير من المرضى. وقالت مصادر طبية إن استقبال الحالات الاستعجالية في مستشفيات العاصمة زاد عن الحدود المعقولة وأغلبها لأشخاص أصروا على الصيام رغم كونهم مسنين أو ممن هم مصابين بداء السكري أو أمراض القلب والمعدة. وقبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان انطلقت حملات تحسيسية في أنحاء مختلفة من البلاد لمساعدة المرضى الذين يفضلون الصوم. وانطلقت هذه الحملة التي قامت بها جمعيات وأئمة مساجد ومختبرات خاصة بتقديم النصائح للصائمين والحميات اللازمة الواجب اتباعها بالنسبة للمصابين بأمراض خلال الصيام. وخلال حلقة تحسيسية نظمها أحد المختبرات الطبية الخاصة استعرض، الدكتور خميس النقاطي الاخصائي في التغذية أبرز الحالات التي تجبر مريض السكري على الافطار. خلال شهر رمضان يتغير النمط الغذائي للمريض، إذ يمكن أن يؤدي الاحجام عن الطعام أثناء النهار الى انخفاض خطير في مستوى السكري في الدم. كما أن تناول الطعام بكمية كبيرة على مائدة الافطار في حالة الصيام سيسفر حتما على زيادة واضحة في مستوى السكر. ونقلت جريدة الصباح اليومية عن مصادر بوزارة الصحة العمومية أنه خلال الأيام الأولى لشهر الصيام شهدت المراكز الطبية للحالات الاستعجالية إصابة الكثير من مرضى السكري وضغط الدم والقلب والشرايين وغيرها من الأمراض المزمنة بتوعكات صحية إبان موعد الافطار. وحسب النقاطي فإن تناول الدواء وتنظيم حياة المريض تمكنه من الصيام في أمان. وفي تصريح لمغاربية قال الدكتور سامي بن علي "لقد كان بإمكانهم أن يتفادوا هذه الوضعية لو استشاروني قبل حلول شهر الصيام ولكن للأسف الشديد مازال غالبية المواطنين في تونس لا يعترفون بالوقاية قبل العلاج". وحسب بن علي، فإن حرارة الطقس المرتفعة زادت الطين بلة خاصة لدى المتقدمين في السن الذين يصاب الكثير منهم بحالة جفاف وهذا يحصل في الأيام العادية عندما يكون الطقس قائضا فما بالك خلال شهر رمضان حيث يمتنعون عن الشرب لخمسة عشرة ساعة بن علي قال إنه لا يريد أن يفتي في موضوع من يحق له الصوم أو الافطار. وتابع يقول "إنه أمر واضح طبيا ودينيا فمريض السكري وضغط الدم لا يحق له الصوم وإلا أدى به الأمر الى التهلكة وهذا ما يرفضه الدين الإسلامي فليس على المريض حرج".