قامت كوريا الشمالية الاربعاء بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من وحدة اعادة المعالجة في مجمع يونغبيون النووي واعلنت عزمها على استئناف امدادها بالمواد الانشطارية في غضون اسبوع. وردت الولاياتالمتحدة على الاجراء الكوري الشمالي فدعت بيونغ يانغ الى "العودة" عن قرارها واستئناف تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية مع تحذيرها من عزلة اكبر. وقالت ميليسا فليمينغ الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاربعاء على هامش اجتماع هيئة حكام الوكالة الذي افتتح الاثنين في فيينا ان "الاختام ومعدات المراقبة الموجودة في موقع اعادة المعالجة ازيلت". وهذا الموقع هو الاكثر حساسية في مجمع يونغبيون النووي لانه يسمح بانتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لصنع اسلحة ذرية. واضافت الناطقة ان "ازالة (الاختام والكاميرات) انجزت اليوم" عارضة نتائج التقرير الذي رفعه مساعد المدير العام للوكالة اولي هاينونن قبل الظهر حول الوضع في مجمع يونغبيون وذلك بالرغم من التزام كوريا الشمالية تفكيك برنامجها بموجب اتفاق دولي لقاء الحصول على مساعدة في مجال الطاقة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو "ندعو كوريا الشمالية بحزم للعودة عن هذه الخطوات والاضطلاع فورا بواجباتها كما نصت عليها الاتفاقات السداسية". واضاف "ان خطوات كوريا الشمالية مخيبة للامل ومخالفة لتطلعات المشاركين في المفاوضات السداسية والاسرة الدولية". واعتبر ان "هذه الافعال لن تقود سوى الى مزيد من العزلة لكوريا الشمالية في حين تعمل الجهات المفاوضة الاخرى على تجريد شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية". وتابع "كما سبق وقلنا في مناسبات عدة اننا منفتحون على مباحثات اوسع مع كوريا الشمالية بشأن واجباتها طبقا لبروتوكول تفتيش" المنشآت. وكانت بيونغ يانغ طلبت الاثنين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سحب الاختام وتجهيزات المراقبة ما اشار الى تصلب في موقفها. وقال دبلوماسيون مقربون من وكالة الطاقة الذرية طالبين عدم كشف اسمائهم ان مفتشي الوكالة الثلاثة الموجودين في الموقع ازالوا بانفسهم مئة ختم و20 الى 25 كاميرا مراقبة من وحدة اعادة المعالجة موضحين لوكالة فرانس برس ان العملية بدأت الثلاثاء وانجزت الاربعاء. وقالت فليمينغ انه بعد الاستجابة لطلب بيونغ يانغ اعلن الكوريون الشماليون انه لن يعود في وسع المفتشين "الوصول بعد الان الى موقع اعادة المعالجة في يونغبيون". وتابعت انهم حذروا ايضا الوكالة بانهم سيستأنفون امداد "وحدة اعادة المعالجة في الموقع بمواد انشطارية في غضون اسبوع". ويقع مجمع يونغبيون النووي على مسافة 96 كلم شمال العاصمة بيونغ يانغ ويعتبر العمود الفقري لبرنامج كوريا الشمالية النووي العسكري وهو يضم مفاعل ابحاث من الطراز السوفياتي بقوة 5 ميغاواط ومفاعلين اخرين بقوة اكبر ما زالا قيد الانشاء ومركزا لاعادة معالجة الوقود التي يستخرج منها البلوتونيوم. وبحسب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) فان كوريا الشمالية كانت انتجت قبل اغلاق المجمع في تموز/يوليو 2007 كمية من البلوتونيوم تكفي لصنع ست قنابل ذرية. وبعدما قامت بيونغ يانغ في تشرين الاول/اكتوبر 2006 بتجربة نووية وافقت بعد عام وفي اطار مفاوضات حول نزع سلاحها تجري منذ 2003 مع خمس دول هي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان على التخلي عن برنامجها النووي لقاء مساعدة في مجال الطاقة وضمانات دبلوماسية وامنية. وفي بادرة حسن نية اوقفت كوريا الشمالية عمل مفاعل يونغبيون ثم قامت في حزيران/يونيو بهدم برج التبريد فيه. غير ان المحادثات تعثرت بعد ذلك حول سبل التحقق من تفكيك البرنامج وتهدد بيونغ يانغ منذ اب/اغسطس بتشغيل المفاعل من جديد احتجاجا على رفض واشنطن شطبها عن لائحة الدول الداعمة للارهاب. الاميركيون من جهتهم يطالبون بموافقة بيونغ يانغ على آلية تفتيش كاملة تتضمن عمليات كشف مباغتة على مواقعها وامكانية الحصول على عينات من المواد والتجهيزات المستخدمة. وشطب كوريا الشمالية عن اللائحة الاميركية السوداء يسمح لها بالحصول على قروض من الهيئات الدولية وعلى مساعدة اميركية. وابدت كوريا الجنوبية الاربعاء "قلقها الكبير" حيال قرارات كوريا الشمالية. واعلنت وزارة الخارجية في بيان "ان الحكومة قلقة جدا لقرار كوريا الشمالية بشأن استئناف تشغيل منشآتها النووية في يونغبيون". وتابع البيان ان "الحكومة تطلب بالحاح من كوريا الشمالية معاودة تفكيك برنامجها في اسرع وقت ممكن والتعاون بشكل ناشط من اجل التوصل الى اتفاق حول بروتوكول التفتيش".