أعربت جهات مسيحية بمدينة ميونخ الألمانية عن تضامنها مع المسلمين في مشروع بناء مسجد بالمدينة، وأطلقت بالتعاون مع مركز إسلامي بميونخ موقعًا على شبكة الإنترنت يروج لأهمية بناء المسجد في دعم الحوار بين الأديان، ويؤكد على حقوق المسلمين كجزء من المجتمع الألماني. وقال ليو بروكس من إدارة حي سيندلنج بمدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا: "إن وجود كنيسة في ساحة جوتسينجر يجاورها مسجد، هو دافع لقيام الطرفين بفعل مشترك.. فالذين لا يزالون يضعون قيمة للدين في مجتمعنا والذين لا يزالون يتحلون بالتدين من المؤكد أنهم سيدركون أن هناك شيئًا مشتركًا بيننا". وبدورها، قالت بريجيت هوت من كنيسة سانت كوربينيان: "نحن كمسيحيين نؤمن بإله واحد خلق جميع الناس، ويجب أن نعمل على التوسع في نطاق الاحترام المتبادل تجاه من يقولون إن إلهنا وإلهكم إله واحد". وعن الهدف من إطلاق هذا الموقع على شبكة الإنترنت أوضحت الجهات المسيحية في بيان مشترك أنه سيساهم في الرد على شكاوى بعض سكان حي جوتسينجر من بناء المسجد أعربوا فيها عن مخاوفهم من أن يفقد الحي هدوءه، حيث سيجذب المسجد المسلمين من أحياء مختلفة، مما قد يسبب ضوضاء وأزمات مرورية، بجانب المخاوف من أن يستقطب المسجد "أصواتًا متطرفة أو خطباء يحضون على كراهية المجتمعات الغربية". ويشرف على هذا الموقع "أندريا بوجر" من كنيسة المعراج بساحة جوتسينجر بحي سيندلنج بمدينة ميونخ، و"ليو بوكس" من إدارة حي سيندلنج، و"بريجيت هوت" و"مانفريد هوت" ممثلين عن كنيسة سانت كوربينيان التي سيقع المسجد الجديد في مواجهتها، و"رينيه فولمر" عضو مجلس إدارة المجلس الكاثوليكي بميونخ، بجانب كل من "زهري شوروك" و"أوندر يلدز" من المركز الإسلامي التركي بميونخ (ديتيم) التي تشرف على إدارة المسجد الجديد. وأكدت الجهات المسيحية في بيانها على أهمية بناء المسجد في دعم الحوار بين المسلمين والمسيحيين كبارًا وصغارًا، مهاجرين وألمان والمساهمة في تحقيق الاندماج للمسلمين في المجتمع. كما أعربوا عن حرصهم في وضع حد للأصوات المعادية للإسلام والتي زادت بشدة في الآونة الأخيرة، والسعي لبناء جسور تواصل وحوار بين المسيحيين والمسلمين. وعرضت الصفحة الإلكترونية ردودًا على بعض أسئلة السكان، وأكدت الجهات القائمة على الموقع في ردها على "حق المسلمين -باعتبارهم جزءًا من المجتمع الألماني- في بناء دار عبادة لهم، تكون بارزة وليست منزوية بأركان أحد المباني"، وذلك في إشارة إلى مطالب الحزب الاجتماعي المسيحي (المشارك بالائتلاف الحاكم) بأن يظل المسجد صغيرًا وغير واضح للعيان. وساقت الصفحة مبررات الموافقة على شكل البناء بالقول بأن "مبنى المسجد يتناسب تمامًا مع المكان الذي سيقام فيه؛ ولا يشكل نشازًا معماريًّا في المنطقة". وأوضحت تلك الجهات أن "المسجد بشكله التقليدي أمام الكنيسة الموجودة بساحة جوتسينجر من شأنه أن يمثل دفعة للحوار بين الأديان". وسيتم بناء مئذنتين للمسجد بارتفاع 41 مترًا لكل منهما بحيث تتناغمان مع منارتي الكنيسة المقابلة له (بارتفاع نحو 55 مترًا)، وسيكون الطابق الأرضي للمبنى ملتقى مفتوحًا أمام المسلمين وغير المسلمين. وسيكون مصلى الرجال في الطابق الثاني على مساحة 700 متر مربع وفي الطابق الثالث مصلى للنساء، بينما سيخصص الطابق الرابع لإدارة المبنى. ويتسع المسجد لنحو 130 مصل، كما سيشمل المبنى الذي يقع فيه المسجد على خدمات عامة لجميع السكان بينها محلات، وحمام تركي ومطعم ومكتبة وقاعات للتدريس والمؤتمرات. مشروع بناء المسجد وكانت "ديتيم" قد وضعت عام 2004 تصورًا لتوسعة أحد المساجد الموجودة بساحة جوتسينجر حتى تستوعب أعداد المصلين المتزايدة، إلا أن رفض السكان المجاورين للبناء دفع الرابطة الإسلامية إلى تجميد المشروع منعًا لنشوب نزاعات. وبمساعدة بلدية بميونخ تم اختيار مكان آخر لإقامة مركز إسلامي جديد بساحة جوتسينجر أمام كنسية سانت كوربينيان، وعلى بعد نحو 500 متر من المبنى القائم حاليًّا. وأقر مجلس المدينة بناء المسجد بأغلبية الأعضاء يوم 22 يونيو 2005، بعد تضامن أعضاء حزبي الخضر والاشتراكي الديمقراطي وممثلي الكنيستين ضد الحزب الاجتماعي المسيحي، فيما فشل المعارضون في استصدار حكم قضائي لمنع تنفيذ القرار. وسمح مجلس المدينة يوم 27 يوليو 2005 بالشروع في عملية نقل ملكية قطعة الأرض في ساحة جوتسينجر من المدينة إلى "ديتيم"، وطالب المجلس الأخذ في الاعتبار الشكوك والمخاوف التي تعتري السكان حول البناء، وبات في حكم المقرر أن يتم الشروع في بناء المسجد وملحقاته مع بدايات عام 2007. وتبلغ نسبة المسلمين بمدينة ميونخ ما يزيد على 6% من تعداد السكان ويشكلون بذلك ثالث أكبر جماعة دينية بعد المذهب الكاثوليكي الذي تبلغ نسبة معتنقيه بالمدينة نحو 43% يليه معتنقو المذهب البروتستانتي بنسبة 14%، ويأتي في المرتبة الأخيرة معتنقو المذهب الأرثوذكسي بنسبة يبلغ 4% تقريبًا. ويوجد في مدينة ميونخ نحو 40 مسجدًا منها 10 مساجد في منطقة لودفيج فورشتادت الآهلة بالسكان وبها محطة القطار الرئيسية. - إسلام أون لاين.نت