تحتفي تونس بشجرة الزيتون التي تعد من أهم مصادر الدخل في البلاد، من خلال مهرجان يتضمن معارض وعروضاً موسيقية ومسرحية وندوات فكرية. والدورة الثامنة والعشرون من «مهرجان الزيتونة» تستمرّ حتى 27 من الشهر الجاري في مدينة القلعة الكبرى التي تعرف بأنها مدينة المليون زيتونة. ويعد زيت الزيتون الى جانب التمور من أهم صادرات تونس الزراعية. وعلى عادته نظم المهرجان ندوتين علميتين، الأولى فكرية وتحمل عنوان «الزيتونة في المتوسط، تقارب وتواصل عبر العصور» ويشارك فيها عدد من المداخلين والمتخصصين من بينهم محمد حسين فنطر وعبدالجليل بوقرة وأحمد مشارك وعبداللطيف المرابط من تونس، ومن لبنان ليلى رحباني ومن اليمن عبدالملك منصور، إلى جانب كريستيان لوشون من فرنسا. وبيّن محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات خلال الندوة، أن «اهمية الزيتونة لدى التونسيين تعود الى التاريخ القديم حين تطورت غراسات الزيتون في تونس القرطاجية في عهد هنيبعل بواسطة جنوده». وشدد لوشون رئيس جامعة «بلا حدود» في فرنسا على «رمزية هذه الشجرة المباركة في كل الاديان السماوية» معتبراً انها «رسالة للتقارب بين الناس». أمّا الندوة الثانية فهي علمية وتتمحور حول «استشراف إنتاج زيت الزيتون في تونس وتصديره». وكانت العروض الفنية انطلقت في الافتتاح بعرض من إنتاج المهرجان قدمته مجموعة «أوتار» للموسيقى. وككلّ دورة ينظّم المهرجان يوماً سياحيّاً في إحدى القرى الزراعية القريبة من المدينة، بمشاركة سياح يقضون يوماً كاملاً بين أشجار الزيتون يمارسون الأشغال التي يقوم بها الفلاحون من خلال ورشات لصناعة خبز «الطابونة» وأكلة «العجّة» وصناعة الصابون التقليدي والحلفاء والصوف و «الحرقوس» وجني الزيتون واستخلاص الزيت. كما يتضمن خياماً تبرز خصوصيات المنطقة، إضافة إلى مسابقة في جني الزيتون للسياح، وأخرى في الحراثة، وثالثة في تقليم أشجار الزيتون. وتنتهي الفعاليات بمسابقة اختيار ملكة جمال اليوم السياحي بمشاركة فرق فولكلورية والفرقة الوطنيّة للفنون الشعبية.