خرج المئات من المتظاهرين اليوم الخميس بالعاصمة التونسية في مسيرات حاشدة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الذي خلف مئات الشهداء بخلاف الجرحى. وتدافع المتظاهرين في شارع محمد الخامس الرئيسي وسط العاصمة تونس رافعين الأعلام الفلسطينية. وشاركت عدة وجوه سياسية ونقابية بارزة في هذه المسيرة من بينها رئيس الوزراء محمد الغنوشي والأمين العام للحزب الحاكم محمد الغرياني والأمين العام لحزب الوحدة الشعبية المعارض محمد بوشيحة. وهتف المتظاهرون بشعارات منها "أوفياء أوفياء لفلسطين والشهداء، يا صهيوني صبرك صبرك في غزة سنحفر قبرك". كما رددوا شعارات تندد بالمتواطئين مع الاحتلال مثل "بوش بوش يا جبان الشعب العربي لا يهان". واحتشد مئات من عناصر الأمن على جانبي الشارع الذي غصّ بالمتظاهرين لتنظيم هذه المسيرة السلمية التي نظمتها القوى الحزبية، إضافة إلى نقابة العمال التونسيين ومنظمة أرباب الأعمال وغيرها من المنظمات المدنية. ولم تحدث أي اشتباكات بين فرق الشرطة والمتظاهرين لرغم أنّ هذه المسيرة مرّت بالقرب من السفارة المصرية التي طوّقها عدد كبير من رجال الأمن خوفا من اقتحامها، على غرار ما حصل في سفارات القاهرة بعدد من العواصم. سخط ونقمة وهتف بعض المتظاهرين بعبارات منددة بما أسموه تواطؤا مع إسرائيل، واعتبرت امرأة بدت على وجهها علامات السخط والنقمة جلية أنّ "غلق معبر رفح عار على مصر وعلى كل المصريين والعرب". وردد بعض المحتجين على الموقف المصري بهتافات "عار عار أكبر عار.. مصر تشارك في الحصار، عار عار.. عربي يشارك في الحصار". ويقول النقابي الهادي المثلوثي، وهو عضو بالجمعية الجغرافيين التونسيين ومن بين الذين قاطعوا مؤتمرا جغرافيا عقد في تونس حضره جغرافيون إسرائيليون، إنّ الأنظمة العربية شريكة ضمنيا في حصار غزة والتآمر على المقاومة. وأضاف "علينا أن ندرك أن كل ما يحاك في الظلام عربيا ودوليا إنما هو تجريد غزة من المقاومة وسيعد ذلك في نظرهم قضاء على الإرهاب لتنفرد قوة الاحتلال وعملاؤها بإعادة ترتيب الوضع الأمني ولإحكام القبضة على شعب فلسطين". من جهته أخرى، طالب نزار الصمعلي وهو أحد الأطباء الشبان المتظاهرين، المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة بإرسال دفعات كبيرة من المساعدات والأدوية إلى الجرحى الفلسطينيين "وكسر الحصار المفروض على غزة". " السلطات التونسية ستنظم هذا السبت حملة للتبرع بالدم لفائدة ضحايا العدوان الإسرائيلي كما سترسل طائرة محملة بالأدوية والمواد الغذائية " حملة تبرع بالدم يُذكر أن السلطات التونسية ستنظم هذا السبت حملة للتبرع بالدم لفائدة ضحايا العدوان الإسرائيلي، كما سترسل طائرة محملة بالأدوية والمواد الغذائية إضافة إلى فتح حساب لجمع تبرعات مالية لفائدة شعب فلسطين تستمر حتى 3 يناير/ كانون الثاني الجاري. والبارحة أكد رئيس البلاد زين العابدين بن علي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أن ما يجرى من عدوان وحشي عنيف طال المدنيين الأبرياء في بيوتهم وخلف مئات الضحايا وآلاف الجرحى والدمار الواسع، يدعو إلى تحرك حازم للوقف الفوري للعدوان وتوفير الحماية. وطالب بن علي بعقد قمة عربية طارئة تتجاوز مستوى التنديد وإصدار البيانات إلى "موقف عربي حازم" يؤدي إلى وقف شلال الدم الفلسطيني والعودة مجددا إلى العملية السلمية.