قام السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية يوم 22 ماي 2009 بمنطقة سبالة بن عمار - شمالي العاصمة تونس - بتدشين فضاء تجاري ضخم لشركة بريكوراما الفرنسية . هذا وقد أشرفت مجموعة ماد بيزنس التي يترأسها السيد عماد الطرابلسي أحد أقارب حرم الرئيس التونسي على انجاز هذا الفضاء المشيد فوق مساحة خمسة هكتارات . ويقوم الفرع الجديد للشركة والذي يعد الأول بالجمهورية التونسية ببيع مواد الديكور والبناء والحدائق والمواد المنزلية , ويغطي حوالي 10 الاف متر مربع من المعروضات التي تبلغ حوالي 38 الف مادة تجارية . وتشير المعلومات الواردة من العاصمة تونس الى أن السيد عماد الطرابلسي الشريك التجاري الرئيس لبريكوراما فوق تراب الجمهورية التونسية يعتزم اقامة مابين خمسة أو ستة فروع تونسية جديدة , كما قد يوسع أعماله باتجاه الجماهيرية الليبية عبر افتتاح فرعين أو ثلاثة للشركة الفرنسية المنتشرة عبر 178 فرعا بأوربا . وتعد شركة بريكوراما اسما فرنسيا عريقا تأسس منذ ثلاثة عقود , ويعد دخوله للسوق التونسية الأول من نوعه في تاريخ هذه المؤسسة التجارية . ويبدي سياسيون معارضون واخرون قريبون من السلطة في تونس قلقهم العميق من تواتر وتسارع أخبار صفقات يحتكرها أقارب وأصهار للرئيس بن علي , حتى أنه لاحديث للمعارضة وأوساط النخب التونسية وحتى لبعض وسائل الاعلام التونسية والأجنبية الا عن تفاصيل هذه الصفقات . ويفسر مراقبون ومتابعون ديبلوماسيون للشأن التونسي تسارع وتيرة هذه الصفقات في السنواات والأشهر الأخيرة بتمهيد متسارع لانتقال السلطة من الطبقة السياسية والأمنية التقليدية الى طبقة جديدة تجمع بين صفة القرابة المتناهية من أعلى هرم السلطة , وصفة النفوذ المالي القوي عبر الهيمنة على أبرز وأضخم العناوين الاقتصادية والاعلامية بالبلاد . وتطرح مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي لسنة 2009 ومع تعدد أسماء المرشحين في مواجهة الرئيس التونسي القوي تساؤلات حائرة حول مصير البلاد مع موفى الفترة الرئاسية المرتقبة في ظل مخاوف داخلية وخارجية من تكرر سيناريو الثمانينات من القرن الماضي , حين عرفت تونس هشاشة وتراجعا كبيرا في أداء مؤسسات الدولة . ويؤكد محللون سياسيون على أن تونس ستدخل صراعا مكشوفا على السلطة مع مطلع سنة 2011 أو 2012 لتبرز بدايات معالم ارتباك داخلي أو انشقاق مرتقب قد يكون حاسما في تحديد مصير ومستقبل البلاد .