حث المرشح الخاسر مير حسين موسوي مؤيديه على تنظيم احتجاجات سلمية أو التجمع في المساجد للحداد على الذين قتلوا بعد ان أشعلت انتخابات الرئاسة المتنازع عليها أسوأ اضطرابات تشهدها ايران منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 . وفجر فوز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد على الاصلاحي موسوي مظاهرات ومعارك شوارع دامية في طهران قتل فيها سبعة اشخاص يوم الاثنين بينما اندلعت احتجاجات اخرى في مدن في انحاء ايران. وقال موسوي في بيان نشر على موقعه على الانترنت يوم الاربعاء "خلال الايام الماضية ونتيجة للمواجهات العنيفة غير المشروعة مع (اناس يحتجون) على نتيجة الانتخابات الرئاسية جرح عدد من مواطنينا أو استشهد. "أطلب من الناس التعبير عن تضامنهم مع العائلات... بالتجمع في المساجد أو المشاركة في احتجاجات سلمية." وأدت اراقة الدماء والاحتجاجات الحاشدة والاعتقالات والحملة الصارمة ضد وسائل الاعلام الى تركيز اهتمام العالم على ايران خامس أكبر دولة مصدرة للنفط والتي تخوض نزاعا نوويا مع الغرب. ولم يشر بيان موسوي الى احتجاج دعي اليه يوم الاربعاء. والزلزال السياسي الذي فجرته انتخابات يوم الجمعة الماضي دفع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي حث القيادة الايرانية على "تخفيف قبضتها" الى القول ان الثورة أظهرت ان "الشعب الايراني غير مقتنع بشرعية الانتخابات." وشككت الدول الغربية الرئيسية في نزاهة النتائج. والخلاف داخل النظام الايراني الحاكم لم يكن أبدا علنيا على هذا النحو. ويلقى معسكر موسوي دعما من شخصيات المؤسسة التقليدية مثل الرؤساء السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي الذين يشعرون بالقلق من ان السياسات الخارجية المشاكسة لاحمدي نجاد والاقتصاديات الشعبية التي ينتهجها تشكل مستقبل ايران. والاحتجاجات الاخرى المخطط لها يومي الاربعاء والخميس تمثل تحديا مباشرا للسلطات التي احتفظت بقبضتها قوية على مشاعر الاستياء منذ الاطاحة بالشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة في عام 1979 بعد أشهر من الاحتجاجات. وفي تحذير شديد نقلت وكالة انباء فارس عن وزير الداخلية صادق محصولي قوله انه "لم يصدر اذن بالتجمع أو الاحتشاد" في أي ميدان اليوم الاربعاء. وقال التلفزيون الحكومي ان "العملاء الرئيسيين" وراء الاضطرابات تم اعتقالهم بحوزتهم بنادق ومتفجرات. ومن المقرر ان يرأس الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي صلاة الجمعة ويتوقع ان يكرر ندائه بالتزام الهدوء. وحثت أعلى سلطة في ايران بالفعل الناس على تأييد أحمدي نجاد لكن رغم نداءات خامنئي الى الوحدة الوطنية واصل مؤيدو موسوي التدفق على الشوارع. واعتقلت قوات الامن ناشطا مؤيدا للاصلاح ومحررا يوم الاربعاء فيما حذر المدعي الاقليمي من ان الذين يتسببون في الاضطرابات يواجهون عقوبة الاعدام. وبدأ تحقيق رسمي في هجوم على طلبة الجامعة. وتحدى عشرات الالاف من مؤيدي موسوي السلطات واحتشدوا في طهران يوم الثلاثاء بعد ان قتل سبعة في اعمال العنف يوم الاثنين لكن وسائل الاعلام الدولية محظور عليها مغادرة مكاتبها لتغطية الاحداث. وحث المتحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الحكومة الايرانية يوم الاربعاء على احترام حرية التعبير ووضع نهاية للقيود على التغطية الاخبارية. وبعد سقوط قتلى يوم الاثنين طلب موسوي من انصاره إلغاء اجتماع حاشد مزمع في نفس المنطقة بوسط العاصمة يوم الثلاثاء ولذلك اتجهت المسيرات شمالا بدلا من ذلك. وقال البعض انه سيعقد اجتماع حاشد اخر في ميدان بوسط طهران يوم الاربعاء. وقال معسكر موسوي ايضا انه سيسعى لوفاق مع الغرب ويدعم دور المرأة وهو تعهد لقي تعزيزا من الدور البارز الذي لعبته زوجته أثناء الحملة الانتخابية. اشارت تقارير الى احتجاجات مؤيدة لموسوي في مدن رشت وارومية وزانجان وزاهدان وتبريز ومشهد. وقال محمد رضا حبيبي المدعي العام في اقليم اصفهان "نحذر العناصر القليلة التي يتحكم فيها الاجانب الذين يحاولون تكدير أمننا الداخلي عن طريق تحريض أفراد على التخريب وارتكاب الاحراق العمد من أن عقوبة أحكام الشريعة الاسلامية لهؤلاء الافراد الذين يحاربون الله هي الاعدام. "ولذلك وقبل أن يبتلوا بسخط القانون عليهم أن يعودوا الى أحضان الامة ويتفادوا التصرفات والانشطة الاجرامية." وقال مصدر اصلاحي ان سعيد لايلاز محرر صحيفة سارماية الاقتصادية اليومية والناشط محمد رضا جالائي بور اعتقلا يوم الاربعاء. وقال موسوي "انني اندد بهذه الاعتقالات واسعة النطاق لاولاد الثورة و/الاعتقالات/ سوف تحفز الناس أكثر لمواصلة وتوسيع الاحتجاجات." وبعد ان ندد رئيس البرلمان علي لاريجاني بالعنف في جامعة طهران أمرت وزارة الداخلية الايرانية باجراء تحقيق في الهجوم الذي القى فيه الطلبة باللوم على ميليشيا الباسيج الاسلامية والشرطة. وقال ناشط من الطلبة امتنع عن الكشف عن هويته لرويترز يوم الثلاثاء ان أربعة طلبة قتلوا اثناء اعمال العنف. ونفت جامعة طهران مقتل أي شخص. ودعا المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي وهو أعلى سلطة في ايران والذي أيد أحمدي نجاد الى الهدوء وسمح باعادة فرز بعض صناديق الانتخابات. لكن مجلس صيانة الدستور استبعد مطالب الاصلاحيين بالغاء الانتخابات. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر "لا نريد التدخل مباشرة ونحن لا نفعل هذا. لكن الحاجة الى دعم الديمقراطيين والحاجة الى دعم الاصلاحيين .. فنحن نؤكد هذا بصوت عال وواضح." من هاشم كالانتاري وفريدريك دال Wed Jun 17, 2009 3:38pm GMT