وسط الدهشة الإستغراب والتساؤل والحزن العميق، حضرت العائلة القضائية والحقوقية في تونس إلى مقبرة الجلاز بالعاصمة لتشيع جثمان زميلتهم راضية بن الجمعة التي وافاتها الأجل قبل أيام وهي في العاصمة الفرنسية باريس بحثا عن العلاج . محامية النساء المعنفات نزيهة بن جمعة عرفت المحامية نزيهة بن جمعة المولودة سنة 1962 بجدّيتها ومواقفها النضالية المشرفة البعيدة عن الإستعراض، وبحيادها المطلق تجاه معالجة القضايا ضمن جمعية النساء الديمقراطيات التي تنتمي إليها منذ سنوات وتوليها الدفاع عن النساء المعنفات، كما أنها لم تكن يوما مستهدفة أو متابعة كغيرها من الناشطات. لكن وفاتها المفاجأ جعل زميلاتها الديمقراطيات اللاتي حضرن بكثافة إلى المقبرة في سابقة غير مألوفة يستغربن هذه الوفاة خاصة وأن التقرير الطبي الفرنسي التي جلبته أخت المتوفاة يذكر أن نزيهة ذهبت ضحية جرعات مفرطة في الأدوية من قبل طبيبها التونسي . وبسؤالنا لأحدى قريباتها ذكرت أن نزيهة لم تشكو يوما من مرض، كل ما في الأمر أنها أحست بأوجاع في الظهر نهاية شهر جوان الماضي بسبب الإرهاق والعمل المتواصل بين المحكمة والجمعية والإهتمام بإبنها البالغ 12 سنة خاصة وأنها مطلقة وعليها أعباء منزلية كثيرة. وحين زارت أحد الأطباء نصحها بالتوجه إلى مصحة أمراض القلب وهناك تولى أمرها الدكتور الغرياني وأعطاها أدوية لكن حالتها بدأت تسوء يوما بعد يوم، فقررت أختها مصاحبتها إلى باريس وهناك إكتشفوا أن الكبد والقلب وأجزاء باطنية كثيرة أتلفت بسبب الأدوية التي تناولتها وأجزموا أنها فعلا انتهت ولا أمل في شفائها أبدا . نزيهة بن جمعة رحلت تاركة شابا صغيرا ملتاعا، لكن ماالذي ينتظر الدكتور الغرياني من نساء من جنس خاص، نساء بحجم الجبال قارعن وصارعن الرجال ...