بدأ وفد من رجال الأعمال الأميركيين جولة مغاربية اعتباراً من اليوم للبحث عن فرص إقامة مشاريع شراكة مع مجموعات محلية في منطقة تُعتبر مجال نفوذ اقتصادي للأوروبيين وحاصة فرنسا. وتشمل جولة الوفد كلا من تونس والمغرب والجزائر. وقال مسؤولون في "مجلس الأعمال الأميركي الجزائري" و"غرفة التجارة الأميركية التونسية إن الوفد المؤلف من 24 شركة يضم ممثلين من مجموعة "بوينغ" المتخصصة في صناعة الطائرات ومجموعة "إليكترولوكس" التي تعتبر من أكبر المؤسسات العالمية المتخصصة في صناعة الآلات المنزلية ومجموعة "هارلي دافيدسون" للدراجات النارية، إضافة إلى "موتورولا" المتخصصة في الاتصالات و"نورثروب غرومان" العاملة في مجال الأمن وشركة "بروتاك" المتخصصة في إنتاج الكهرباء ومؤسسات أخرى متخصصة في مجال التكنولوجيات الحديثة والطيران. ويقود الوفد الذي يُجري محادثات مع مسؤولين في القطاعين العام والخاص، مسؤول من وزارة التجارة الأميركية ممثلاً عن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. ويُركز محادثاته على آفاق تطوير الاستثمارات وتنشيط المبادلات التجارية بين الولاياتالمتحدة وبلدان المنطقة، وبخاصة خارج قطاع المحروقات. ولوحظ أن المجموعات التي أرسلت مندوبين عنها في الوفد لا تعمل في قطاع المحروقات وإنما في قطاعات أخرى أهمها النقل والاتصالات وإنتاج الكهرباء والصحة والسكن والمياه وحتى مؤسسات متخصصة في الدفاع، ويعمل ممثلو هذه المؤسسات على استكشاف الأسواق المغاربية بحثاً عن فرص الشراكة المتاحة كل في مجاله. وأظهرت إحصاءات حديثة أن حجم المبادلات التجارية بين الولاياتالمتحدة وبلدان الإتحاد المغاربي (ليبيا والمغرب وتونسوالجزائر وموريتانيا) تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة إذ ارتفعت من 10.3 مليارات دولار إلى 29 مليار دولار. وكانت ليبيا في مقدمة المستفيدين من تطور حجم المبادلات مع أميركا بعدما فتحت حدودها للمنتوجات الأميركية في أعقاب عشرين عاما من القطيعة والحظر على التصدير إليها (بين 1982 و2003). كذلك حقق الميزان التجاري الجزائري مع أميركا فائضا قُدر ب18 مليار دولار في السنة الماضية، فيما سجل المغرب عجزا في حجم المبادلات معها بقيمة 557 ملايين دولار. واستأثرت الجزائر ب71 في المائة من المبادلات المغاربية الأمريكية وليبيا ب17 في المائة منها، فيما لم تتجاوز حصة المغرب 8 في المائة وتونس 4 في المائة. غير أن حجم المبادلات مع المغرب العربي لم يتجاوز 1 في المائة من تجارة الولاياتالمتحدة مع الخارج و10 في المائة من مبادلات البلدان المغاربية مع العالم.