شهدت عدّة مناطق من الوسط والجنوب التونسي انحباسا في نزول الأمطار وقد تسبّب هذا الوضع في حصول عديد الصعوبات والإشكاليات خاصّة لمربي الماشية الذين يعتمدون كثيرا على المراعي (التي أصبحت تقريبا منعدمة بسبب نقص الأمطار) وعلى الأعلاف كمادتي الشعير والسداري. وقد فرض هذا الوضع تململا في صفوف المربين الذين عبروا عن قلقهم ومخاوفهم من الاضطرار إلى التفويت في المواشي بأسعار زهيدة خاصّة للقصابين للتخلّص من هذا العبئ وتسديد جانب من ديونهم. وأمام هذا الوضع المحرج والمقلق تقول وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إنها تخذت في المدّة الأخيرة إجراءات لمساعدة المربين في مناطق الوسط والجنوب خاصة على تجاوز هذا الوضع الصعب والمساهمة في الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية. وحسب مصادر مطلعة بوزارة الفلاحة تمّ تمكين مربي الماشية من حاجياتهم من مادة الشعير وتمكينهم أيضا من حصصهم من مادّة السداري. وقد تكفّل ديوان الحبوب بتوزيع حصص المربين من مادة السداري في هذه المناطق. كما تمّ العمل على الترفيع في حصصهم الشهرية من السداري. ووقع ضبط مجموعة من التدخلات لمزيد دعم قطاع تربية الماشية بمناطق الوسط والجنوب وتعزيز الموارد العلفية بهذه الجهات من خلال برمجة توريد 100 ألف طن من الشعير بالإضافة إلى المخزون الموجود والمقدّر بنحو 200 ألف طن. وسيقوم ديوان الحبوب بعملية التوريد هذه الأيام. وسيواصل بيع الشعير المدعم (34 دينارا للقنطار). وسيورّد أيضا كميات من السداري تقدّر بحوالي 26 ألف طن. هذا وسيقع أيضا تشجيع المزارعين في المناطق المذكورة آنفا بهدف التوسّع في الزراعات العلفية الصيفية من خلال توزيع 230 طنا من بذور الدرع العلفي بنسبة 50%. وبخصوص الوضع الحالي لقطاع الأعلاف فإن المعطيات المتوفرة حاليا تفيد بأن المساحات الجملية لموسم 2009- 2010 تقدّر بحوالي 305 آلاف هكتار أي بزيادة بنسبة 5 آلاف هكتار مقارنة بالموسم المنقضي. أما الزراعات العلفية الصيفية فمن المبرمج إنجاز حوالي 24 ألف هكتار مقابل 20 ألف هكتار في الموسم الفارط.
