تجددت ليل السبت الإشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة المكناسي من محافظة سيدي بوزيدالتونسية التي تشهد منذ نحو تسعة أيام تحركات شعبية إحتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة والتهميش. وقال شهود عيان ليونايتد برس أنترناشونال اليوم الأحد،إن المواجهات تجددت في ساعة متأخرة من مساء أمس،عندما عمد عدد من المتظاهرين إلى إشعال النار في الإطارات المطاطية وإغلاق بعض الطرقات،ما دفع قوات الأمن إلى إستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ورد المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة وسط هتافات تنادي بتحسين أوضاعهم المعيشية،حيث إستمرت هذه الجولة الجديدة من التظاهر حتى فجر اليوم. وأشارت إلى أن هدوءا حذرا يسود مدينة المكناسي التي تبعد نحو 56 كيلومترا شرق مدينة سيدي بوزيد ودفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية كبيرة إليها في أعقاب الإحتجاجات التي شهدتها خلال اليومين الماضيين. وكانت الإحتجاجات الشعبية إندلعت في السابع عشر من الشهر الجاري في مدينة سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوبتونس العاصمة)، في أعقاب إقدام شاب على الإنتحار حرقا إحتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة. وامتدت المظاهرات الإحتجاجية لتشمل غالبية مدن المحافظة، أي المكناسي وجلمة والمزونة، ومنزل بوزيان التي شهدت أعنف الإشتباكات، إذ استخدم خلالها أعوان الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. ودفع هذا التحول الإتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس) إلى تنظيم مسيرة سلمية أمس السبت وسط تونس العاصمة،شارك فيها المئات من النقابيين والطلبة. كما استنكر عدد من أحزاب المعارضة،وبخاصة حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)، والحزب الديمقراطي التقدمي،استخدام الرصاص الحي لمواجهة الإحتجاجات الشعبية، ودعوا إلى حوار وطني لبحث مسألة التنمية في البلاد.