يحتفل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الاحد بعيد ميلاده الثمانين من على سريره في المستشفى في الوقت الذي تعيش البلاد في حالة ترقب منذ الاعلان في 31 تموز/يوليو الماضي عن العملية الجراحية التي ارغمته للمرة الاولى منذ توليه السلطة عام 1959 على التخلي عن مهام منصبه. ولا يتوقع ان تشهد البلاد اي احتفالات رسمية في هذه المناسبة احتراما لقرار كاسترو بتأجيل هذه الاحتفالات الى الثاني من كانون الاول/ديسمبر المقبل. وسيكون الاحد اليوم ال14 لانتقال السلطات "مؤقتا" من قائد الثورة الكوبية الى شقيقه راوول الذي لم يظهر شانه شان اخيه الاكبر علنا منذ ذلك الحين. وكان لاعلان التلفزيون عن العملية "المعقدة" في الامعاء التي اجريت لفيدل كاسترو نتيجة "الضغط العصبي الشديد" الذي تعرض له بسبب رحلاته المتعددة ونشاطة وقع الصدمة في كوبا كما في الخارج. وبذلك اضطر الزعيم الثوري الذي حكم البلاد بلا انقطاع وبقبضة من حديد منذ كانون الثاني/يناير 1959 الى التخلي مؤقتا عن سلطاته فيما بدا وكانه "بروفة عامة" للخطة الموضوعة للتنفيذ في حالة اختفاء رئيس الدولة. ومنذ ذلك الحين جمع راوول (75 عاما)، وزير الدفاع والرجل الثاني في البلاد منذ 47 عاما، اعضاء الجهاز الامني القوي للنظام لبحث مواجهة اي محاولة لزعزعة الاستقرار مع اشارة وسائل الاعلام الرسمية الى تدخل عسكري اميركي محتمل وهو ما اعتبرته واشنطن فكرة "سخيفة". وحتى الان لم يصدر سوى تقرير طبي واحد في الاول من اب/اغسطس عن الحالة الصحية لكاسترو حرره الزعيم الكوبي بيده واكد فيه انه في حالة "مستقرة" وان معنوياته "مرتفعة" لكن لا يزال يتعين الانتظار "لايام عدة قبل صدور تقرير حاسم". وبعد الصدمة الاولى انصرف الكوبيون الى اشغالهم اليومية ومحاولة تدبر امورهم في مواجهة نقص في كل الانواع في الوقت الذي اتخذت فيه حركة الانشقاق موقفا حذرا معترفة بعدم توقع اي تغيير خلال وكالة راوول. فيما يخشى المعارضون الذين مازال نحو 300 منهم قابعين في السجون من موجة قمع وينتظرون معرفة المزيد عن مصير مؤسس النظام. ومنذ اسبوع تزايدت الرسائل الرسمية التي تؤكد على تحسن حالة كاسترو. مسؤول واحد في مجلس الدولة اشار الاثنين الى امكانية ان تستغرق فترة النقاهة "اشهرا". واضافة الى شقيقه اختار فيدل كاسترو فريقا مؤقتا من ستة اشخاص لادارة البلاد جاء خليطا من "الحرس القديم" ومن الجيل الجديد. يتكون هذا الفريق من خوسيه رامون ماشادو فنتورا (75 عاما) المنظم التاريخي للحزب الشيوعي الكوبي وخوسيه رامون بالاغير (74 عاما) وهو ايضا من قدامى الشيوعيين الاكثر تشددا ونائب الرئيس كارلوس لاج (54 سنة) صانع الاصلاحات الاقتصادية البسيطة في التسعينات وفرانشيسكو يوبيرون (62 سنة) رئيس البنك الفدرالي وفيليبي بيريث روكي (41 سنة) وزير الخارجية الكوبية واخيرا منظر النظام استيبان لازو (61 سنة). وفي الخارج تبدو الولاياتالمتحدة التي دعت المجتمع الدولي الى المساعدة في انتقال ديموقراطي في كوبا معزولة في موقفها هذا حتى الان. التظاهرة الوحيدة المقررة للاحتفال بعيد ميلاد كاسترو الاحد هي تجمع لنحو مائة الف من مزارعي قصب السكر والعاملين في هذا القطاع في هافانا. وفي باقي انحاء البلاد سينظم ثمانون الف تجمع عام في اماكن العمل او في الشوارع للتوقيع على عرائض دعم لرئيس الدولة وشقيقه راوول تروج لها وسائل الاعلام. واشارت وسائل الاعلام الرسمية هذه الى ان تعيين راوول كاسترو يعتبر "عدالة تاريخية" حيث انه اقتفى اثر شقيقه مبكرا جدا مع مشاركته له في السيطرة على حكم البلاد منذ 1953 وفي ممارسة هذا الحكم منذ ذلك الحين.