أعلن مصدر رسمي مساء اليوم السبت عن إقالة فرحات الراجحي من منصبه الحالي كرئيس للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك بعد ثلاثة أيام من تصريحات فجرت احتجاجات واضطرابات أمنية شملت غالبية المدن التونسية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية أن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع "قرر إنهاء مهام فرحات الراجحي على رأس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية". ولم تقدم الوكالة تفاصيل إضافية حول أسباب هذا القرار،فيما ربطه مراقبون بتصريحات سابقة لفرحات الراجحي إتهم فيها قائد هيئة أركان الجيوش التونسية بالتحضير لإنقلاب عسكري،ورئيس الحكومة التونسية المؤقتة بالكذب،ورجل الأعمال كمال باللطيف بأنه رئيس حكومة الظل التي تدير شؤون البلاد. ولم يستبعد الراجحي في شريط فيديو تم بثه على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن يكون قائد هيئة أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار قد إجتمع مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خلال زيارته للعاصمة القطرية منتصف الشهر الماضي. وأحدثت هذه الاتهامات الخطيرة التي وُصفت في حينه بأنها "قنبلة سياسية" تلقى في وجه الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي،زوبعة كبيرة في الأوساط السياسية التونسية،فيما أثارت احتجاجات وإضطرابات أمنية تواصلت لليوم الثالث على التوالي في عدة مدن تونسية تخللتها أعمال حرق وتخريب لمراكز أمنية ومنشآت عامة. يذكر أن الراجحي الذي عُيّن وزيرا للداخلية التونسية في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد أسبوعين من فرار بن علي، أقيل من منصبه في الثامن والعشرين من مارس/آذار الماضي،ليُعيّن بعد أسبوع على رأس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وإكتسب الراجحي شهرة كبيرة لدى عامة الناس،ولدى الأحزاب السياسية، خاصة وأنه كان وراء حل الحزب الحاكم سابقا"التجمع الدستوري الديمقراطي"، و"البوليس السياسي". 7 ماي 2011