* عمت الإحتفالات الأربعاء لليوم الثالث أنحاء العاصمة الموريتانية نواكشوط فرحا بانتصار حزب الله علي الجيش الإسرائيلي. وكان الموريتانيون قد تابعوا الحرب باهتمام غير مسبوق وكأنها تجري داخل موريتانيا. واتخذت هذه الإحتفالات أشكالا عديدة كالمهرجانات الخطابية ودورات توزيع الحلوي وتنظيم الأماسي الشعرية التي ألقي فيها شعراء قصائد بينها في ظلال بنت اجبيل و تحت فوهة حرف يعبر الليطاني وغيرها. غير أن فقراء العاصمة الموريتانية نواكشوط اتخذوا لاحتفالاتهم شكلا آخر هو رفع علم حزب الله علي سقوف الأكواخ وفوق قمم الخيام بشكل يجعل الزائر يعتقد أنه في جنوب لبنان. أما سائقو التاكسي وباصات النقل العام فقد فضلوا الإحتفال بالصور اللاصقة للشيخ حسن نصر الله التي تجاور صور أسامة بن لادن كانت قد ألصقت من قبل ولم تتمكن اشعة الشمس وقساوة الطبيعة من طمسها. وطالبت مهرجانات خطابية ومقالات صحافية حزب الله ومن ورائه شرفاء العرب والمسلمين ب ألا يضعوا لأمة الحرب وألا يدخلوا سيوف الكاتيوشا في أغمدتها حتي يناجزوا العدو الصهيوني ويطهروا الأرض من فلوله وهي عبارة استخدمها خطباء الحفل الجماهيري الذي نظمه التيار الإسلامي أمس بحضور الآلاف من المتحمسين لنصرة المقاومة في فلسطين ولبنان. ورفعت خلال المهرجان شعارات تؤيد المقاومة وتنتقد حكام العرب وتدعو إلي وضع أسس جديدة للنظام الدولي الذي وصفه المتدخلون في الندوة بالمطية التي تركبها الدولة العبرية وتسخرها الأطماع الصليبية لإذلال المسلمين . وفي ندوة سياسية نظمتها أحزاب موريتانية عربية التوجه شدد السفير الفلسطيني الدكتور لؤي عيسي علي أهمية الانتصار الذي أسقط كثيرا من المعادلات الدولية التي ظلت تحكم المنطقة إلي عهد قريب. وأكد السفير الفلسطيني في موريتانيا أن الثورة الفلسطينية ماضية حتي النصر وأن الأيام القادمة ستحمل المزيد من التطورات في المنطقة عموما بسبب التداعيات المرتقبة لأحداث جنوب لبنان . وأعرب السفير عن تأثره وهو يسمع قصيدة الشاعر الموريتاني المعروف أحمد ولد عبد القادر إن القرون ليالينا والتي عالج فيها أزمة لبنان عام 1982 وانسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في اتجاه تونس. أما منسق الإصلاحيين الوسطيين محمد جميل ولد منصور فقد تناول أحداث لبنان والأهداف التي من أجلها شنت الحرب والتداعيات المرتقبة منتقدا موقف حكام الدول العربية من الأزمة الفلسطينية واللبنانية ومبشرا بانبلاج صبح عربي جديد. وشدد ولد منصور وهو يخاطب المئات من المواطنين الموريتانيين الذين تجمعوا للمناسبة علي ضرورة الوحدة القومية والإسلامية ونبذ الخلافات الداخلية والقضاء علي الفتنة الطائفية والمذهبية معتبرا إعلان الفرقاء في فلسطين عن تشكيل حكومة وحدة وطنية دليلا صادقا علي أهمية الانتصار اللبناني علي إسرائيل وفشل مشاريع التسوية في المنطقة العربية . وتحدث في الندوة عدد من الشعراء الشباب واختتمت الندوة بقصيدة للشاعر الموريتاني أحمد ولد عبد القادر المشهورة بعنوانها بنت الجبيل التي اشاد فيها بالمقاومة في لبنان واعتبرها بداية مرحلة جديدة من الصراع الحضاري بين المسلمين والغرب. هذا واعتبر المعلقون وكتاب الأعمدة في الصحف الموريتانية انتصار المقاومة اللبنانية انجازا كبيرا تجب المحافظة عليه واستثماره بسرعة قبل أن تتمكن إسرائيل من ترتيب أمورها وهي التي هز جيشها واتضح عجز قيادتها العسكرية والسياسية . وشدد كتاب موريتانيون علي عدم التعويل علي الأنظمة العربية والاستعاضة عنها بالفعل الشعبي المقاوم.