ندد زعماء مسلمون الجمعة بتصريحات عن الاسلام أدلي بها البابا بنديكت السادس عشر، وقال كثير منهم انه يتعين علي الزعيم الكاثوليكي أن يقدم اعتذارا شخصيا ليبدد الانطباع بأنه انضم الي حملة ضد الاسلام. وفي حين طالب مسؤولون سياسيون ودينيون من باكستان الي مصر مرورا بالكويت وتركيا وبلدان الخليج باعتذارات، وشهدت القاهرة و ومدن آسيا الاسلامية مظاهرات حاشدة تندد بتصريحات البابا. وفي محاضرته بجامعة ريغينسبورغ الالمانية يوم الثلاثاء اقتبس البابا انتقادا للاسلام والنبي محمد (صلي الله عليه وسلم) علي لسان الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس في القرن الرابع عشر الذي كتب في حوار مع رجل فارسي ان كل ما جلبه النبي محمد كان شرا وغير انساني مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيف . وشهدت لاهور واسلام اباد مظاهرات حاشدة، ندد خلالها الباكستانيون بتصريحات البابا، وفي سرينغار (كشمير) وصف المتظاهرون الحبر الاعظم بالصليبي المتعصب، كما شهدت دكا (بنغلادش) مظاهرات صاخبة، احتجاجا علي تطاول البابا علي الاسلام. وتجمع حوالي الفي شخص امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في ورفعوا اعلام حركة حماس الخضراء، ورددوا اناشيد تمجد الله ونبيه . وفي ، القيت قنبلة يدوية وثلاث عبوات ناسفة يدوية الصنع الجمعة علي جدار اقدم كنيسة ارثوذكسية في دون ضحايا، كما افاد شهود عيان. وبدا الكاهن انطونيوس المسؤول عن الكنيسة الارثوذكسية حذرا. وقال لا يمكن ان نعرف من قام بذلك ولماذا، لا نريد ان نربط هذا الحادث بتصريحات البابا لكن هذا الرابط ممكن . واضاف الكاهن انها المرة الاولي التي تحصل فيها مثل هذه الهجمات علي كنائسنا. وخرج آلاف المصلين بعد صلاة الجمعة في الجامع الأزهر بالقاهرة في مظاهرة نددوا فيها بالجبناء والصليبيين ، ورددوا هتافات معادية لبابا الفاتيكان وسط إجراءات أمنية لشرطة مكافحة الشغب. وطالب المتظاهرون بطرد كافة سفراء الفاتيكان في كافة الدول العربية ومنع البابا من زيارتها قبل تقديمه اعتذارا خطيا. وعبرت الحكومة المصرية عن قلقها بشأن التأثير المحتمل لكلمة البابا. ونقل متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط دعوته لتكثيف الجهود الجارية لتعزيز الحوار والتقارب بين الحضارات والاديان وتفادي كل ما من شأنه اذكاء الخلافات المذهبية والعقائدية . واعرب الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر عن استيائه البالغ لما نسب لبابا الفاتيكان من أقوال مسيئة للاسلام وللرسول الكريم. وقال شيخ الازهر فا بيان ان هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالاسلام. وطالب الشيخ يوسف القرضاوي البابا بالاعتذار من المسلمين بعد الاساءة الي دينهم. وقال ان الامر بنشر دينه (محمد) بحد السيف قول مبني علي الجهل المحض او الكذب المحض (...) واكذوبة كبري . كما انتقد رجل الدين الايراني المحافظ احمد خاتمي تصريحات البابا معتبرا انها تنم عن خفة عقل ، وحذر من ان المسلمين سيردون. وقال خاتمي في خطبة الجمعة في طهران من المؤسف ان يكون زعيم المسيحيين بهذا الجهل وقلة الادب . واستنكر المرجع الديني الشيعي الكبير في لبنان العلامة السيد محمد حسين فضل الله الجمعة كلام البابا، ودعاه الي الاعتذار شخصيا للمسلمين. واعتبر فضل الله في خطبة الجمعة في احد مساجد ضاحية بيروت الجنوبية ان الكلام المنسوب الي البابا يدل علي انه لا يملك ثقافة علمية موضوعية عن الإسلام . وفي عمان قال رئيس مجلس الشوري في جبهة العمل الإسلامي النائب حمزة منصور إن الاعتذار الشخصي فقط هو ما يمكن أن يعالج الإهانة البالغة التي سببتها التصريحات الاستفزازية للبابا لأكثر من مليار مسلم. ودان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ظهر الجمعة تصريحات البابا، مطالبا اياه ب التوقف عن المس بالديانة الاسلامية. وعبرت بعض المصادر عن خشيتها من أن يؤثر الجدل علي خطط البابا لزيارة تركيا في تشرين الثاني (نوفمبر) لاجتماع كبير مع زعماء الطائفة الارثوذكسية. وارتفعت أصوات بالفعل في تركيا تطالب بالغاء الزيارة. وفي الفاتيكان قالت مصادر دبلوماسية وكنسية الجمعة ان رد فعل العالم الاسلامي الغاضب علي تصريحات البابا هو اكبر تحد للبابا حتي الآن ويثير القلق بشأن امنه. وقال أحد المصادر عن كلمة ألقاها البابا في ألمانيا يوم الثلاثاء كان رد فعلي الشخصي هو.. هذا تصريح مثير للدهشة...هل كان زلة نادرة! . ورغم أن الفاتيكان قال ان نية البابا لم تكن المساس بحساسيات المسلمين فان هذه الازمة هي أول جدل ضخم يواجه البابا منذ انتخابه في نيسان (أبريل) 2005، وعبر مصدر كنسي رفيع عن خوفه علي سلامة البابا رغم اعتقادي بأن الجدل سيخفت فإنه أحدث ضررا ولو كنت خبيرا أمنيا لشعرت بالقلق .