خميس كسيلا: «اليوم تتعرض قيادات حزب النهضة (المعبر عن أفكار الإخوان المسلمين) لنوع مختلف من الضغوط، حيث لا ترغب فى خسارة هذه الأصوات (السلفية) التى يمكنننا اعتبارها متطرفة». حذر الأمين العام المساعد ل«حزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات» فى تونس، خميس كسيلا، من «التيار السلفى المتصاعد»، متوقعا وقوع انقسامات داخل حزب النهضة الإسلامى، الذى يقود عملية تشكيل الحكومة المقبلة، إذا لم يواجه هذا التيار السلفى. تحذير كسيلا يأتى تعليقا على المواجهات العنيفة التى وقعت أمس الأول بين متظاهرين إسلاميين ومجموعة من اليساريين المشاركين فى تجمع أمام مقر المجلس التأسيسى بالعاصمة، وهو ما اضطر الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق هذه الجموع. وكان آلاف المتظاهرين المؤيدين للإسلاميين، بينهم سلفيون، قد توجهوا إلى مقر المجلس التأسيسى فى «تظاهرة مضادة» للتجمع المستمر منذ الأربعاء الماضى. ما علق عليه الأمين العام المساعد ل«حزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات»، قائلا فى تصريحات ل«الشروق» إن «هذه المواجهات كانت متوقعة جراء نشوء تيار سلفى جهادى ملأ الفراغ الذى خلفه قمع نظام الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على للتيارات الإسلامية المعتدلة». وتابع كسيلا: «اليوم تتعرض قيادات حزب النهضة (المعبر عن أفكار الإخوان المسلمين) لنوع مختلف من الضغوط، حيث لا ترغب فى خسارة هذه الأصوات (السلفية) التى يمكنننا اعتبارها متطرفة». وعما إذا كان يمكن للنهضة أن تستعيض عن هذه القوى المتطرفة بحلفائها القوميين والليبراليين واليساريين، الذين تشارك معهم الحزب بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة، أجاب: «نحن (التكتل الديمقراطى) وهم على النقيض، حيث لا نعانى أزمة هوية؛ فنحن نحترم ثقافة شعبنا العربى الإسلامية، لكننا فى الوقت نفسه متمسكون بالحداثة والدولة الديمقراطية، وهو اختلاف جذرى عن أفكار حزب النهضة». ومن المعروف أن النهضة، الفائز بحوالى 40% من مقاعد المجلس التأسيسى، دخل ائتلافا سياسيا مع «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» (يسار قومى)، بزعامة منصب المرزوقى، المرشح لتولى رئاسة الجمهورية، و«حزب التكتل الديمقراطى» (يسار)، بقيادة مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسى. وتوقع كسيلا انقساما فى النهضة «إذا لم تواجه قياداته هذه التيارات السلفية الجهادية»، معربا عن اعتقاده ب«أنها (قيادات النهضة) لا تمتلك الإرادة السياسية لذلك». وكانت مجموعات سلفية قد اقتحمت كلية الآداب فى منطقة منوبة، وهى ضاحية غربية بالعاصمة، واحتجزت عميدها لإجباره على قبول طالبات منتقبات. وهى أحداث متكررة يرى سيلا أنها «تعبر عن حالة من الزهو يعيشها التيار الإسلامى بشكل عام.. إنهم يعملون وفقا لخطة تعتمد فى مرحلتها الأولى على خطاب تصالحى، وبعد الفوز خطاب إقصائى احتكارى». ودون جدوى، حاولت «الشروق» مرارا الاتصال هاتفيا بأكثر من قيادى فى حزب النهضة للتعليق على المواجهات التى وقعت أمام مقر المجلس التأسيسى. المصدر : صحيفة الشروق المصرية - 5 ديسمبر 2011