تجابه الجمعية خلال المداولات التي بدأتها اليوم وتستمر إلى نهاية الأسبوع تحديا آخر لا يقل أهمية عن الأول، ويتمثل بانتخاب رئيس مؤقت وسط خلافات بين "النهضة" وحليفها حزب "المؤتمر"، الذي تمسك بمنح مرشحه للرئاسة منصف المرزوقي صلاحيات حقيقية سيأخذها حكما من صلاحيات رئيس الوزراء. باشرت الجمعية التأسيسية في تونس صباح اليوم مداولاتها لوضع دستور صغير يُنظم السلطات في الفترة الانتقالية وسط تجاذبات قوية بين الأحزاب. وهيمنت على الحياة السياسية طيلة الأيام الماضية صراعات عكستها وسائل الإعلام في شأن إدارة المرحلة الانتقالية، وتوزيع السلطات بين رئاستي الجمهورية والوزراء، وخاصة الصلاحيات الممنوحة لرئيس الحكومة. وأثار مشروع أعده الائتلاف الثلاثي المؤلف من حركة النهضة وحزبي التكتل والمؤتمر جدلا واسعا ليس فقط من جانب الأحزاب الأخرى الممثلة في الجمعية التأسيسية، وإنما أيضا من بعض ممثلي المجتمع المدني، الذين أطلقوا اعتصاما أمام مقر الجمعية التأسيسية في ضاحية باردو منذ أيام. ومنح مشروع "الدستور الصغير" الذي يُنظم السلطات في الفترة التي سيستغرقها وضع الدستور الكبير، والمُحددة بسنة واحدة، صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة على حساب رئيس الجمهورية، ما اعتبر إخلالا بالتوازن بين السلطات. وربط المشروع منح التفويض لرئيس الحكومة بالحصول على الغالبية البسيطة من أعضاء الجمعية التأسيسية، فيما اشترط توافر ثلثي الأصوات لسحب التفويض منه. وشدد أعضاء في"التأسيسية" على ضرورة تعديل هذا البند متوجسين خيفة من احتمال استناد حركة "النهضة" عليه للتمسك بالحكم، وهي التي تسيطر على أكثر من ثلث المقاعد في المجلس. وٍرأى الخبير القانوني غازي الغرايري أن القانون الدستوري يعتمد على مبدأ على أقل من 40 في المئة من المقاعد، اتخذت احتياطات في حال ابتعاد حليفيها عنها بربط سحب الثقة من مرشحها لرئاسة الوزراء حمادي الجبالي بالحصول على ثلث الأصوات في الجمعية التأسيسية. وتجابه الجمعية خلال المداولات التي بدأتها اليوم وتستمر إلى نهاية الأسبوع تحديا آخر لا يقل أهمية عن الأول، ويتمثل بانتخاب رئيس مؤقت وسط خلافات بين "النهضة" وحليفها حزب "المؤتمر"، الذي تمسك بمنح مرشحه للرئاسة منصف المرزوقي صلاحيات حقيقية سيأخذها حكما من صلاحيات رئيس الوزراء. وأفيد أن تعطل الحوار بين الحزبين حمل "النهضة" على البحث عن مرشح مستقل للرئاسة، لكن المراقبين لا يستبعدون أن يتوصل الحزبان إلى حل وسط سيُعرض على التأسيسية خلال الأيام المقبلة. استمرار تعليق الرحلات نحو ليبيا: وعلى صعيد العلاقات المتوترة مع ليبيا هذه الأيام أكد وزيرالنقل التونسي سالم ميلادي أمس ان "الخطوط التونسية" لن تستأنف رحلاتها نحو مطار "معيتيقة" الواقع في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس في الوقت الراهن، وأوضح أن التعليق سيستمر إلى حين عودة النشاط إلى مطار طرابلس الدولي. وكان الميلادي يتحدث في حفلة أقيمت أمس لتكريم طاقم الطائرة التونسية التي تعرضت للإحتجاز من قبل عناصرمسلحة في ليبيا. وكانت طائرة تابعة للخطوط التونسية من نوع ايرباص متجهة من المطارالعسكري "معيتيقة" نحو تونس قد تعطلت، يوم 26 الشهر الماضي، بعدما منعتها عناصر مجموعة مسلحة من الثوار الليبيين قُدر عددهم بنحو خمسمئة شخص من الإقلاع. ثم تمكنت الطائرة التي كان على متنها 54 راكبا من الإقلاع بعد سبع ساعات من التأخير. وأفاد أفراد طاقم الطائرة، الذين عاشوا الحادثة، ان الهدف من العملية التي قام بها ثوار من حي سوق الجمعة، أحد أحياء العاصمة طرابلس، تمثل في ممارسة الضغط على الحكومة الليبية كي لا تُرسل جرحى هذا الحي للتداوي في تونس. صحيفة القدس الفلسطينية - 6 ديسمبر 2011