التونسيون توافدوا السبت منذ الصباح الباكر إلى وسط العاصمة للاحتفال بالذكري السنوية الأولى لثورة الياسمين، ولتأكيد مطالب الثورة بالحرية والكرامة التي أدت إلى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من البلاد قبل سنة. في احتفال رسمي بقصر المؤتمرات في العاصمة تونس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لقيام الثورة التونسية وبحضور قادة دول عربية، اكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ان النظام الجديد في البلاد يسعى للانفتاح على كل القوى عربيا ودوليا وأضاف: "نحن نريد لهذا البلد الصغير ان يكون ضمن مجموعة الكبرى هي المغرب العربي ثم المجموعة الأكبر هي المجموعة العربية حتى ننفتح على باقي الأمة العربية لأن حب الوطن لا يعني الشوفينية والانغلاق . نحن جزء من الأمة البشرية وسنبقى جزءا من حل مشاكلها . اللهم لك الحمد لاننا شهدنا هذا اليوم.اللهم لك الحمد لأنك فتحت لنا اخيرا ابواب المستقبل." طبيعة التحديات في وجه الثورة أما رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر فقد تحدث في كلمته عن تحديات تواجه الثورة التونسية أهمها قوى في الداخل لا تريد للثورة التونسية أن تكتمل وأضاف: "لقد حقق شعبنا انجازات كثيرة في وقت قياسي لكن التحديات تبقى كبيرة والمسؤوليات جسيمة فأسسنا مؤسسات شرعية منبثقة عن الارادة الشعبية لكن التحديات تبقي كبيرة والمسؤوليات جسيمة بالنظر الى الخراب الذي خلفه النظام البائد في كل القطاعات ونحن مصممون على الاحاطة بالثورة الشعبية والدفاع عنها." دعوة الشعب لمساعدة الحكومة أما رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي فقد دعا الشعب التونسي لمساعدة حكومته على انجاز التقدم الاقتصادي المنشود وقال في كلمته خلال الإحتفال: "هذه الحكومة الوليدة التي انبثقت عن اول انتخابات حرة ديمقراطية في تاريخ بلادنا تنتظر من شعبها مواصلة النضال معا، لتحقيق مطالب الثورة وخاصة في الشغل وتحقيق الكرامة للمواطن. كما تنتظر من اشقاء تونس واصدقائها في كل مكان ان يقفوا الى جانب تونس الثورة للهوض باقتصادها وتحقيق تطلعات شعبها." هل حققت الثورة اهدافها ؟ ويقول عبد اللطيف الفراتي رئيس تحرير صحيفة الصباح التونسية إنه من المبكر الإحتفال باعتباران الثورة حققت أهدافها ويقول ل"راديو سوا": "من المؤكد ان هناك فرحة كبرى، وهذا لا يخفي ان هناك تجاذبات، اذ انه لم يتحقق ما كان منتظرا ومن الصعب أن يتحقق. ولعل من اهم ما تحقق هو الانتخابات النزيهة. ومنذ زمن طويل لم تر تونس مثل هذه الانتخابات. ولكن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فان البلد يمر بفترة صعبة. ونسبة النمو صفر بالمئة وهي اول مرة بتاريخ تونس منذ الاستقلال تسجل نسبة سلبية ونتيجة لذلك فان الاسباب التي قامت بسببها الثورة لم تتحقق في مجال العاطلين عن العمل ورفع المستوى الاقتصادي." لافتات تطالب بتحقيق الحرية والكرامة ويذكر ان التونسيين توافدوا السبت منذ الصباح الباكر إلى وسط العاصمة للاحتفال بالذكري السنوية الأولى لثورة الياسمين، ولتأكيد مطالب الثورة بالحرية والكرامة التي أدت إلى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من البلاد قبل سنة. ورفع متظاهرون أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي لافتات تعبر عن ضرورة تحقيق الحرية والكرامة الوطنية، والوفاء للتونسيين الذين سقطوا في الثورة، حيث رفعوا لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة بأسماء الأشخاص الذين قتلوا خلال الثورة التونسية وعلى رأس القائمة محمد البوعزيزي. المصدر : راديو سوا الأمريكي - 14 جانفي 2012