طارق مهدي يفجرها: أفارقة جنوب الصحراء "احتلوا" الشريط الساحلي بين العامرة وجبنيانة    اعزل الأذى عن طريق المسلمين    دراسة عالمية: ارتفاع وتيرة الإساءة الأسرية للرجل    بطاقة إيداع بالسجن في حق مسؤولة بجمعية تُعنى بمهاجري دول جنوب الصحراء    اليوم : زياد الهاني أمام القضاء من جديد    عميد المهندسين: أكثر من 20 مهندس يغادرون تونس يوميا    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    سنتكوم: تفريغ أول حمولة مساعدات على الميناء العائم في غزة    الجزائر تواجه الحرائق مجدّدا.. والسلطات تكافح لاحتوائها    منهم قيس سعيد : زعماء عرب غابوا عن قمة البحرين    عاجل : هزة أرضية تضرب ولاية بهذه الدولة العربية    بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة "كوبي "2024: التونسية روعة التليلي تتوج بطلة للعالم في دفع الجلة    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    بطولة اسبانيا : برشلونة يتخطى ألميريا بثنائية وريال بيتيس يسقط في فخ التعادل أمام لاس بالماس    أخبار الترجي الرياضي ...فوضى في شبابيك التذاكر والهيئة تفتح النار على الرابطة    أخبار الملعب التونسي ..تشكيلة هجومية وآمال كبيرة في الكأس    اليوم: طقس مغيم بأغلب الجهات وتواصل ارتفاع درجات الحرارة    نجاح الأسرة في الإسلام ..حب الأم عبادة... وحب الزوجة سعادة !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار في كنيس بشمال غرب البلاد    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    الاطاحة بمنحرف خطير بجهة المرسى..وهذه التفاصيل..    الصحة العالمية.. استهلاك الملح بكثرة يقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    عُثِرَ عليه بالصدفة.. تطورات جديدة في قضية الرجل المفقود منذ حوالي 30 سنة بالجزائر    السلطات الاسبانية ترفض رسوّ سفينة تحمل أسلحة إلى الكيان الصهيوني    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    وزير الشباب والرياضة يستقبل أعضاء الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي    كرة القدم : الفيفا يقترح فرض عقوبات إلزامية ضد العنصرية تشمل خسارة مباريات    المنستير .. المؤبّد لقاتلة صديقها السابق خنقا    في ملتقى روسي بصالون الفلاحة بصفاقس ...عرض للقدرات الروسية في مجال الصناعات والمعدات الفلاحية    ارتفاع عجز الميزان الطاقي    دخول مجاني للمتاحف والمواقع الأثرية    إمضاء اتّفاقية تعبئة قرض مجمع بالعملة لدى 16 مؤسسة بنكية محلية    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    توزر: تظاهرة احتفالية تستعرض إبداعات أطفال الكتاتيب في مختتم السنة التربوية للكتاتيب بالجهة    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    صفاقس تستعدّ للدورة 44 لمهرجانها الصيفي    الناطق باسم وزارة الداخلية: "سيتم تتبع كل من يقدم مغالطات حول عمل الوحدات الأمنية في ملف المحامي مهدي زقروبة"    وزارة الفلاحة توجه نداء هام الفلاحين..    وكالة (وات) في عرض "المتوسط" مع الحرس .. الموج هادر .. المهاجرون بالمئات .. و"الوضع تحت السيطرة" (ريبورتاج)    طقس الليلة    القيروان: إنقاذ طفل إثر سقوطه في بئر عمقها حوالي 18 مترا    تعزيز نسيج الشركات الصغرى والمتوسطة في مجال الطاقات المتجددة يساهم في تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي قبل موفى 2030    جندوبة: وزير الفلاحة يُدشن مشروع تعلية سد بوهرتمة    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    هل سيقاطعون التونسيون أضحية العيد هذه السنة ؟    سوسة: الإطاحة بوفاق إجرامي تعمّد التهجّم على مقهى بغاية السلب باستعمال أسلحة بيضاء    استشهد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الصهيوني في الضفة الغربية..#خبر_عاجل    سيدي بوزيد: انطلاق الدورة 19 من مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي    عاجل: متحوّر كورونا جديد يهدّد العالم وهؤلاء المستهدفون    ظهورالمتحور الجديد لكورونا ''فيلرت '' ما القصة ؟    الأيام الرومانية بالجم . .ورشات وفنون تشكيلة وندوات فكرية    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مؤتمر تونس" لنموذج يمني في سوريا وقوات عربية ودولية وتوحيد المعارضة
نشر في الوسط التونسية يوم 25 - 02 - 2012

img src="http://www.tunisiealwasat.com/images/medium/13301479781bbbbbb.jpg" alt="\"مؤتمر تونس\" لنموذج يمني في سوريا وقوات عربية ودولية وتوحيد المعارضة" class="img_article" / أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن اسطنبول ستستضيف المؤتمر الثاني ل”أصدقاء سوريا”، وجدد في كلمة ألقاها خلال المؤتمر “تأكيد تضامن بلاده مع الشعب السوري” . وقال إن على “الشعب السوري الاقتناع بأنه لن يكون وحده في مواجهة آلة القمع”
ذكرى بكاري- صحف ووكالات- الوسط التونسية:
استضافت تونس العاصمة الليلة الماضية، اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي ترأس وفد الدولة فيه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، إلى جانب ممثلي أكثر من 50 دولة ومنظمة وحضور لبعض تشكيلات المعارضة السورية، الذي ركز على دعم قرارات الجامعة العربية الخاصة بسوريا، وتناوب المتحدثون في جلسته العلنية على المطالبة بوقف العنف، والحل على الطريقة اليمنية، ورفض التدخل العسكري الأجنبي، في وقت كشفت مسوّدة بيان اطلعت عليها وكالات الأنباء، عن دعوة لإرسال مساعدات خلال 48 ساعة إذا توقف العنف، والمطالبة بوقف العمليات، وتشديد العقوبات بحق النظام، والإشادة بالمعارضة السورية، من دون الوصول إلى حد الاعتراف الرسمي بها .
ودعا الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، الرئيس السوري بشّار الأسد إلى التنحي، وجدّد رفض بلاده التدخل العسكري، مرحّباً ب”النموذج اليمني” كحل للأزمة السورية . كما دعا المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها في جبهة ديمقراطية واسعة . وجدّد تأكيد رفض بلاده التدخل العسكري من أي طرف كان، وحذّر من النموذج الليبي، وأكد أنه غير وارد لاختلاف سوريا عن ليبيا . ودعا روسيا والصين إلى العمل من أجل تحقيق النموذج اليمني والضغط على النظام السوري “حتى لا يبقى الرئيس بشار الأسد على عناده” .
كما دعا إلى منح الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته وأركان نظامه “حصانة قضائية” ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره مقابل وقف حمام الدم، وطالب الأسد “بترك منصبه لنائبه ليقود مرحلة انتقالية تشارك فيها المعارضة وتنتهي في أسرع الآجال بانتخابات حرة ونزيهة تعيد إلى سوريا استقرارها في ظل نظام ديمقراطي وتعددية ووئام بين كل مكونات الشعب” . وأضاف “حل كهذا بعد كل هذا الدمار والقتل أمر مناف للعدالة، لكننا نعتقد أن حياة آلاف السوريين أهم من كل اعتبار” . ودعا “كل الأطراف”، وفي مقدمتها الصين وروسيا، إلى “المساهمة في تفعيل هذا الخيار الذي لا نرى له بديلاً آخر غير الخراب والفوضى” . وأكد أن الصين وروسيا “تستطيعان التأثير في القيادة السورية وحثها على ألا تركب رأسها وتواصل سياسة لا نهاية لها إلا بخراب سوريا وبموت من يتعنتون مثل القذافي والمثول يوماً أمام المحكمة الجنائية الدولية” .
وقال المرزوقي إن “الظرف الحالي يفرض ضرورة قوة عربية لحفظ السلم والأمن ترافق المجهودات الدبلوماسية لإقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم” . وشدد على “ضرورة تدخل عربي تحت مظلة الجامعة العربية في إطار يمكن أن نطلق عليه اسم عملية الأمير عبد القادر مع كل الرمزية التاريخية والسياسية المصاحبة” . وأضاف أن تونس “تدعم جهود نبيل العربي الأمين العام للجامعة الدول العربية من أجل تهيئة الظروف الملائمة لإقامة مؤتمر للحوار السوري”، ودعا المعارضة “إلى التوحد في هيئة ديمقراطية واسعة وأن تضع في قمة أولوياتها الحفاظ على وحدة الشعب السوري، وإيجاد الصيغ الكفيلة التي تسمح باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري والاعتراف بها” . كما دعا إلى “الاستعداد من الآن لمرحلة ما بعد الثورة” . ووصف “النوايا الإصلاحية” التي أعلنها الرئيس السوري بأنها “لا تثير إلا الشفقة والاستهزاء” .
وسبقت كلام الرئيس التونسي، كلمة لوزير خارجيته رفيق عبد السلام، الذي افتتح أعمال المؤتمر، وقال إنه “يُعقد لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري ليوقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف الأبرياء” . وأضاف أنه “لتأكيد التضامن مع الشعب السوري، ومن أجل البحث عن السبل الكفيلة لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية” .
وأُعطيت الكلمة إلى رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي عَدّ مؤتمر “أصدقاء سوريا” استجابة للإرادة العربية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري . وقال إن أعمال العنف والقتل مازالت متواصلة، واتهم النظام السوري باستغلال (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي . وشدد على ضرورة تشكيل قوة عربية ودولية لحفظ السلام في سوريا، و”فتح ممرات إنسانية آمنة لنجدة الأبرياء، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من أجرم بحق السوريين” .
وحذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من تحويل سوريا إلى ساحة صراع دموية مفتوحة على القوى الخارجية، ودعا النظام إلى التخلي عن العنف والقتل والدمار وانتهاك حقوق الإنسان . وقال إنه يتعيّن التخلي عن الخيار العسكري والأمني، لكنه شدد على التزام الجامعة باستقلال سوريا وتجنيبها التدخلات الأجنبية والحرب الأهلية ومساعدتها في السير نحو الديمقراطية .
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في تصريحات معدة للاجتماع إن إدارة الأسد ستتخضب أيديها بمزيد من الدماء إذا لم توافق على الطلب الدولي بالسماح بدخول الإغاثة الإنسانية العاجلة . وأضافت “وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدول التي توفر الحماية والسلاح للنظام . ندعو الدول التي تورد الأسلحة لقتل المدنيين، إلى التوقف عن ذلك فوراً” . وتابعت موجهة حديثها للأسد “ستدفع ثمناً باهظاً لتجاهل إرادة المجتمع الدولي وانتهاك حقوق الإنسان” . وأكدت “إننا جميعاً بحاجة إلى نظرة فاحصة لما يمكن أن نقوم به من جهد إضافي . لقد حان الوقت لفرض حظر للسفر على كبار المسؤولين في النظام مثلما فعلت جامعة الدول العربية، وتجميد أصولهم ومقاطعة النفط السوري ووقف الاستثمارات والنظر في إغلاق السفارات والقنصليات” . وقالت “بالنسبة إلى الدول التي فرضت عقوبات يجب علينا تطبيقها بحذافيرها” .
وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن اسطنبول ستستضيف المؤتمر الثاني ل”أصدقاء سوريا”، وجدد في كلمة ألقاها خلال المؤتمر “تأكيد تضامن بلاده مع الشعب السوري” . وقال إن على “الشعب السوري الاقتناع بأنه لن يكون وحده في مواجهة آلة القمع”، واعتبر أن قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة رسائل قوية للنظام . ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل إنجاح الخطة العربية، مؤكداً التزام بلاده بالعمل من أجل وقف نزيف الدم، “والعمل من أجل مساعدة الشعب السوري، حتى لا نسمح لنظام بشار الأسد بتحويل المدن السورية المجاورة لتركيا إلى سجون كبيرة” .
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن “كل الشعب السوري يريد إنهاء حكم المافيا العائلية” . وقال “نحن هنا للعمل جميعاً من أجل سوريا ومستقبل الشعب السوري، ليس هناك مجال للتنافس الإقليمي ولا لتنقل سوريا من معسكر دولي إلى معسكر دولي آخر، سوريا الحرة المستقلة السيدة الواحدة غايتنا وتلبية تطلعات الشعب السوري هدفنا” . وأضاف أن “الوضع الإنساني المأساوي لا يخفى على أحد، نشاهد اليوم حي بابا عمرو مثالاً لأحياء ومدن سوريا التي يمارس فيها القتل المنهجي الذي يرمي إلى ترويع الأهالي وكسر إرادة الشعب” . وتابع “لكن الشعب السوري لم ولن يستسلم، لقد ولد في سوريا شعب حر لا يهاب الموت ولا يقبل المساومة على حقوقه المسلوبة ولا يتنازل عن السيادة بكل معانيها” .
ووجه كلمة إلى المجتمعين قائلاً “ما ينتظره الشعب السوري منا، وهو الأكثر إلحاحاً، تقديم الإغاثة الفورية بما في ذلك الإعلان عن وجود مناطق منكوبة وفتح ممرات آمنة لإمداد الأهالي بالمعونات الإنسانية العاجلة، وتأمين حرية العمل والحركة لمنظمات الإغاثة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لمساعدة الأهالي على مواجهة الأوضاع القاسية في عموم البلاد” . وأضاف أن ما ينتظره الشعب أيضاً “توفير جميع الوسائل الكفيلة بحماية المدنيين وتأكيد حق الإعلام والصحافة الحرة في الدخول إلى البلاد والتنقل فيها بحرية، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ودعمه” .
وسعى إلى طمأنة الأكراد، قائلاً إنهم سيكون لهم مكان في مرحلة “ما بعد الأسد”، ووعد بحكومة لا مركزية واعتراف بهويتهم . وعرض رؤية المجلس “لمرحلة ما بعد بشار الأسد”، ودعا “إلى استمرار الانتفاضة حتى الإطاحة بالأسد أو تسليم السلطة وفقاً لخطة الجامعة العربية . وتشكيل مجلس رئاسة من القادة الوطنيين، وتشكيل حكومة انتقالية من الشخصيات العسكرية والسياسية والخبراء الذين لم يحاربوا الثورة . واقترح إنشاء مجلس لمعالجة تجاوزات النظام، ومنع أي أعمال انتقامية سياسية أو طائفية . وقال إن اللجنة ستعمل من أجل المصالحة واستعادة الإحساس الوطني والقيم الإنسانية . وتنتهي الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات تفرز برلماناً جديداً يناط به وضع دستور جديد .
وأشارت نسخة معدلة لمسودة البيان الختامي لمؤتمر “أصدقاء سوريا” إلى أن القوى الغربية والعربية ستطالب السلطات السورية بالسماح فوراً بدخول مساعدات إلى مدن حمص ودرعا والزبداني “ومناطق أخرى تحت الحصار” . وتدعو دمشق “إلى وقف كل أشكال العنف فوراً” وتتعهد بتقديم مساعدات إنسانية خلال 48 ساعة إذا أوقفت سوريا “هجومها على المناطق المدنية وسمحت بالدخول” . وتلزم الدول تطبيق عقوبات تهدف إلى الضغط على السلطات السورية لوقف العنف . تشمل حظراً على السفر وتجميد أصول ووقف شراء النفط السوري ووقف الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات المالية المتصلة بسوريا وخفض العلاقات الدبلوماسية ومنع شحنات الأسلحة .
وتشيد مسودة البيان بالمجلس الوطني، من دون الاعتراف الكامل به “كممثل شرعي للسوريين يسعى إلى تغيير ديمقراطي سلمي” . وتقول “اتفقت المجموعة على زيادة انخراطها مع المعارضة ودعمها العملي”، وحذفت من المسودة المعدلة فقرة تشجع جامعة الدول العربية على استئناف بعثة المراقبة، وقال دبلوماسي إن المسودة قد تشهد مزيداً من التعديلات . وأشارت إلى طلب الجامعة من مجلس الأمن إصدار قرار تشكيل قوة مشتركة لحفظ السلام، بعدما “يوقف النظام الانتهاكات” .
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه يعدّ المجلس الوطني “المحاور الشرعي” للمجموعة الدولية، لكنه لم يتعهد باعتراف رسمي . وأعرب عن “قلقه” على الصحافيين المحاصرين في حمص ولاسيما الفرنسية المصابة اديت بوفييه، وكرر دعوة دمشق للسماح بإجلائهم . وقال إن الاتحاد الأوروبي سيجمد أصول البنك المركزي السوري بدءاً من 27 فبراير/ شباط، في إطار مجموعة من العقوبات المشددة التي تهدف إلى وقف حملة قمع المعارضة . وأضاف في الاجتماع “من واجب المجتمع الدولي تعزيز الضغط على النظام السوري في مواجهة الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية” . وتابع “بشار الأسد اتخذ القرار المروع بأن يغرق تطلعات شعبه في الدماء . ومن ثم فإنه يتحمل مسؤولية ثقيلة أمام التاريخ” .
وأفادت شبكة “سكاي نيوز” أن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ أكد أن حكومته ستعترف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري . ونسبت إليه قوله “ “نحن وبالاشتراك مع دول أخرى سنتعامل مع المجلس الوطني ونعترف به كممثل شرعي للشعب السوري” . وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله “لدينا ثلاثة أهداف: إنهاء العنف والدعم الإنساني والانتقال السياسي السلمي، لذلك يجب على الأسد أن يتنحى جانباً” .
مواقف متباينة للمعارضة من مؤتمر "أصدقاء سوريا"
تباينت المواقف وتضاربت أمس، بين أطياف المعارضة السورية على اختلافها، داخلية وخارجية، من مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تونس، ففي حين رحبت به أطياف من المعارضة وطالبته بالعمل على وقف سفك الدماء، رفضته أطياف أخرى، ورفضت المشاركة فيه .
ودعا نظير الحكيم عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني السوري المعارض مؤتمر “أصدقاء سوريا” إلى العمل من أجل وقف ما يقرب من اثني عشر شهرا من سفك الدماء .
من جهته، أعلن رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في المهجر هيثم مناع، أن الهيئة لن تشارك، وستواصل اتصالاتها من أجل أن يبقى القرار في نطاق الجامعة العربية . وقال “اتخذنا هذا القرار لأن ورقة العمل المقدمة تتضمن فقرات أساسية تتعارض مع خط الهيئة والمصلحة القومية العليا لسوريا ومصلحة الثورة” . وأضاف “هناك عناصر ستعمق الخلاف بين المعارضة، عوضاً عن تقريبها، وفتح باب النموذج الليبي في العلاقة مع الجامعة العربية، أي أن تصبح الجامعة مجرد مفوض للآخرين للتصرف في الشؤون السورية” . ودعا “الأطراف الواعية والدول الصديقة فعلاً للشعب السوري أن تقف ضد الصيغة الحالية للبيان الختامي” . وأكد أن هيئة التنسيق “ستواصل اتصالاتها مع الدول العربية ليبقى القرار وخطة العمل في نطاق الجامعة” .
وأعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي داخل سوريا أن الاجتماع يحدد “من يمثل الشعب السوري'' بدلا من الشعب، ولا يستبعد بشكل واضح “عسكرة” الحركة الاحتجاجية أو التدخل الخارجي . وقالت في بيان إن وفدها الذي توجه إلى تونس “قرر الامتناع عن المشاركة” . ودانت ترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري” . وأكدت أن هذا يأتي رغم “تطمينات الرئيس التونسي بأن التعامل مع المعارضة سيتم من دون تفضيل أو تمييز، وأن التدخل العسكري خط أحمر، والعسكرة تشكل خطرا فعليا على نجاح الثورة” .
وقالت إنها جددت “لاءاتها الثلاثة” أمام المسؤولين المغربيين الذين التقتهم . وإن الوفد بين ثوابتها الثلاثة “لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل العسكري الخارجي”، وأكدت “رفضها للحوار مع النظام، واعتبار ما يجري من إصلاحات لا يفي بالغرض لأن النظام أصبح فاقدا للشرعية” .
ورفض تيار بناء الدولة السورية بزعامة لؤي حسين أي دعوات قد تصدر عن مؤتمر “أصدقاء سوريا” إذا كانت تهدف إلى تدخل عسكري خارجي . وقال في بيان إنه “أمام ازدياد دعوات تسليح المحتجين وطلب مناطق حدودية آمنة، يتولد لدينا قلق شديد من أن يكون هذا أحد بنود برنامج المؤتمر” . وأضاف “أمام هذا الاحتمال فإننا نحذر من أن أي إقرار لهذا سنعتبره تدخلاً عسكرياً مباشراً، وسنتعامل معه، إضافة إلى أغلب السوريين، على أنه اعتداء خارجي على وحدة سوريا الوطنية وعلى السلم الأهلي للمجتمع، وسيتسبب برفع عدد الضحايا، وبكل تأكيد سيطيل من بقاء النظام السوري واستمرار قمعه” . وتابع إن “مؤتمر أصدقاء سوريا إن كان سينحو باتجاه تشكيل قطب دولي في مواجهة آخر، وليس باتجاه توافق، فإنه سيعزز الانقسام الدولي الذي سيتسبب بدوره بانقسام المعارضة بدل توافقها، بل وسيعزز حدة انقسام المجتمع السوري باتجاه اقتتال أهلي” . وأكد أن “التعامل مع الصراع على أنه موضوع دولي وليس قضية شعب يتعرض للقمع لا يفيد البتة في النضال الديمقراطي في مواجهة النظام الاستبدادي، بل إننا نعتبره تهميشا لإرادة السوريين وفرض سيناريوهات على مستقبلهم من دون الرجوع إليهم أو اعتماد خياراتهم” .
وقال محيي الدين اللاذقاني عضو المجلس الوطني “ننتظر من مؤتمر تونس توجيه رسالة واضحة ورادعة للنظام السوري، وأخرى أكثر وضوحاً إلى المعارضة من خلال الخروج بقرار يقضي بتسليح الجيش السوري الحر” . واعتبر أنه “جيش حقيقي وقانوني، ومن حقه التسلح للرد على أعمال القوات الموالية للنظام” . وأضاف أنه يعتبر “نظام بشار الأسد أصعب وأخطر من الاستعمار، وعلينا أن نعمل بجهد لكي يرحل في أقرب وقت”، لكن فاروق محمد المصارع أمين سر الهيئة العليا ل”المجلس الوطني”، حذّر من خطورة تسليح الثورة وعسكرتها، وقال إنه يرفض التدخل الأجنبي . وشدّد على أن المعارضة الحقيقية “ترفض الدعوات لعودة الاحتلال إلى سوريا، كما أنها ترفض إعادة استنساخ النموذج العراقي أو الليبي” .
ولم يرق هذا الموقف للاذقاني الذي كان إلى جانب المصارع، وقاطعه أثناء حديثه قائلاً “الشعب السوري يدين بشدة التهاون الدولي في التعاطي مع النظام، وقد حان الوقت لتسليح الجيش الحر للدفاع عن أبناء سوريا” . فرد الأول داعياً المعارضة في الخارج إلى وقف غرورها، والنظر إلى المصالح الوطنية العليا، والكف عن تمرير أجندات لا تخدم القضية . وأكد أن نظام الأسد “انتهت أوراقه، لكن ذلك لا يعني تبرير أو تشريع أي نوع من التدخل الأجنبي” .
وكانت عضو المجلس عروبة بركات قالت إن المجلس يعيش أيامه الأخيرة بسبب “غطرسة بعض الكتل فيه وإن هناك انتفاضة حقيقية ستحدث بالمجلس قريبا إن لم يغير من مساره” . وأضافت لموقع “سيريا بوليتيك” الإخباري المستقل، أن “هناك انتفاضة حقيقية سيقوم بها بعض أعضاء المجلس للتخلص من دكتاتورية البعض”، مؤكدة وجود انسحابات جماعية في القريب العاجل .
وقالت بركات “إن برهان غليون هدد بالانسحاب أو الاستقالة إن لم يتم انتخابه مجدداً” . وأضافت أن العديد من “أعضاء المجلس مستاء جداً من سيطرة كتلة دون غيرها”، وأكدت “عدم رضاها على بسمة قضماني في الكثير من الأمور”، وقالت “من يجلس مع الصهاينة ويؤيدهم لا يمكن اعتباره وطنياً وإن كان يتحدث باسم الشعب السوري” .
ودعا المعارض السوري نصر حسين إلى ضرورة “بلورة آلية واضحة ورادعة لحماية المدنيين السوريين من دون الوصول إلى حد عسكرة الحراك الاجتماعي في سوريا” .
الخليج الاماراتية - 25 فبراير 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.