أحيانا تفرض الاهانة والاساءة التي صارت تطال المقدسات الاسلامية بما لا يدع مجالا للشك خصوصا بعدما أصبح عاديا أن يتحدث الغرب ويتصرف بناء على أفكار مشهوة ونوايا مسبقة خبيثة حول الاسلام ومسلماته وثوابته وكأن فكرة الاحترام المتبادل وعدم المساس بما يهين عقائد الغير هذه موجهة للعالم كله باستثناء الاسلام، ولأن رسوم الصحافة الدانماركية والكاريكاتيرية المسيئة لشخص النبي عليه الصلاة والسلام والعبارات التي اقتبسها البابا بيندكت أثناء خطبته في ألمانيا لا تزال أثارها المؤلمة تعتمل في أذهاننا، لم يسعنا أن نتغاضى أو نكف النظر أو نحسن النية بآخر مسلسل هذه الاهانات والذي هو هذه ليس بكلمة تقال ثم تنسى أو شيء ينشر تم يطويه النسيان وإنما هو هذه المرة بناء موجود على أرض الواقع في أهم الولاياتالمتحدةالامريكية وأبرز شوارعها وصوره منشورة على شبكة الانترنات تنتظر من يطالعها وتأمل من يرد مدافعا ومبررا أو شارحا لسبب وجودها من الاساس. المكان تحديدا هو بجوار مبنى جنرال موتورز وعلى مساحة خمسة وعشرين ألف متر مربع أقامت إحدى أشهر وأكبر شركات الكمبيوتر في العالم مبنى يماثل شكل الكعبة المشرفة واسمته «آبل مكة» أو تفاحة مكة ليكون مركزا ترفيهيا يحوي فضاءات للكمبيوتر والتشات وحانات ومطاعم وسيكون مفتوحا لمن يريد ارتياده على مدار الساعة سبعة أيام في الاسبوع، صحيح أن من يلم باللغة الانقليزية واستخداماتها العصرية يعلم أن لفظ «Mecca» الآن يستخدم بمعنى «ملتقى» أو «قبلة توجه» إلا أن استخدامه مع مبنى على هيئة تطلق الكعبة المشرفة وافتتاحه علي مدار السنة والساعة ليكون قبلة للناس في أي وقت مثلما هو الحال مع بيت الله الحرام لا يدع مجالا لحسن الظن أو التماس العذر خصوصا إذا أضفنا أنه جاء على الانترنات أن الشركة المعنية لم ترد على رسالات الاحتجاج لا باعتذار أو توضيح أو شرح ورفضت تغيير اسم المكان أو الرد على الاحتجاجات التي انهالت عليها. (عن مجلة «نصف الدنيا») -