بعد أن كانت تونس الوجهة المعتادة لعموم الجزائريين، حالت تطورات الثورة هناك دون هذه العادة، وخطفت وجهات أخرى هذا "الامتياز" من تونس، على رأسها تركيا وفرنسا الجزائر الأناضول-الوسط التونسية: تغيرت وجهة الجزائريين السياحية لقضاء عطلة العام الميلادي الجديد بالنظر للتغيرات التي شهدتها منطقة المغرب العربي، إثر "ثورات الربيع العربي". فبعد أن كانت تونس الوجهة المعتادة لعموم الجزائريين، حالت تطورات الثورة هناك دون هذه العادة، وخطفت وجهات أخرى هذا "الامتياز" من تونس، بحسب ما ذكره وكلاء سفر وشركات سياحية لمراسل الأناضول. وتأتي تركيا وفرنسا على رأس الوجهات البديلة لتونس، وتستأثر مدينة أنطاليا في تركيا باهتمام الجزائريين، حيث يقول السيد رابح، مستثمر جزائري إن "أنطاليا استولت عليه منذ زارها أول مرة قبل ثلاث سنوات". ويكشف السيد رابح لمراسل وكالة الاناضول للأنباء، السر الذي جعله يقصد أنطاليا رفقة عائلته، فيقول: "أنطاليا مدينة نظيفة جدا، هي أقرب إلى مدن الغرب في أوروبا منها إلى مدن الشرق، والسواح فيها من أوروبا كثر والخدمات فيها راقية جدا، والمدينة جميلة جدا بعمرانها وفنادقها". وبخصوص الوجهة التركية، أوضح السيد حمديس ماسينيسا، وهو صاحب وكالة سياحة بالعاصمة الجزائرية، في حديث مع مراسل الأناضول، أن "تركيا تتصدر قائمة الوجهات السياحية لدى زبائنه". وأضاف: "لدي ما لا يقل عن 15 طلبا يوميا نحو اسطنبول، ولولا قلة الرحلات الجوية نحو تلك المدينة لتعدى الزبائن هذا العدد بكثير". وأشار حمديس إلى أن اسطنبول "تمثل قبلة سياحية واقتصادية أو محطة للانتقال إلى بلدان آسيا الأخرى مثل الصين وتايوان "، مطالبا شركة الخطوط الجوية الجزائرية بمضاعفة عدد الرحلات من الجزائر إلى إسطنبول من رحلة واحدة يوميا إلى رحلتين وأكثر بالنظر للطلب المتزايد على هذه الوجهة، كما يقول. ويُقدّر سعر التذكرة نحو أسطنبول ب35 ألف دينار جزائري 300 دولار خارج أوقات المناسبات على غرار رأس السنة حيث يرتفع السعر إلى حدود 46 ألف دينار 400 دولار تقريبا . وتعتبر فرنسا والمغرب ودبي وتونس وجهات أخرى مفضلة لدى الجزائريين في عطلة رأس السنة الميلادية؛ وذلك بسبب "عوامل القرب واللغة التي تتدخل في اختيار الكثير من الجزائريين" حسب ما ذكره حمديس. أما فيما يخص السياحة داخل الجزائر، فأوضح مدير الإعلام بالديوان الوطني للسياحة السيد أرزقي لمراسل الأناضول أن الصحراء جنوب البلاد هي الوجهة الأولى والأخيرة للجزائريين بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة. وقال رزقي إن مدن تيميون وغرداية وتمنراست وجانت في أقصى الجنوبالجزائري تعتبر المناطق الأكثر إقبالا من الجزائريين والسياح الأجانب. ورغم الأوضاع الأمنية المتردية في شمال مالي والخوف من تأثيرها على النشاط السياحي في الجنوبالجزائري إلا أن شيئا من هذه المخاوف لم يحدث "رغم انخفاض عدد الجزائريين مقارنة بالسنة الماضية، حيث أن العدد ليس بعيدا عن المعدل المألوف، فالمقبلون على التسجيل في تزايد ورأس السنة الميلادية سيكون بعد أيام قليلة والحجوزات لا تزال مفتوحة"، حسب أرزقي. وتقضي فئة أخرى من الجزائريين ليلة رأس السنة في فنادق المدن الكبرى، مثل العاصمة وهران وقسنطينة وعنابة، حيث يتعدى ثمن عشاء في ليلة راس السنة 20 الف دينار(254 دولارأمريكي)، ما يمثل راتب مواطن بيسط. وبحسب مراسل الأناضول، يفتقد كثير من الجزائريين إلى ثقافة السياحة بسبب انخفاض دخولهم، بينما يحظى بفرصة السياحة سواء داخل البلاد أو خارجها الأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة وهؤلاء يشكلون نسبة صغيرة من المجتمع الجزائري. 30/12/2012 01:09 ( 30/12/2012 14:13)