الحشاني يُشرف على اجتماع لجنة القيادة الاستراتيجية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    تحذير: عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض قريبا    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    صفاقس اليوم بيع تذاكر لقاء كأس تونس بين ساقية الداير والبنزرتي    سواحل قربة: فقدان 23 تونسيا شاركوا في عملية إبحار خلسة    رئيس البعثة الصحية : هذه جملة من النصائح للحجيج    عاجل/ الإطاحة بشابّين يروّجان تذاكر مزيفة لمباراة الترجي والاهلي    «لارتيستو» الممثلة سعيدة الحامي ل«الشروق» التلفزة التونسية تتجنّب تنويع اللهجات !    تقديم وتوقيع رواية «البوبراك» للأديبة خديجة التومي    بسبب الربط العشوائي واستنزاف المائدة المائية .. قفصة تتصدّر خارطة العطش    الليلة الترجي الأهلي في رادس...الانتصار أو الانتصار    مدير عام الغابات: إستراتيجيتنا متكاملة للتّوقي من الحرائق    بنزرت .. إجراءات لمزيد تعزيز الحركة التجارية للميناء    قانون الفنان والمهن الفنية ...مشروع على ورق... هل يغيّر وضعية الفنان؟    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة الترجي والأهلي    خبير في التربية : ''تدريس الأولياء لأبنائهم خطأ ''    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    المنستير: إحداث أوّل شركة أهليّة محليّة لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    بنزرت: جلسة عمل حول الاستعدادات للامتحانات الوطنية بأوتيك    صفاقس: المناظرة التجريبية لفائدة تلاميذ السنوات السادسة    بنزرت .. مع اقتراب موسم الحصاد ...الفلاّحون يطالبون بفك عزلة المسالك الفلاحية!    سليانة .. انطلاق موسم جني حب الملوك    كأس تونس: النجم الساحلي يفقد خدمات 4 لاعبين في مواجهة الأهلي الصفاقسي    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    ''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    ليبيا: إختفاء نائب بالبرلمان.. والسلطات تحقّق    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس : اليوم المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل

تونس/الصباح: يفتتح اليوم بأحد الفنادق بالمنستير، المؤتمر الواحد والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل، وسط ترقب كبير في الاوساط النقابية والسياسية، لما سيفرزه من قرارات، وخاصة «هوية» القيادة الجديدة التي سينتخبها النقابيون يوم السبت القادم..
وشهد هذا المؤتمر، اوسع نسبة ترشحات لعضوية المكتب التنفيذي منذ فترة طويلة، خصوصا بعد الغاء الانتخاب المباشر من قاعة المؤتمر، التي كانت تضع اعضاء المكتب التنفيذي على كرسي القيادة منذ اليوم الأول للمؤتمر، على عهد الامين العام السابق، اسماعيل السحباني، قبل ان يبادر السيد عبد السلام جراد بالغاء هذا الاسلوب «الانتخابي» منذ مؤتمر جربة في عام 2002، وهو ما جعل النقابيين يتقدمون الى هذا المؤتمر بشكل حماسي، وبنسيج من
التحالفات، بلغت الى حد الآن زهاء الأربع قائمات، بصرف النظر عن «الترشحات الفردية»، او تلك التي تدخل السباق الانتخابي من قبيل «تسخين» الاجواء، او في اطار «ادوار» انتخابية يتحكم فيها عادة، هذا التحالف او ذاك، وهذه الجهة او تلك من بين «الجهات» النقابية المؤثرة في المشهد الانتخابي برمته..
ولئن تبدو اللوحة التنافسية الانتخابية، في طريقها نحو التبلور مع اقتراب موعد التصويت، فان المكتب المتخلي، لن يتخلى عن بعض الاسماء، المرشحة لان تكون ضمن تشكيلة القيادة الجديدة المرتقبة، وذلك بحكم عوامل عديدة، بينها التقاليد النقابية السائدة فيما يعرف ب«كتلة الامين العام»، ومنطق الاستمرارية والتواصل الذي يفترض ان يطبع عمل الاحزاب والمنظمات، الى جانب احقية بعض الأسماء في تجديد ترشحها، بحكم ما قدمته للمنظمة خارج دائرة «الواجب النقابي»، على الرغم من محدودية عددها صلب المكتب التنفيذي..
غير ان المؤتمر الواحد والعشرين، لم يبدأ اليوم، فقد انطلق من الناحية العملية منذ ما يزيد عن اسبوعين، سواء من خلال «اللوائح» التي اصبحت معلومة في اوساط النقابيين منذ فترة بما سوف يجعل التصويت عليها (ناهبك عن مناقشتها) امرا شكليا، او من خلال التحالفات والقوائم التي كانت تتسع حينا، وتضيق حينا آخر، وسط تجاذبات، اختلط فيها النقابي بالجهوي والفئوي، وغلب على بعضها منطق المصالح وهاجس الولاءات بشكل غير مسبوق، الامر الذي جعل ساحة محمد علي والانهج المحيطة بها، اشبه بسوق عكاظ نقابيا، قيل فيها كل شيء تقريبا، ولم يبق سوى النزر القليل، ويبدو ان هذا «النزر القليل»، هو الشجرة الاخيرة التي تخفي الغابة بأكملها، انه القائمة الوفاقية، التي تدور حولها جميع القوائم والترشحات والتجاذبات و«الحسابات» الانتخابية بجميع ألوانها وتفاصيلها..
لم تنكشف القائمة الوفاقية الى حد الآن، لكن بعض تفاصيلها تسربت للاوساط النقابية التي باتت على علم بآخر المشاورات التي يمثل السيدان عبد السلام جراد وعلي رمضان طرفها الرئيسيين، من دون ان يعني ذلك ان القائمة باتت نهائية.. ولعل هذا بالضبط ما يُبقي بصيصا من الامل الانتخابي بالنسبة للمجموعات والتحالفات والقائمات التي تبحث عن بعض الهوامش لكي تقتات من «الوقت البديل» ان صح القول..
وبصرف النظر عن كل ذلك، فان عديد المرشحين ونواب المؤتمر سيُخضِعُون القيادة المتخلية لسيل من الانتقادات، ستطول بالأحرى، ملفات عديدة في مقدمتها اداء اعضاء المركزية النقابية، وهيكلة الاتحاد التي ظلت بمثابة الملف المخفي منذ مؤتمر جربة من دون التقدم فيه قيد انملة، الى جانب اسلوب التسيير الديموقراطي في المنظمة الشغيلة، ومسألة استقلاليتها، وعلاقات الاتحاد بالمجتمع المدني وبالسلطة.. وهي قضايا ستشهد نقاشا ساخنا، من المتوقع ان «تسقط» بموجبها بعض الاسماء، مثل اوراق الخريف، خارج قائمة القيادة الجديدة المرتقبة، في شكل «كشف حساب» قد يكون الأكثر عسرا منذ نحو عشرين عاما.
الجدير بالذكر ان «الصباح» تنشر اليوم احاديث مع بعض المرشحين لتقديم وجهة نظرهم ومقاربتهم للمؤتمر في انتظار استكمال الجزء المتبقي في عدد قادم..
هذه هي الملفات التي يتعين الاهتمام بها في المرحلة القادمة
قال السيد عبد النور المداحي، الامين العام المساعد المكلف بالقطاع الخاص صلب المركزية النقابية، ان الوفاق النقابي بالمعنى الصحيح للكلمة، غير متوفر، ويقتصر الامر على قوائم شخصية بعنوان وفاقي..
وكشف المداحي الذي تدرج في المسؤوليات النقابية من النقابة الاساسية الى الجامعة وصولا الى عضوية المكتب التنفيذي، كشف عن الملفات الشائكة التي تنتظر اتحاد الشغل خلال المرحلة القادمة، وبينها قضية التشغيل في عالم معولم، والتأمين على المرض والصناديق الاجتماعية واستقلالية قرار المنظمة النقابية وغيرها..
وكان المداحي صعد لأول مرة الى المكتب التنفيذي في العام 1989، قبل ان يقع طرده من الاتحاد بسبب خلاف مع الامين العام السابق، ثم لم يلبث ان عاد الى حضيرة الاتحاد من خلال مؤتمر جربة في العام 2002 رفقة السيد علي رمضان.. وفيما يلي نص الحوار..
تجددون ترشحكم للمرة الثانية على التوالي لعضوية المكتب التنفيذي، لماذا هذا الترشح؟
لدي قناعة بضرورة الاستمرار في المهمة النقابية، من أجل مواصلة الاضطلاع بالدور النقابي الذي انتخبت من أجله في مؤتمر جربة، واعني بذلك القضايا والملفات التي ماتزال تحتاج الى جهود اضافية لاستكمال العمل الذي بدأناه خلال السنوات الماضية.
لكن تردد في وقت سابق، انك لن تترشح، ما الذي تغير لكي تقدم ترشحك من جديد؟
* هذا لم يحصل ابدا، ولم اعبّر عن نيتي في عدم الترشح، انما تلك كانت تسريبات من هنا وهناك لا دخل لي بها.
هل استقر الرأي على دخولك ضمن قائمة تحالفية مع السيد علي رمضان؟
* شخصيا اتمنى ان اكون ضمن قائمة مع الاخ علي رمضان، فعلي صديق عزيز، وقد عملنا سويا منذ فترة بعيدة، وثمة انسجام فيما بيننا في الفكر النقابي واسلوب العمل..
هل معنى هذا انك لن تكون ضمن القائمة الوفاقية التي تجري بشأنها مشاورات منذ فترة؟
* لابد من القول ان الوفاق الذي يجري الحديث عنه بالكيفية الحالية في الساحة النقابية، ليس وفاقا بالمعنى النقابي والسياسي للكلمة..
القائمة الوفاقية، هي التي تمليها او تفرزها الهياكل النقابية، وبخاصة الهيئة الادارية او المؤتمر، في سياق وفاق بين جميع التيارات، هذا هو الوفاق الاصلي وفي معناه العميق، اما ما يجري الآن فهي قائمات اشخاص لا غير..
على أن القائمة الوفاقية التي يتداولها النقابيون منذ فترة، لم يحسم امرها بعد، وما تزال المشاورات جارية..
اذا لم يكن السيد عبد النور المداحي ضمن أي من القوائم، كيف يرى حظوظه في المؤتمر؟
* في كل الاحوال، وسواء كنت ضمن قائمة أو تقدمت بشكل منفرد، فالقرار قرار النقابيين، فأنا اتعامل مع النقابيين واراهن عليهم، ويبقى المؤتمر سيد قراره..
ما هي الملفات النقابية التي ستكون عنوان المرحلة القادمة؟
* ثمة في الحقيقة ملفات كبيرة وهامة، في مقدمتها مسألة التشغيل، والتأمين على المرض ومعضلة الصناديق الاجتماعية ومستقبل التغطية الاجتماعية وملف المناولة، الى جانب الحق النقابي واستقلالية المنظمة النقابية.
ونحن مطالبون في المرحلة القادمة، بالدفاع عن فكرة تواجد الاتحاد في جميع الهياكل والمؤسسات من اجل المساهمة في القرارات الوطنية ذات العلاقة بمصالح الشغالين..
لا بد من دعم تمثيلية الاتحاد واشراكه في جميع القرارات على قاعدة دعم اقتصاد البلاد والدفاع عن مصالحها من جهة، والانحياز لمصالح الشغالين وقضاياهم، وهذه معادلة، من الضروري ان تكون في مقدمة أجندا المنظمة خلال المرحلة المقبلة.
عديد المرشحين لعضوية المكتب التنفيذي قاموا بحملات في الجهات.. هل كان لك نصيب من ذلك؟
* نشاطي خلال النيابة الحالية، كان منصبا على الشواغل التي عبرت عنها قبل قليل، وقد عبرت عنها في جميع الفعاليات النقابية التي شاركت فيها، أو في جلسات التفاوض الاجتماعي المختلفة، وبالتالي لم يكن مهما بالنسبة لي، القيام بحملة انتخابية قبل المؤتمر، فالنقابيون يعرفون جيدا مواقف عبد النور المداحي ولديهم التقييم المناسب لادائي خلال الفترة النيابية الحالية.
ماذا تتوقعون بشأن نسبة التجديد في المكتب التنفيذي القادم؟
* اعتقد شخصيا، وهذا ما تشاطرني فيه الساحة النقابية، ان التغيير سيشمل 6 اشخاص على الارجح..
من هم في تقديرك؟
* هذا من اختصاص النقابيين والمؤتمرين..
بعد هذه التجربة في العمل النقابي، ألا يستهويك منصب الأمانة العامة؟
* ليس لديّ اي اهتمام بهذا الموضوع، وليس الامر من انشغالاتي الرئيسية.. ثمة موضوعات ذات أولوية في مقدمتها تمثيلية الاتحاد، واستقلالية المنظمة ودورها في عالم الشغل الجديد الذي تبدّلت ملامحه وهيكلته قياسا بالمرحلة النقابية السابقة..
اكد السيد الحبيب بسباس، احد المرشحين لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد (الكاتب العام السابق لجامعة البنوك)، ان حظوظه في الفوز بمقعد ضمن التشكيلة القيادية القادمة، هي حظوظ «الخط النقابي الاصلاحي» صلب المنظمة الشغيلة، على حد قوله..
ولاحظ بسباس، الذي يترشح ضمن قائمة تجمع اطرافا نقابية عديدة، «ان ارتفاع عدد الترشحات يعكس تمسك النقابيين بالمنافسة الانتخابية في ضوء تراجع اداء القيادة المركزية التي اطلقت وعودا لم تف بها».
وشدد على ان مسألة الامانة العامة، موضوع سابق لاوانه، وان المرحلة القادمة ستكون حبلى بالملفات المستعصية، مقترحا دخول الاتحاد ضمن جبهة وطنية للدفاع عن قيم الحداثة والحرية والعقلانية..
وهذا نص الحوار:
حظوظ اصوات الاصلاح...
* لماذا هذا الترشح لعضوية المكتب التنفيذي؟
اقدم ترشحي للمكتب التنفيذي، للمشاركة في تسيير المنظمة التي انتمي اليها وفقا لتصور عام ولرؤية مغايرة سبق ان عبرت عنها في بيانات وتصريحات سابقة طيلة المدة النيابية المنقضية، ويكون وجودي ضمن قيادة الاتحاد، فرصة للخروج من دائرة التقييمات النظرية للممارسة الميدانية، فأضع بذلك على المحك صحة ما ادعو اليه من عدمه، وللعلم اني اقدم ترشحي بمشاركة اسماء نقابية محترمة تتطلع الى اصلاح حال المنظمة وتعصير وسائل عملها وتطوير ادائها عبر القطع مع عديد الامراض التي استفحلت وانهاء ظاهرة احتكار المواقع القيادية من مجموعة لا هم لها الا حب البقاء في المسؤولية دون ان تفكر في واقع الاتحاد ولا في مستقبله، هذا اذا استثنينا بعض الكفاءات ممن لازال الاتحاد بحاجة اليها.
* وسط الكم الهائل من الترشحات كيف ترى حظوظ بسباس عمليا؟
حظوظي في هذا المؤتمر تساوي حظوظ الخط النقابي الذي ادافع عنه وتساوي حظوظ القاعدة العمالية التي ما انفكت تنادي باصلاح حقيقي للاوضاع يتعدى الشعارات العامة الى عمق الممارسة الفعلية لهذه الشعارات. المسألة تتجاوز شخصي وتتجاوز المترشحين الذين يشاركونني التصور لتكون في النهاية الرهانات المطروحة على هذا المؤتمر هو ما اذا سيكون مجرد رقم ينضاف لتاريخ المنظمة ام هو فرصة تاريخية للمراجعة والتقييم، كشرط لنهوض المنظمة واستعادة اشعاعها وجماهيريتها واحتضان الكفاءات النقابية التي لها القدرة والرغبة في تقديم الاضافة في كلمة هل ان القيادة التي سيفرزها هذا المؤتمر، ستعمل على تغيير الاوضاع وتطويرها ام انها ستترك الحال على ما هو عليه؟
مؤشرات ايجابية
* كيف تقرأ لوحة المترشحين في هذا المؤتمر؟
قياسا لعدد الترشحات المرتفع هذه المرة، نلاحظ في ذلك مؤشرات ايجابية قد تضفي على المؤتمر نوعا من التنافس وتعطيه حيوية، لكن نلاحظ في نفس الوقت ان القائمة التي تعتبر رسمية لا تحوز على اجماع عام فبالرغم من الضغوطات الحاصلة ومن الانسحابات المحتملة فان عديد النقابيين سيحتفظون بترشحاتهم الى الاخر، وسيتمسكون بحقهم في خوض تجربة المنافسة الانتخابية، مستفيدين من الوعود التي اطلقتها المركزية النقابية، وعجزت عن الوفاء بها، الامر الذي يفسر ارتفاع حجم الترشحات بين معارضات اصلية، وعديد الغاضبين عن وفاق مغشوش اعد قبل المؤتمر وخارج ارادته..
أجندا المرحلة القادمة
* في صورة فوزك بمقعد صلب المكتب التنفيذي القادم، ما هي الاجندا التي تراهن عليها في المستقبل؟
هي ليست اجندا شخصية بقدر ما هي برنامج لمعارضة نقابية، لم تتمكن «الماكينة» من الغائها او اسكاتها..
هناك ارادة قاعدية في التغيير، وتذمر عام من طريقة التسيير واحتكار القرار وغياب خط نقابي واضح وارتباك المواقف من القضايا الكبرى، حد التناقض، والعمل بوسائل تقليدية بالية وغياب خطة واضحة للسير في مناخ دولي متحرك يهدد بمزيد تعقيد الاوضاع..
من اولويات اجندا المعارضة النقابية، اعادة هيكلة الاتحاد العام بشكل يكرس الديموقراطية النقابية ويطلق المبادرة الفعلية للهياكل الوسطى والقاعدية، ويقطع مع الحسابات الانتخابوية التي ادت الى تكريس السائد، وجعلت مهمة الاصلاح او المراجعة صعبة او شبه مستحيلة، كذلك لابدم ن اعطاء الاولوية القصوى للقطاع الخاص الذي بدأ يتنامى من حيث حجم انتشاره وحجم مشاكله المتفاقمة، ولابد من المساهمة الجادة في ايجاد الحلول الملائمة للقضايا العمالية المؤجلة بما يضمن حماية المكاسب الاجتماعية وصيانة الحقوق المتحققة في مواجهة هجمة رأس المال العالمي بمؤسساته وشركاته متعددة الجنسيات الهادفة للتأثير على التشريعات الاجتماعية وقد لاحظنا صداها من خلال لوائح المؤتمر الاخير لنقابة الاعراف في تونس مما يهدد بمآزق اجتماعية وهزات لا مصلحة للشعب وللوطن فيها..
وتبقي مسألة الدفاع عن القدرة الشرائية للمواطن، احد ابرز الرهانات القادمة.
حول مسألة الخلافة..
* يتردد بقوة صلب النقابيين ان هذا المؤتمر سيكون مؤتمر التمهيد للخلافة على رأس المنظمة. ما هو رأيك؟
التداول على المسؤولية وفسح مجال التنافس النقابي، مسألة طبيعية ولابد منها لكن ما يحدث الان هو ان البعض يتقاتل على ظل شجرة قبل زرعها. الامانة العامة مسألة سابقة لاوانها المهم هو التفكير في انتخاب عناصر كفأة تؤمن بالعمل المشترك وبالادارة الجماعية لا تنتفخ «الانا» عندها حد التسلط، ولا تتضاءل شخصيتها حد الذوبان، لابد من قيادة قوية وقادرة على التفكير والبذل والعطاء.. واعتقد انه داخل القيادة الحالية، هناك عناصر جديرة بموقعها، وثمة من لا يستحق البقاء..
جبهة داخلية
* ما هي ابرز القضايا التي يفترض ان تكون على رأس اجندا الاتحاد في المرحلة القادمة؟
الاتحاد العام التونسي للشغل طرف رئيسي في المعادلة الاجتماعية وقد سبق ان لعب ادوارا متقدمة طيلة تاريخ النضال الوطني ضد المستعمر الفرنسي كما لعب ادوارا في بناء الدولة الجديدة، ووقف الى جانب القضايا العادلة في التوازن الاجتماعي والدفاع عن قيم التقدم والحرية والعقلانية وهو اليوم مطالب اكثر من اي وقت مضى بأن يتحمل مسؤوليته في مواجهة تحديات جديدة افرزتها مرحلة «العولمة» بما تبشر به من مخاطر حقيقية تهدد البشرية التي باتت مرشحة للعودة لعصور غابرة تتجسد فيها عبودية حقيقية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي تحت عناوين براقة مثل «الرفاه» و«التطور» و«الحرية وحقوق الانسان..» وغيرها من المضامين التي افرغت من محتوياتها السليمة، لتتحول الى ذريعة لاستعمار الشعوب ونهب ثرواتها وامتصاص دمائها وما يحدث في وطننا العربي اكبر دليل على ذلك. اتحادنا يجب ان يكون طرفا فاعلا في جبهة وطنية داخلية تدافع عن قيم الحرية والحداثة والعقلانية وتحمي المكاسب وتصونها وتعبر عن تطلعات شعبنا في التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي في مواجهة مؤامرات وجرائم تقام في حق ابناء فلسطين والعراق ولبنان والقائمة تطول.
عبد المجيد الصحراوي:
القيادة الجديدة مطالبة بأن تعيد المنظمة إلى السكة التي انحرفت عنها
اوضح السيد عبد المجيد الصحراوي، الامين العام المساعد لاتحاد عمال المغرب العربي، والمرشح لعضوية المكتب التنفيذي القادم، ان ترشحه ليس للثأر وتصفية الحسابات القديمة، بقدرما هو ترشح من اجل الدفاع عن مبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل.
وشدد على ان المؤتمر سيفرز الوفاق الحقيقي، رافضا اشكال الوفاق المتداولة، وواصفا اياها بكونها «التقاء جزئي بين نقابيين على برنامج محدد»..
وأعرب عن امله في ان يدور المؤتمر «في اجواء ديموقراطية وحرة وشفافة»، على حد تعبير مشددا رهانه على وعي النقابيين في الاختيار بين الغث والسمين من بين المرشحين..
وهذا نص الحديث..
ترشح مبدئي..
لماذا هذا الترشح في الوقت الذي تشغل فيه منصبا في الامانة العامة للاتحاد المغاربي؟
هناك من يعتقد ان تواجدي في الاتحاد المغاربي، جاء في سياق رد الاعتبار والاستفادة من تجربتي النقابية، وثمة من يرى انها وسيلة للتخلص مني وابعادي عن ساحة محمد علي.. لكنني مترشح بوصفي مناضلا نقابيا صمدت في عديد الازمات، وساهمت في عملية خروج الاتحاد من أزمته السابقة، وكنت من أكثر المدافعين عن استقلالية الاتحاد والتزامه الفعلي والحقيقي بقضايا الشغالين ودفعت ثمن ذلك باهظا من طرف الذين انحرفوا بالمنظمة وجروها الى التبعية..
أسباب رئيسية
اذن عدت من أجل الثأر لموقعك السابق؟
أنا لا أؤمن بالثأر ولا بتصفية الحسابات، بل أؤمن بأنني مازلت قادرا على تحمل مسؤولياتي التاريخية في الدفاع عن المبادئ التي قام عليها الاتحاد، وهي:
* الدفاع عن حقوق الشغالين في هذا الوضع الاجتماعي الصعب..
* الدفاع عن الحريات العامة والفردية وحقوق الانسان.
* الدفاع عن استقلالية المنظمة الشغيلة وعن استقلالية القرار الوطني..
* ترسيخ الممارسة الديموقراطية صلب المنظمة ومواجهة العقلية الجهوية والفئوية ونبذ الولاءات.
الوفاق جزئي..
هناك حديث مكثف عن القائمة الوفاقية، والامين العام السيد عبد السلام جراد ترك الباب مفتوحا بشأنها، هل تراهن على هذه العملية الوفاقية؟
شخصيا اعتبر ان الوفاق مهما اتسع، يبقى التقاء جزئيا بين مجموعة من النقابيين حول برنامج معين، ويجب أن لا يؤدي ذلك الى تكبيل او الغاء الاطراف والرؤى الأخرى..
ومن الطبيعي ان يفرز المؤتمر، الوفاق الحقيقي عبر صندوق الاقتراع..
كيف تقرأ القائمات المتداولة في بورصة الانتخابات؟
في تقديري، المرشحون كلهم ابناء الاتحاد، وكل منهم دافع من موقعه عن الاتحاد ومبادئه.. واعتقد ان ثمة عديد الكفاءات الموجودة صلب القائمات المعلنة، ونحت نراهن على المؤتمرين لكي يصوتوا للنقابيين المناضلين وذوي الكفاءة، الملتزمون بقضايا الشغالين..
لكننا نتمنى ان يدور المؤتمر في اجواء ديموقراطية وحرة وشفافة وشخصيا لدي ثقة في نواب المؤتمر وقدرتهم على التمييز بين الغث والسمين.
قضايا وملفات..
ما هي الملفات التي تراهن على طرحها والنضال من أجلها خلال المرحلة القادمة في صورة صعودك للمكتب التنفيذي؟
لا بد من مراجعة هيكلة المنظمة النقابية بما يجعلها حديثة وقادرة على التأقلم مع الاوضاع المتغيرة في البلاد وفي العالم، وبامكانها استقطاب الطاقات والكفاءات الجديدة في الساحة النقابية.
الى جانب ذلك يتعين اعطاء مساحة هامة للقطاع الخاص، الذي اصبح يشكل المجال الاوسع للتشغيل، والذي يعاني من اشكاليات عديدة..
وأراهن كذلك على تعميق ثقافة الديموقراطية لدى الاطار النقابي، وغرس عقلية التعايش مع مختلف الرؤى والمقاربات السائدة على الساحة، الى جانب ترسيخ مفهوم الشراكة بين النقابيين.
وسأعمل على فتح باب المسؤولية، عبر مراجعة نصوص وقوانين المنظمة، باتجاه ادماج المرأة والشباب، سيما وان معدل الاعمار صلب المنظمة تقدم، الى جانب وجود نوع من الفتور في العلاقة بين المنظمة والشباب.
وسوف يكون من بين الاهداف الاساسية التي سأكرس النيابة القادمة لها، ارساء علاقة متوازنة وسليمة بين الاتحاد ومكونات المجتمع المدني، بما يجعل الاتحاد عنصر توازن عقلاني بين السلطة، وبقية الاطراف بشكل يحفظ بلادنا من الهزات، وييسر التدرج بالتحول الديموقراطي بما يليق بمستوى النضج صلب المجتمع المدني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.