تميز اليوم الثالث والاخير من المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل بانصراف معظم المؤتمرين الى متابعة اخبار قائمات التحالفات الانتخابية، مما اضفى على قاعة المؤتمر التي تواصل فيها نقاش اللوائح العامة برودة وحضور محدود داخل القاعة، والى غاية الفترة الصباحية تواصلت هذه الاجواء في انصراف كامل الى المرحلة الاخيرة من المؤتمر الا وهي الانتخابات والتركيز عليها دون سواها باعتبارها المرحلة الهامة من ردهات المؤتمر. وفي ظل هذا الواقع تواترت الاخبار من جهة وتعددت القائمات الانتخابية التي كانت متضاربة وتضليلية في معظمها، وذلك يدخل في اطار لعبة الانتخابات التي تعود عليها المؤتمرون خلال المؤتمرات السابقة، غير ان كل هذه الاجواء لم تؤثر على مسار المؤتمر ولم تحد من حرارة اللحظات والساعات ولم تفت من حركة النواب في المؤتمر ولقاءاتهم المتواترة وحرصهم على معرفة اخر التطورات بشأن التحالفات ومسارها وتغيراتها. لكن كل هذه الاجواء المشحونة كانت تسير في جو ديموقراطي بعيدا عن اي تشنج او صدام او انفعال، ولعل هذا يعود الى ترسيخ الممارسة الديموقراطية واحترام الطرف المقابل رغم الاختلاف معه والتصويت ضده. خلال ليلة اول امس ظهرت اولى القائمات التحالفية وكانت قائمة الوفاق النقابي للامين العام السيد عبد السلام جراد. وقد احتوت هذه القائمة على 12 اسما كان 11 عشر منهم من اعضاء المكتب التنفيذي السابق للمؤتمر وهم: عبد السلام جراد الهادي الغضباني محمد سعد محمد الطرابلسي محمد شندول علي بن رمضان سليمان الماجري محمد السحيمي عبيد البريكي رضا بوزريبة المنصف اليعقوبي المنصف الزاهي وسعيد يوسف. والمتمعن في هذه القائمة يدرك سقوط اسمين فقط منها اي من اعضاء المكتب التنفيذي قبل المؤتمر وهما مسعود ناجي بصفته متخليا تلقائيا ورئيس المؤتمر وعبد النور المداحي الذي تخلى عنه الامين العام وتعويضهما بكل من المنصف الزاهي (كاتب عام النقابة العامة للتعليم الاساسي) وسعيد يوسف كاتب عام الاتحاد الجهوي بالمنستير. التي تنفصل عن قائمة الوفاق القائمة الثانية التي طال انتظارها الى حد الساعات الاخيرة من يوم امس هي قائمة علي رمضان الذي على الرغم من وجوده ضمن قائمة الوفاق أبى الا ان تكون له قائمة خاصة باعتباره تناقضه مع عديد الاسماء التي وجدت في قائمة الوفاق ورفضه الترشح معهم في نفس القائمة. وقد احتوت قائمة علي رمضان على اسماء كلها مترشحة جديدة لعضوية المكتب التنفيذي وقد جمعت علي رمضان سمير الشفي بلقاسم العياري حسين العباسي قاسم عطية نعيمة الهمامي منصور بن رمضان مع عضو من المكتب التنفيذي السابق ألا وهو عبد النور المداحي. وفي مقارنة بين قائمة الوفاق للسيد عبد السلام جراد وعلي رمضان يلاحظ تداخل او تكامل او عمل مشترك بين الطرفين، حيث علمنا ان قائمة الوفاق سوف يسقط منها الهادي الغضباني علي رمضان (باعتباره موجودا في قائمته الخاصة) سليمان الماجدي رضا بوزريبة المنصف اليعقوبي وسعيد يوسف وذلك للالتقاء والتعويض بالاسماء التي تمثلها قائمة علي رمضان. وهكذا يكتمل نصاب قائمة خفية تحركها تحالفات سرية بين رئيسي القائمتين للتخلي عن بعض الاسماء من المكتب التنفيذي السابق وتعويضهم باسماء جديدة على اعتبار الاتفاق الحاصل في عملية التجديد التي يصل فيها عدد الصاعدين الى 5 اعضاء جدد يغادرها 5 من المكتب التنفيذ السابق. قائمة تحالف اليسار كل من تضمنت هذه القائمة اسماؤهم كانوا قد ترشحوا بشكل مستقل، لكن التحالفات الحاصلة داخل المؤتمر والانشقاق الذي بدا صلب قائمة الوفاق وظهور قائمة ثانية داخل المكتب التنفيذي السابق وربما ثالثة قاد مجموعة من هؤلاء المترشحين الى تكوين جبهة انتخابية ثالثة التقت حول ارضية وفاق فرضتها التطورات داخل المؤتمر والحسابات الانتخابية الحاصلة. وقد احتوت هذه القائمة على جملة من الاسماء هي التالية: توفيق التواتي منجي عبد الرحيم محمد الشابي عبد السلام جراد رضا بوزريبة منصف اليعقوبي الصادق الغضباني سليمان الماجري المولدي الجندوبي سعيد يوسف والجيلاني الهمامي. قائمة «التداول الديموقراطي» هذه القائمة ظهرت في اخر ردهات ما قبل عملية الانتخابات وقد كانت بعنوان التداول النقابي الديموقراطي وقد اقتصرت على 3 أسماء فقط هم مترشحون مستقلون وهم: كلثوم برك الله (السكك الحديدية) الجنيدي عبد الجواد (التعليم العالي) بدرالدين الهرماسي من القطاع التربوي. هذه هي الصورة العامة تقريبا للتحالفات الحاصلة او التي تسربت الى الاعلام والى بقية المؤتمرين، لكن وفي ظل المتغيرات التي تحصل في اخر لحظة من الانتخابات قد تحصل تطورات اخرى جديدة. وفي العموم فان النتائج قد تختلط فيها كل الاوراق ليكون الفوز بعضوية المكتب التنفيذي الجديد من نصيب اسماء من كل القائمات المذكورة. وعلى اية حال فان المؤتمر 21 للاتحاد سوف يكون مؤتمرا انتخابيا بمعنى الكلمة، ليس لاي طرف فيه من ثقل ماعدا الامين العام السيد عبد السلام جراد و3 او 4 اعضاء من المكتب القديم مع حظوظ وافرة للسيد علي رمضان. وهكذا يمكن القول ان الاجماع على مستوى التجديد يصل الى حدود 50% من المكتب القديم هو ارادة من معظم المؤتمرين وهي ارادة التجديد والتغيير.