لم يعمر إتفاق وقف اطلاق النار الذي اتفقت عليه مختلف الفصائل الفلسطينية الليلة الماضية طويلا و تم خرقه فجر الاثنين 18-12-2006 من خلال تجدد الاشتباكات بين عناصر من فتح و حماس تبادلوا خلالها اطلاق أعيرة نارية في شوارع غزة. ويخيم توتر حذر في غزة رغم بعض الاشتباكات، وتم تقليص انتشار العناصر المسلحة من الطرفين بشكل كبير في شوارع غزة فيما ابقى الحرس الرئاسي التابع للرئيس محمود عباس على حواجز عند المحاور المؤدية الى مكاتب الرئاسة. واندلعت المواجهات التي اوقعت ثلاثة قتلى وثلاثين جريحا الاحد بعد سقوط قتيل مساء السبت, اثر قرار عباس الدعوة الى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة وقد رفضت حماس هذه الانتخابات معتبرة انها "مخالفة للدستور". ووقعت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان المتنافستان مساء أمس الأحد اتفاقا هشا لوقف إطلاق النار لإنهاء المواجهات التي أسفرت عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى في قطاع غزة. وأكد ابراهيم ابو النجا المسؤول في لجنة المتابعة العليا أن الفصائل الفلسطينية المسلحة وبينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح, توصلت مساء الأحد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وأعمال العنف في ما بينها. وقال "لقد تم الاتفاق بين كافة المجموعات الفلسطينية المسلحة على وقف لإطلاق النار ووضع حد لأعمال العنف". من جهتهما، أكد المتحدثان باسم حماس وفتح, اسماعيل رضوان وتوفيق ابو خوصة, هذا الاتفاق, لكنهما قاطعا إعلانه رسميا في مؤتمر صحافي في غزة. وبرهانا على هشاشته, استمرت أعمال العنف بعد توقيعه, وأسفرت عن قتيل وثلاثة جرحى. وكانت فتح تحتج على خطف وقتل عقيد في الأجهزة الأمنية وعضو في حركة فتح, واطلاق قذيفة هاون على مقر الرئاسة في غزة. وقد خطف عدنان رحمي (40 عاما) مع اثنين من حراسه بينما كان مارا بسيارته في مخيم جباليا (شمال). وأكد أبو خوصة أنه "تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار مع حماس", موضحا أن الحركة "لن تشارك في المؤتمر الصحافي للإعلان عن الاتفاق احتجاجا على مقتل العقيد عدنان رحمي وإطلاق قذائف هاون على مقر الرئاسة الفلسطينية". وينص الاتفاق على "وقف فوري لإطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع وعودة الأجهزة الأمنية إلى قواعدها، وإنهاء المظاهر المسلحة, ووقف الحملات الإعلامية, وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث التي بدأت من مشكلة معبر رفح الخميس الماضي وحتى أحداث اليوم, وتقديم المتورطين للقضاء والعدالة وإعلان نتائج التحقيق". وتوصل الطرفان إلى هذا الاتفاق بعد يوم تميز بأعمال العنف بين انصارهما. وتحول جنوب غرب مدينة غزة حيث مقر بضع وزارات والمكاتب الرئاسية, ساحة معركة حقيقية طوال ساعات. وقتلت فلسطينية في التاسعة عشرة من عمرها برصاصة طائشة واصيب أربعة أشخاص بجروح, بنهم فتاة صغيرة ومراسل صحيفة ليبيراسيون الفرنسية. وأصيب أربعة أشخاص بجروح جراء إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذيفتي هاون انفجرتا في مدخل مقر الرئاسة الفلسطينية. واستهدفت قذيفة هاون أخرى المقر نفسه. وفتح مجهولون أيضا النار على موكب وزير الخارجية محمود الزهار الذي لم يصب بأذى. وأصيب احد مرافقيه بجروح. وانتقلت الصدامات إلى شمال قطاع غزة حيث فتح انصار لحماس النار على تظاهرة لآلاف من انصار الرئيس محمود عباس. وقد انفجرت أعمال العنف هذه فجر اليوم ضد معسكر لتدريب الحرس الرئاسي في جنوب مدينة غزة. واسفر الهجوم عن مقتل حارس على مدخل المعسكر. وعلى الصعيد السياسي, رفض رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اليوم دعوة الرئيس عباس لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة واعتبرها "غير دستورية ومن شأنها أن تحدث ارباكا واسعا في الساحة الفلسطينية". وأعلن مسؤول فلسطيني أن عباس التقى اليوم في رام الله مسؤولي اللجنة المركزية الانتخابية وذلك غداة دعوته إلى انتخابات مبكرة. وأكد المسؤول المقرب من الرئيس طالبا عدم ذكر اسمه أن عباس التقى هؤلاء المسؤولين "في اطار المناقشات التمهيدية". واكد انه "لن يتم تحديد أي موعد لهذه الانتخابات في الوقت الراهن". وقدمت المجموعة الدولية التي تقاطع حكومة حماس منذ تسلمت مهامها في مارس/اذار الماضي بعد الفوز الانتخابي للحركة في الانتخابات التشريعية التي اجريت في يناير/كانون الثاني, دعمها الكامل لعباس. واكد عباس من جهة اخرى ان تشكيل "حكومة وحدة وطنية مؤلفة من تكنوقراط" يبقى "اولوية", لكنه لم يوضح ما اذا كان سيدعو الى انتخابات اذا مارات هذه الحكومة النور.