! اكد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الخميس في افغوي (20 كلم غرب مقديشو) ان القوات الحكومية الصومالية المدعومة من اثيوبيا دخلت "العديد من القطاعات" في مقديشو التي انسحبت منها قوات المحاكم الاسلامية. وقال جيدي للصحافيين قبل ان يلتقي قادة محليين في افغوي "نحن موجودون بالفعل في مقديشو في العديد من القطاعات". واضاف "اريد تنظيم التنسيق بين القوات (الحكومية) والمسؤولين (المحليين) للسيطرة على مقديشو". وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في الصومال شيخ شريف شيخ احمد اعلن في اتصال مع قناة "الجزيرة" الخميس ان القوات الاسلامية انسحبت تماما من مقديشو. وقال شيخ شريف للقناة التي تتخذ في الدوحة قرا لها "نحن قواتنا قد سحبناها ولا يوجد هناك قوات تابعة للمحاكم الاسلامية انما الشعب الصومالي هو الذي يقاوم". واكد شيخ شريف ان الانسحاب تم لتجنيب العاصمة الصومالية من "القصف" متهما القوات الاثيوبية بارتكاب "ابادة"، بينما تتقدم هذه القوات الى جانب قوات الحكومة الانتقالية الصومالية باتجاه مقديشو. وقال في هذا السياق "لم نترك العاصمة للفوضى وانما تركناها لئلا يحدث قصف كبير في داخلها لان القوات الاثيوبية تمارس ابادة على الشعب الصومالي". وتابع ان القوات الاثيوبية "مارست في المناطق التي دخلت فيها ابادة لم تحصل من قبل في الصومال (...) لذلك لا نريد ان نتسبب بذلك". واكد شيخ شريف ان "جميع القيادات وجميع العناصر الذين كانوا يعملون في المحاكم قد سحبناها جميعا". الا انه اضاف "نحن بإذن الله سنخرج هذه القوات التي دخلت بلاد الصومال لتدمر ما امكن انجازه في الشهور الاخيرة. فنحن لدينا خطة لاخراج هذه القوات" التي باتت على مشارف مقديشو. ونفى شيخ شريف تسليم اي اسلحة للقوات المتقدمة، موضحا "لكن هناك بعض الاسلحة التي لم نتمكن من اخراجها وبقيت في اماكنها". واكد شيخ شريف ان المحاكم ليس لديها استعداد للتفاوض. وقال "لا اتوقع الا القتال". وقال متحدث حكومي صومالي ان زعماء المحاكم الإسلامية فروا من معقلهم مقديشو وان القوات الحكومية ستتولى السيطرة على العاصمة خلال الساعات المقبلة. وقال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة "إن قوات المحاكم الإسلامية اختفت" مشيرا إلى ان قادتها فروا إلى مدينة كيسمايو الجنوبية. وأضاف "إن قواتنا تسيطر بالفعل على مقديشو لأننا تولينا نقطتي سيطرة في الطريق الرئيسية خارج المدنية.. وخلال ساعتين أو ثلاث سنسيطر على المدينة بأسرها." وذكر سكان في العاصمة الصومالية ان دوي قصف مدفعي سمع صباح الخميس قرب مقديشو بينما تتقدم القوات الحكومية يساندها الجيش الاثيوبي باتجاه المدينة. وقال سكان في المدينة ان القوات الحكومية تقترب من مقديشو التي تسيطر عليها الميليشيا الاسلامية من جبهتين شمالية وشمالية غربية، بينما تحدث صحافيون عن قصف بالمدفعية الثقيلة في سيناي، الضاحية الشمالية لمقديشو. وقال محمد دوالي احد سكان بلعد على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال العاصمة ان "المدينة اصبحت وراء القوات الاثيوبية التي تتوجه حاليا الى مقديشو". من جهته، قال عمر عبد القادر احد سكان بلدة وانلوين التي تبعد ثمانين كيلومترا شمال غرب مقديشو "شاهدت رتلا يضم اكثر من سبعين دبابة اثيوبية يتوجه الى مقديشو". وكان وزير الاعلام الصومالي علي احمد جاما اعلن مساء الاربعاء في بيداوا، ان الحكومة الصومالية الانتقالية لن تسيطر على العاصمة مقديشو "بالقوة". واضاف "ثمة تخوف لدى سكان مقديشو من ان تستولي الحكومة على المدينة بالقوة. لن نفعل ذلك. الاستيلاء على مقديشو يجب ان يتم بطريقة منظمة للحؤول دون سقوط خسائر بشرية". واوضح ان لاتحاد المحاكم الشرعية "شعبية لدى الناس ولا نريد تغيير ذلك". واكد الوزير الصومالي "نتحدث الان مع مسؤولين من المجتمع المدني ومثقفين همشهم الماركسيون، والبعض منهم يتصل بنا"، مشيرا الى ان استراتيجية الحكومة الصومالية الانتقالية "هي ان يمارس الناس ضغطا على الاسلاميين لاقناعهم بالانسحاب". وذكر ان "المفاوضات جارية مع مسؤولي مختلف المجموعات في مقديشو حتى يرغم الناس المتطرفين على مغادرة البلاد بطريقة سلمية". ومن وجهة نظر عسكرية، اوضح جاما ان القوات الحكومية المدعومة من الجيش الاثيوبي، "ستحاصر مقديشو وتفسح في المجال امام المفاوضات وترغم اتحاد المحاكم الشرعية على الحوار". لكنه قال "قبل ان تتوجه نحو مقديشو، يتعين على قواتنا ان تنظف بليدوغل (قاعدة جوية عسكرية مهمة للاسلاميين على بعد 90 كلم من العاصمة) حيث يتمركز جنود اريتريون ومقاتلو اورومو (انفصاليون اثيوبيون) لا يستطيعون الفرار او الاختباء، ونحن نعرف انهم سيتقاتلون".