استهدفت هجمات جوية جديدة الاربعاء اقصى جنوب الصومال حيث تختبىء اخر فلول الاسلاميين مع عناصر من تنظيم القاعدة كما تقول الولاياتالمتحدة. وقد افاد بعض سكان المنطقة ان طائرات اميركية شنت هجمات على المواقع نفسها التي استهدفها الجيش الاميركي مطلع الاسبوع. لكن متحدثا باسم البنتاغون اكد في واشنطن انه ليس على علم باي هجمات جديدة. ونفت الحكومة الصومالية بدورها بشكل قاطع ضلوع واشنطن في عمليات الاربعاء مشيرة فقط الى عمليات للقوات الحكومية والجيش الاثيوبي الذي قصف مرات عدة الاسلاميين. من جهة اخرى اعلنت الحكومة الصومالية الانتقالية ان رئيس الوزراء علي محمد جيدي اصدر مرسوما يدعو جميع ميليشيات البلاد ومن ضمنهم الاسلاميين "الذين يلقون السلاح" للتجمع في معسكرات تدريب القوات الحكومية. واعتبرت الحكومة الاثيوبية التي تدخل جيشها في كانون الاول/ديسمبر في الصومال ضد قوات المحاكم الاسلامية الاربعاء انها "انجزت مهمتها باستئصال التهديد الذي تشكله الجماعات الارهابية" لدى جارتها. وقال وزير الاعلام الاثيوبي براهن هايلو في تصريح اوردته وكالة الانباء الاثيوبية الرسمية (اينا) ان "اثيوبيا انجزت بالكامل مهمتها باستئصال التهديد الذي تشكله الجماعات الارهابية على امنها". واضاف ان "الحكومة الصومالية الانتقالية بلغت مستوى يسمح لها بقيادة البلاد بنفسها". وتابع الوزير الاثيوبي ان "مهمة اثيوبيا الهادفة الى الدفاع عن سيادتها تكلل بنصر عظيم (...) والجماعات الارهابية طردت من جميع المناطق التي كانت تنشط فيها. ولم يعد بامكان اي قوة تهديد اثيوبيا". لكنه اقر بان "بعض القادة الاسلاميين" ما زالوا موزعين في البلاد. واكد "ان العمليات للقبض على الاصوليين واحالتهم الى القضاء ما زالت جارية". وقد رحب ضاهر ريالي كاهن رئيس "جمهورية ارض الصومال" المعلنة من جانب واحد في شمال غرب الصومال الاربعاء في بيان نشر في اديس ابابا بتحرك اثيوبيا "من اجل ارساء السلام والاستقرار". وجاء في بيان كاهن الذي التقى الثلاثاء رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي ان "شعب ارض الصومال يعترف كليا بالدور الذي لعبته اثيوبيا لارساء سلام واستقرار دائمين في الصومال". حاملة الطائرات الاميركية دوايت ايزنهاور في الاطلسي نيسان/ابريل 2000 وقال يوسف اسماعيل عدن وهو من سكان كيسمايو ثاني مدن البلاد لوكالة فرانس برس "ان بعض الزعماء التقليديين (في منطقتي) بدادي وافمادو اتصلوا بنا بالراديو واكدوا حصول هجوم جوي اميركي في المنطقة نفسها (جنوب الصومال) اليوم" الاربعاء. واضاف هذا المصدر "قالوا لنا انهم تمكنوا من سماع تحليق للطائرات هذا الصباح". لكن المتحدث باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن ديناري نفى بشكل قاطع هذا النبأ. وقال لوكالة فرانس برس انه "امر غير معقول (...) هذه الانباء خاطئة (...) لا نملك اي معلومات عن هذه الهجمات الجوية المزعومة". واستطرد وزير الاعلام الصومالي علي جامع انه ليس على علم باي عملية جوية في المنطقة غير تلك التي قامت بها القوات الاثيوبية مدعومة من الحكومة الصومالية منذ ايام عدة. وقال "هناك عمليات تجري حاليا في جنوب الصومال وتقوم بها القوات الاثيوبية والصومالية" مضيفا "يمكن ان تكون عمليات برية او جوية". واقرت الولاياتالمتحدة الثلاثاء انها شنت غارة في الصومال في اول تحرك عسكري في هذا البلد مقبول رسميا منذ الانسحاب الاميركي في 1994 مؤكدة ان هدفها يبقى مقتصرا على القضاء على قادة القاعدة. وقتل 19 مدنيا على الاقل في هذه الهجمات الجوية بحسب شهادات زعماء محليين جمعتها وكالة فرانس برس الثلاثاء. ويبحث الاميركيون خصوصا عن المنفذين المفترضين للاعتداءين على السفارتين الاميركيتين" في كينيا وتنزانيا في 1998 مما اوقع 224 قتيلا والاف الجرحى. وفي عداد اولئك الذين يشتبه بانهم ينشطون في الصومال فضل عبدالله محمد وصالح علي صالح نبهان المتورطين بحسب الولاياتالمتحدة في اعتداءات 1998 (224 قتيلا) على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا وكذلك ابو طلحة السوداني خبير المتفجرات المقرب من زعيم القاعدة اسامة بن لادن.